أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الجنرال غانتس كشف عن قرعته

عبد الإله وليد المعلواني
هو مثل شعبي فلسطيني معروف: (أجا الأقرع يونسنا كشف عن قرعته وخوّفنا)!! وكم ينطبق هذا المثل على الجنرال غانتس، فهو الجنرال الذي أوصت به القائمة المشتركة رئيسا للحكومة، وهو الجنرال الذي بنت عليه القائمة المشتركة موقفها الكنيستي ودعت إلى الانخراط في حكومته مباشرة أو من خلال لعبة “الكتلة المانعة”، وهو الجنرال الذي بنت عليه آمالها لتحقيق السلام والمساواة، وهو الجنرال الذي طبّلت له وزمّرت حتى أن المرء قد يخال أنه مرشح القائمة المشتركة وليس مرشح الحزب الصهيوني”كاحول لافان”، وبعد هذا المخاض الوهمي كشف الجنرال غانتس عن قرعته وها هو قد دعا علانية وعلى المكشوف إلى توجيه ضربات شديدة إلى قطاع غزة والعودة إلى سياسة اغتيال قياديين فلسطينيين!! وقال على “تويتر” السبت الفائت: “إن حكومة برئاستي لن تتحمل تهديدا على سكان الجنوب ولن تقبل أي مساس بسيادتها. وسنعيد الردع بأي ثمن، حتى لو اضطررنا إلى قتل من يقودون إلى التصعيد”!! وإلى جانب ذلك فقد طالب حكومة نتنياهو الانتقالية بتوجيه ضربة عسكرية شديدة للقطاع، وقال إنه “في الوقت الحالي سنؤيد وندعم أي سياسة رد فعل حازمة ومسؤولة من أجل جلب هدوء طويل لسكان الجنوب، هذا واجبنا، وهذا التزامنا نحوهم”!! وهكذا فإن “قرعة” الجنرال غانتس هي نفس “قرعة” الجنرال نتنياهو!! وهكذا فإن أقوال الجنرال غانتس الذي يمثل حزب “كاحول لافان” تلتقي مع أقوال الجنرال “غالانت” عضو الليكود وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية حيث صرّح قائلا: إن عدوانا جديدا على قطاع غزة قادم، وإن إسرائيل ستختار توقيته!! وقال للإذاعة الإسرائيلية “كان”: (إنه لا مفر من الوصول إلى جولة أخرى في قطاع غزة، ونحن سنقرر التوقيت والشروط وسنصل إلى معركة واسعة ونتائجها ستكون مؤلمة جدا لحماس)!! وهذا يعني أن الجنرال غانتس يساوي الجنرال “غالانت” والعكس صحيح، وإلى جانب ذلك فإن تصريحات الجنرال غانتس تلتقي مع تصريحات القيادي في الليكود جدعون ساعر الذي أعلن نيته منافسة نتنياهو على رئاسة الحزب، حيث كتب في منشور له في “تويتر” أن (الرد على إطلاق القذائف على سديروت وسكانها ينبغي أن يكون أشد بكثير من الرد الذي تم. وينبغي أن تكون غاية إسرائيل تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي في غزة)!! ولذلك فإن كل عاقل بات يدرك أن التوصية بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة كأنها التوصية بالجنرال نتنياهو رئيسا للحكومة، وإن الاستعداد لدعم حكومة برئاسة غانتس، كأنه الاستعداد لدعم حكومة برئاسة نتنياهو، ولو نطق أعوان غانتس لبيد ويعلون وأشكنازي لقالوا كما قال أعوان نتنياهو غالانت وساعر!! ومن يقول غير ذلك- وليكن من يكون- فهو مصر على بيع الوهم لجماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني، ولن تكون النتيجة سوى جرّ هذه الجماهير الكادحة إلى مستنقع الأسرلة مقابل صفر من الإنجازات، أو دون الصفر من الإنجازات!! وسنبقى نؤكد ذلك على الرغم من وجود بعض بني جلدتنا لا يحبون سماع ذلك ويعتبرونه إقصاء ومزايدة، لأن همهم الوحيد أن تطبطب جماهيرنا الكادحة عثراتهم، وأن تصفق لهم مقابل لا شيء!! ولن نرضى بهذه السياسة الانتهازية التي باتت تبيع الأفيون السياسي على المكشوف.
ولذلك فإن صحيفة “الإتحاد” الناطقة باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة ومنبر أيمن عودة الإعلامي الأساس، هي هي تدق ناقوس الخطر من تصريحات غانتس وزمرته، فقد نشرت خبرا بتاريخ 8/11/2019 تحت عنوان” كحول لفان على استعداد لضم منطقة غور الأردن” قالت فيه: (تكشفت أمس الخميس تفاصيل جديدة عن المحادثة التي جرت بين نائبين بارزين في كتلة “كاحول لافان” التي يرأسها بيني غانتس، وبين رئيس حزب “البيت اليهودي- المفدال” المتطرف وزير التعليم رافي بيرتس، إذ قال النائبانلبيرتس: إن حكومة برئاسة غانتس ستكون على استعداد لضم منطقة غور الأردن وتعزيز الاستيطان في جميع أرجاء الضفة المحتلة)!! واستطردت صحيفة “الإتحاد” في هذا الخبر قائلة: (ويشار إلى أن البرنامج السياسي لكتلة كاحول لافان بزعامة بيني غانتس يشمل في صلبه ضم كافة الكتل الاستيطانية بما فيها كل منطقة غور الأردن وسريان القانون الإسرائيلي على كافة المستوطنين في الضفة، بمعنى في البؤر الاستيطانية، وهذا يعني ضم فعلي للبؤر وتثبيتها. كما أنه يرفض إقامة دولة فلسطينية، ويتمسك باحتلال كامل القدس المحتلة، ويعتبرها “مدينة موحدة” عاصمة أبدية لإسرائيل)!! ثم استطردت صحيفة “الإتحاد” في هذا الخبر قائلة: (… وكان يائير لبيد زعيم حزب “يش عتيد” قد صرّح في الأسبوع الماضي للإذاعة العامة أنه من الممكن إبرام اتفاق مع الليكود لتشكيل حكومة خلال 48 ساعة، لو قبل نتنياهو أن يكون ثانيا في المناوبة على رئاسة الحكومة، ما يؤكد أكثر، أن لا خلافات جوهرية بين كاحول لافان والليكود)!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى