أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

“شبيبة عتيدنا”.. مشروع اندماج وأسرلة يقوده أعضاء عرب وصهاينة بارزين

انطلقت ما تُسمى “شبيبة عتيدنا” في عدة بلدات عربية، في الآونة الأخيرة، تدعو للاندماج في المجتمع الإسرائيلي، وذلك ضمن ائتلاف من القادة الجماهيريين العرب الإسرائيليين وأعضاء بارزين من الغالبية الصهيونية من اليهود الإسرائيليين. بحسب تحقيق صحفي لموقع “عرب 48″ أعدّه الزميل عمر دلاشة.
وجاء في تحقيق”عرب 48” أن “شبيبة عتيدنا” انطلقت لتجنيد أبناء الشبيبة العرب وضمهم لصفوفها العام الجاري 2020، من خلال استهداف أقسام الشبيبة في عدد من السلطات المحلية العربية، بينها طمرة، شعب، شفاعمرو، الطيبة، كفر مندا، عرعرة النقب، نحف، ترشيحا، دير الأسد ووادي سلامة، وهي حركة مسجلة كجمعية تهدف لـ”تعزيز الهوية العربية والاندماج في المجتمع الإسرائيلي”، حسبما جاء في تعريفها.
وجاء في شهادة تسجيل الجمعية، يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر 2018 بأنها “حركة اجتماعية لمواطنين عرب ويهود يعملون لتعزيز اندماج العرب في دولة إسرائيل كمواطنين متساوي الحقوق يعترفون بدولة إسرائيل بأنها دولة يهودية وديمقراطية، بروح وثيقة الاستقلال”.
وبحسب الوثائق الرسمية فإن مؤسسي الجمعية هم: إيرز إيشل، جلال صفدي، دالية فضيلي، نائل زعبي، عميحاي شيكلي، عميت ديري، عيران ألفونيطا، رئيم فلاح، إسماعيل حاج يحيى، فيكي فيكتوريا بدريان، كيرن زلبرمان شفيط. وتضم لجنة الجمعية في عضويتها كل من: إيرز إيشل، أشرف جبور، يفعات سيلع، سامي القريناوي، فيكي فيكتوريا بدريان.

مشروع أسرلة
“سأربي شبيبة للهوية اليهودية والصهيونية”، قالها صاحب حق التوقيع في جمعية “عتيدنا”، عميت ديري، مطلع العام 2018 في مقابلة للقناة السابعة، وفي ذلك العام أقيمت جمعية “عتيدنا” وسجلت جمعية رسمية لدى مسجل الجمعيات.
ويبين التقرير أن “شبيبة عتيدنا” انطلقت لتجنيد أبناء الشبيبة العرب وضمهم لصفوفها العام الجاري 2020، من خلال استهداف أقسام الشبيبة في عدد من السلطات المحلية العربية. سبق ذلك اجتماع في حيفا في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2019، دعي إليه شركاء من المجتمع العربي، ترأسه مدير وحدة المجتمع والشباب السابق في وزارة التربية والتعليم، إيرز إيشيل، العضو المؤسس في جمعية “عتيدنا”، ليعلن أمام الحضور “نريد إقامة حركات شبيبة عربية صهيونية، ونسعى لدمج الشباب العرب في الجيش ضمن وحدة نخبة عربية، من خلال إقامة وحدات شبيبة”، حسبما ذكر أحد الذين شاركوا في الاجتماع المذكور لـ”عرب 48”.
وأوضح أحد الضالعين في المشروع، في وقت سابق، للشركاء المحتملين أن الحديث يدور عن تجنيد نحو مليون دولار من خلال متبرع يهودي التقوه في القدس بهدف إطلاق المشروع، على أن يبدأ المشروع من بلدات عربية، والأنظار تتجه نحو استغلال بند الميزانيات الطائلة المخصص لدعم حركات الشبيبة في وزارة التربية والتعليم. ومن يعلم أكثر من إيشيل وصفدي بهذه الميزانيات؟ والأول أشغل منصب مدير وحدة المجتمع والشباب في وزارة التربية والتعليم، والثاني لا يزال يشغل وظيفة منصب مدير وحدة المجتمع والشباب في وزارة التربية والتعليم، علمًا أن الجمعية قدمت تقارير مالية في عامي 2018 و2019 أظهرت عجزا ماليا قدره 5 شواكل لا غير، وليس بالإمكان تتبع المدخولات والمصروفات ومصادر التمويل بشكل رسمي عن عام 2020، وفيما لو حصلت أو قدمت طلبات لاستغلال ميزانيات من وزارة التربية والتعليم.

