انتفاضة العراق: استمرار التوتر في النجف والمحافظ يحذّر من كارثة
ما زال التوتر يخيم على محافظة النجف، في ظل إصرار متظاهري ساحة ثورة العشرين على دخول مرقد الحكيم الذي يقولون إن حراسه وعناصر مليشيات يحتجزون بداخله عشرات المحتجين منذ يومين.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين متحصنين بالمرقد أطلقوا النار بكثافة على المتظاهرين، الذين توجه بعضهم إلى مقر القنصلية الإيرانية القريب من المرقد وقاموا بإحراقه (مقر القنصلية)، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع. وأشارت المصادر إلى أن طفلة توفيت بسبب الرمي العشوائي في النجف مع سقوط عدد من الجرحى.
وفي وقتٍ دخلت القوات العراقية في النجف حالة الإنذار القصوى، وجه محافظ النجف لؤي الياسري نداء استغاثة قال إنه الأخير إلى الحكومة العراقية، وقيادة العمليات المشتركة، ورئاسة أركان الجيش، ووزارة الدفاع، وإلى الجميع، مؤكداً في تصريح صحافي أن النجف أصبحت على شفا حفرة.
وتابع: “إذا لم تأتِ قوات وتستلم مرقد الحكيم ستحدث كارثة بسبب المواجهات بين المتظاهرين وحماية المرقد”، موضحاً أنه طلب من رئيس الجمهورية إرسال قوة خاصة لدخول المرقد وحماية المتظاهرين، إلا أن هذه القوة لم تأتِ.
وأشار إلى أن حماية المرقد هي التي بادرت بإطلاق النار على المتظاهرين، مشدداً على ضرورة الإسراع بإنقاذ الأوضاع.
وفي ذي قار، وتحديداً في ساحة الحبوبي بالناصرية، أحيا آلاف المعتصمين ذكرى قتلى التظاهرات من خلال إيقاد الشموع ورفع صور القتلى، كما أكدوا أنهم سيواصلون حراكهم حتى زوال جميع رموز الطبقة السياسية الحالية. وعطلت السلطات المحلية الدوام الرسمي، اليوم الإثنين، لمواصلة الحداد على قتلى الاحتجاجات.
وحذرت شرطة ذي قار من وجود جهات تحاول استهداف المتظاهرين من خلال تزويدهم بطعام يحتوي مواد سامة، مؤكدة في بيان أن بعض الأشخاص ينون تقديم طعام مسموم لمتظاهري ساحة الحبوبي من أجل إثارة الذعر بينهم، داعية المحتجين إلى عدم قبول الطعام من الأشخاص الغرباء.
وفي العاصمة بغداد، قام متظاهرون بإحراق إطارات السيارات في شوارع حي البلديات شرقي بغداد احتجاجاً على المجازر التي ارتكبت بحق متظاهري النجف وذي قار، بينما واصل المتظاهرون احتجاجهم في ساحات التحرير والخلاني والوثبة والطيران، وجسور الجمهورية والسنك والأحرار، وشارع الرشيد بحيث قاموا بحملة لتنظيفه من مخلفات المواجهات.
في غضون ذلك، دعا عضو البرلمان العراقي فاضل الفتلاوي إلى وضع سقوف زمنية لا تتجاوز أسبوعاً واحداً، من أجل إنهاء عمل لجان التحقيق التي أُرسلت إلى الجنوب، خصوصاً في محافظتي النجف وذي قار، مبيناً أن الأوضاع خطيرة ولا تحتمل المماطلة والتسويف.
وبيّن أن هذه الأوضاع تتطلب وقفة عاجلة لحقن الدماء، مشيراً إلى وجود تسويف في نتائج تحقيق اللجان السابقة.
وأوعزت رئاسة البرلمان الأحد، إلى لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، بالانتقال إلى محافظتي النجف وذي قار من أجل المساهمة في وضع حلول للوضع الأمني المرتبك هناك.