الزهار: حماس حددت الشروط والأسماء لصفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال
قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، محمود الزهار: إن قيادة الحركة تدرس مدى جدية عرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بشأن إنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة.
وأوضح الزهار، في لقاء مع صحيفة “فلسطين”، أن حماس حددت الشروط والأسماء ومن لهم الأولويات بالإفراج عنهم، وخصوصًا المرضى وكبار السن.
وتابع: “مبدؤنا بالأساس أن نفرج عن الأسرى بأي شكل كان، وهذا أمر اتبعناه منذ فترة طويلة أشهرها كان في صفقة وفاء الأحرار عام 2011”.
وأشار إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال في وضع خطر جدًّا، وأن رغبة حماس بإخراجهم تضاعفت، مشدداً على أنه لا بد من العمل على تحرير الأسرى، واستطرد: “حماس تريد صفقة تبادل متوازنة تحقق الغاية، لا يكسب فيها الاحتلال على حساب أسرانا”.
وأضاف: “الآن يمكن أن يجد الاحتلال وسطاء أكثر من السابق، لكن لا نريد أن يكون هذا الأمر محاولة يستخدمها أي طرف من الأطراف الإسرائيلية في موضوع المساومة وتشكيل الحكومة على حساب الآخرين، وأن لا تكون لعبة سياسة، يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفع اسمه على حساب الأسرى”.
وكان مكتب نتنياهو، أصدر أول من أمس، بيانًا جاء فيه أن منسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم وطاقمه وبالتعاون مع هيئة “الأمن القومي” ومؤسسة الاحتلال الأمنية “مستعدون للعمل بشكل بناء من أجل استعادة القتلى والمفقودين وإغلاق هذا الملف”، ودعا إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء.
وعلق الزهار على ذلك، بالتأكيد أن حماس تريد أن تكون النوايا جادة لتحقيق الغاية في عودة الأسرى، مردفاً: “عودة الأسرى بالنسبة لنا عيد، وعودتهم ثمنها أسرى أو جثث أو أشياء أخرى في أيدينا لدى كتائب الشهيد عز الدين القسام”.
ووصف الزهار الفترة الحالية بمرحلة “جس النبض” بشأن إن كانت دعوة الاحتلال جدية من عدمها، وهذا ما سيحاول الوسطاء فهمه، “ننتظر خطوات إيجابية من الاحتلال، وعندما تكون هناك أشياء على أرض الواقع جاهزة تثبت حسن النوايا، يتم الإعلان عنها”.
وعن مدى صحة الأحاديث الصحفية التي تحدثت عن دراسة حركة “حماس” بيان مكتب نتنياهو بشأن صفقة تبادل، بيّن الزهار: “شيء منطقي أن يتم دراسة الأمر المعروض، وهل هي محاولة جدية من الاحتلال للدخول فيها، ومدى مناسبة الظروف، ودراسة شروطنا إذا دخلنا في هذه المرحلة، ومن الذي له أولوية كالحالات المرضية وكبار السن والأسماء والإمكانيات التي نمتلكها والوسائل التي يتم فيها الأمر”.
وأكد عضو المكتب السياسي لحماس، أن المهم هو الهدف وليس الآليات التي تتغير بأي وقت. مضيفًا أن حماس من حيث الهدف تريد صفقة تبادل تخرج بها الأسرى من ظروفهم الحالية الأصعب، وإذا كان الاحتلال يريد، فندخل بمفاوضات جدية على تفاصيل التفاصيل لتحقيق الصفقة”.
وبخصوص موضوع “المرونة الجزئية” من حماس في صفقة التبادل؛ أوضح أن هناك أشياء مبدئية لا يمكن تجاوزها، ولكن هناك أدوات يمكن أن تقدم فيها الحركة مرونة إذا عرض موقف آخر فيه مرونة، “لا مانع بالمرونة في الأدوات والأساليب وليس في المبادئ والأسس”.
ملفات أخرى
وفي رده على سؤال حول مصير محاكمات المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، أوضح الزهار أن حركة حماس في الخارج تبذل جهداً في الضغط باتجاه الإفراج عن المعتقلين بدون محاكمات.
وقال: إن المعتقلين الفلسطينيين بالسعودية لم يرتكبوا جرائم، بل كانوا يجمعون الأموال بعلم السلطات السعودية وموافقتها، وأحياناً من جهات رسمية تنفق على أسر الأسرى والشهداء والشرائح الضعيفة لدى الشعب الفلسطيني، وهذا معروف وله سنوات.
واستدرك: “الانقلاب على الموضوع بالنسبة لنا والآخرين غير متوقع، لأنه كان معروفاً ومتفقاً عليه ومشاركاً فيه وليس شيئاً غير شرعي”.
وحول إن كانت أزمة “كورونا” يمكن أن تفعّل موضوع المصالحة الفلسطينية، نبه الزهار إلى أن حماس وافقت على كل الشروط التي وضعتها السلطة، رغم أنها كانت بالنسبة للحركة غير مرضية، متسائلاً: “ما الذي يمنع السلطة أن توافق على ما طالبت به؟!”.
وأشار في هذا السياق إلى أن السلطة دعت للانتخابات، ووافقت حماس، ووقّعت اتفاق مصالحة، وسلمت الحكومة مرتين.
وأكد أن حماس تريد تحقيق المصالحة، وإعادة ترتيب العلاقة مع الضفة الغربية والقدس بدون شروط، وألا يكون الثمن على حساب القضية والثوابت والأرض والمقدسات، وهذا موقف واضح بالنسبة لحماس.