العلاقة مع الكلية لتحضير المجندين للجيش
ويشير التحقيق إلى أن إيشيل يعتبر الشخصية الأبرز بين المؤسسين مع زميليه عميت ديري وعميحاي شيكلي، وثلاثتهم ارتبطوا معا ضمن ما يعرف بالكلية لتحضير المجندين للجيش “تبور”، بل إن شيكلي كذلك عضو مجلس منظمة “إم ترتسو” اليمينية المتطرفة، والمسؤولة عن حملات إعلامية ضد حركات يسارية وجمعيات عربية، كما يشارك عميت ديري وعميحاي شيكلي أيضا في حملات إعلامية ضد مجموعة “يكسرون الصمت”، وعميت ديري هو مدير عام منظمة “جنود احتياط في الجبهة” التي تسعى لمناهضة حركة مقاطعة إسرائيل عالميًا (BDS). إيشيل أحد الشركاء بإقامة الكلية التحضيرية للجيش “تبور”، والتي عمل فيها كل من عميت ديري وعميحاي شيكلي، وثلاثتهم من المؤسسين لجمعية “عتيدنا”.
في الربع الأول من العام الجاري 2020 أقيمت فروع “شبيبة عتيدنا” في 4 بلدات عربية، من خلال استهداف أقسام الشبيبة في السلطات المحلية العربية، وتمّ تعيين محمد أبو الهيجاء من طمرة، الملقب “شوكو” كما قال، مركزا لها، وأعلنت الجمعية عبر بيان أصدرته دخول “عتيدنا” إلى بلدات عربية بينها طمرة، كفر مندا، شعب وعرعرة النقب، وقريبا نحف ودير الأسد، ورغم عدم إعلانها عن سخنين، غير أنها تتواجد في سخنين من خلال جمعية خاصة.
كتبت جمعية “عتيدنا” على موقعها الرسمي، للتعريف بها: “عتيدنا هو ائتلاف من القادة الجماهيريين العرب الإسرائيليين وأعضاء بارزين من الغالبية الصهيونية من اليهود الإسرائيليين”.
وأطلقت الحركة/ الجمعية خلال العام الجاري موقعا رسميا لها على شبكة الإنترنت، باللغتين العبرية والإنجليزية، ولدى توجهنا إليها حول المعطيات في الموقع وأنه يوجه لموقع جمعية “جنود احتياط في الجبهة” باللغة الإنجليزية، حُجب موقعها بالعبرية عن الشبكة مؤقتا، ويوصل الموقع إلى قصص جمعية “جنود احتياط في الجبهة” وأن أهدافها التصدي لحركة مقاطعة إسرائيل BDS وتجهيز جنود احتياط للدفاع عن الجيش الإسرائيلي، أما نشاطها بين “الأقلية العربية” في البلاد فهو لإعداد مجموعات عربية للاندماج ضمن فرق للدفاع عن دولة إسرائيل أمام حركة مقاطعة إسرائيل BDS، وتشجيع الخدمة العسكرية بين الشباب العرب عبر نشر ومشاركة قصصهم.

الارتباط بين “عتيدنا” وجمعية “جنود احتياط في الجبهة”
يشغل عميت ديري، منصب رئيس مجلس الإدارة في جمعية “جنود احتياط في الجبهة”، وهو من مؤسسي جمعية “عتيدنا”، وصاحب حق توقيع فيها، ففي المراحل الأولى لفحص نشاط “عتيدنا”، تلقيتُ مكالمة هاتفية على عُجالة ودون تنسيق مسبق، سأل المتحدث بالعبرية “هل بحثت عنا، هل أنت العين السابعة؟”، أجبته: من تكون؟ فقال “أنا عميت من جمعية ‘عتيدنا’، من أنت وماذا تريد؟”، عرّفت بأنني صحافي أجرى تحقيقا حول “عتيدنا”، فأجاب: “سأبلغ الجميع بأن لا يتحدثوا معك”. وقال: “أرسل لنا توجهك عبر البريد الإلكتروني، وسنقوم بالرد”. وفعلا منذ تلك المحادثة رفض أي من الأعضاء المؤسسين التحدث معي، حتى صاحبة حق التوقيع في “عتيدنا”، د. دالية فضيلي، وهي مديرة شبكة مدارس “كيو كلاس” من الطيرة، رفضت أيضا التحدث معي.

الأعضاء العرب المؤسسون لـ”عتيدنا”
ويُبين تحقيق “عرب 48” الذي أعده الزميل عمر دلاشة أن د. دالية فضيلي، من الطيرة، رئيسة سابقة لكلية العلوم في أكاديمية القاسمي، مديرة “شبكة مدارس كيو سكول”، رفضت الحديث معنا لإيضاح أهداف الجمعية.
إسماعيل حاج يحيى، من الطيرة، المتحدث باسم الجمعية.
نائل الزعبي، مدير مدرسة في قرى المرج، صرّح بأنه فخور بشكل خاص بطلاب المدرسة التي يديرها، والذين يختار معظمُهم التطوع للخدمة المدنية (يدعي محمد أبو الهيجاء أنه فصله من حركة “عتيدنا”).
رئيم فلاح، مقدم متقاعد في الجيش الإسرائيلي، ترشح للكنيست ضمن حزب “مغين” برئاسة غال هيرش (يدعي محمد أبو الهيجاء أنه فصله من حركة “عتيدنا”).
جلال صفدي، مدير دائرة المجتمع والشباب-الشعبة العربية في وزارة التربية والتعليم، وهو غير فعّال اليوم في الجمعية أو الحركة، حسبما قال لـ”عرب 48″، وجاء رده التالي: “اشتركت ببعض الاجتماعات قبل سنتين، ولكني لست فعالا بهذه الحركة اليوم، وليس عندي معلومات عن ما تقوم به منذ مدة طويلة. أنا مُنشغل جدا بالعمل من أجل مجتمعنا العربي من خلال موقعي كمدير القسم العربي لإدارة المجتمع والشباب بوزارة التربية والتعليم بتجنيد ميزانيات والمبادرة لفعاليات تربوية وتثقيفية لأبناء الشبيبة، وهذا ما يهمني. ما يهمني هو أن أستمر بالقيام بواجبي المهني تجاه أبناء شعبي من خلال موقعي في وزارة المعارف”.
وأكد صفدي: “كما قلت في البداية اشتركت ببعض الاجتماعات للحركة في بداية الطريق قبل سنتين، ولكني اليوم لست جزءًا من هذه الحركة ونشاطاتها…”.
شركاء جمعية “عتيدنا”
وفقا لما وفره موقع الجمعية قبل حجبه في شبكة الإنترنت، فإن شركاء الجمعية هم: الجيش الإسرائيلي، معهد الدراسات اليهودية الأورو-آسيوية (IEAJS)، الذي أسسه المؤتمر اليهودي الأوروبي الآسيوي، بلدية القدس، سلطة حماية الطبيعة، وحدة الدورية – الصندوق القومي لإسرائيل (ككال) و”فارن عرفاه” المعنية بتحضير قيادة إسرائيلية اجتماعية، ومن بين المواد المكتسبة لروادها، الصهيونية، اليهودية، المجتمع الإسرائيلي، التحضير للجيش وغيرها.

الصور بلطف من موقع (عرب 48)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى