أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أسرلة عابرة للقارات

صحيفة المدينة
منظمة اللوبي الصهيونية “جي ستريت” هي منظمة صهيونية أمريكية ترفض حق العودة لأبناء شعبنا الفلسطيني، وترى في إسرائيل دولة يهودية فقط، أي أننا في نظر هذه المنظمة الصهيونية العنصرية غرباء وأصحاب وجود طارئ ومؤقت!! وهي منظمة تعرّف نفسها أنها لوبي يعمل من أجل تقوية إسرائيل، وترفع شعار “مع إسرائيل، مع السلام” وتدعم التوسع الاستيطاني والتطهير العرقي في القدس، فضلا عن مشاركتها في الحرب على حركة المقاطعة العالمية (بي.دي. إس) داخل أمريكا.
وبذلك فهي تغذي وتدعم استمرار انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني. وشعار هذه المنظمة هو: “البيت السياسي لمؤيدي إسرائيل، مؤيدي السلام الأمريكيين”. وتعمل في السياسة الأمريكية وداخل الجالية اليهودية في سبيل المناصرة من أجل سياسات تعزز المصالح الأمريكية والإسرائيلية المشتركة. ولا تزال هذه المنظمة تواصل لعب دور صهيوني يسعى لتحجيم الحركة الفلسطينية وتهميشها في أمريكا بخاصة وفي سائر العالم بعامة. تأسست هذه المنظمة في تشرين ثاني 2007، ولا تزال تسخر قوة تأثيرها لصالح إسرائيل مثل دعمها لاستمرار الدعم المالي الامريكي السنوي لإسرائيل بقيمة 3.8 مليار دولار لشراء الأسلحة!! وما يميز هذه المنظمة أنها تشن الحرب فورا على كل من يعارض سياساتها، وعلى سبيل المثال أعلنت حربا على نائبة الكونغرس الوحيدة من أصول فلسطينية” رشيدة طليب” لأنها أيدت حركة المقاطعة العالمية (بي. دي. إس)، وعارضت استمرار الدعم المالي لإسرائيل، ومع هذا الوضوح في ماهية هذه المنظمة وأهدافها وسلوكها إلا أن مجموعة من الشخصيات الفلسطينية القاطنة في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية لم تجد حرجا أن تشارك في مؤتمر هذه المنظمة الصهيونية الذي أقيم هذا العام في أمريكا. وكان من ضمنهم حسب موقع هذه المنظمة: أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، وثابت أبوراس، عضو إدارة الجبهة القطرية والموظف رسميا في صندوق إبراهيم الصهيوني، وميسم جلجولي مركزة الاستفتاءات الشعبية التي جرت في نفس يوم انتخابات لعبة الكنيست رقم 22، وعنايا بنا جريس إبنة مدينة الناصرة إلى جانب شخصيات من الضفة الغربية وقف على رأسها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، وقد ضربت هذه الشخصيات المشاركة في هذا المؤتمر الصهيوني، بعرض الحائط كل التحذيرات التي صدرت من منظمات فلسطينية ومن حركة المقاطعة العالمية (بي. دي. إس) التي دعت إلى مقاطعة هذا المؤتمر الصهيوني، فهذه حركة المقاطعة العالمية (بي. دي إس) اعتبرت في إحدى بياناتها إن المشاركة العربية-وخاصة الفلسطينية-في هذا المؤتمر الصهيوني توفر لمجموعة الضغط الصهيونية عباءة ليبرالية تخفي فيها جدول أعمالها المناهض في جوهره للقضية الفلسطينية، يضاف إلى ذلك شرعنة الانتهاكات الإسرائيلية وتطبيع العنصرية المعادية للفلسطينيين في أمريكا. واعتبرت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة أن المشاركة في المؤتمر “خرق لمعايير التطبيع المقرّة بما يقارب الإجماع الوطني والشعبي منذ العام 2007”!! إلى جانب ذلك فقد شارك في هذا المؤتمر الصهيوني من الجانب الإسرائيلي رئيس الوزراء السابق إيهود باراك المتهم بارتكاب جرائم حرب راح ضحيتها 1417 فلسطينيا في غزة عامي 2008- 2009، ورئيسة الوزراء السابقة تسيفي ليفني التي كانت قد أعلنت الحرب على غزة خلال لقاء لها في مصر!!
ومع كل هذه التحذيرات أصرّ أيمن عودة وصائب عريقات والآخرون من الداخل الفلسطيني والضفة الغربية على المشاركة في هذا المؤتمر الصهيوني المشبوه، وهكذا وجّهوا طعنة في صدر الحراك الفلسطيني الناشط في أمريكا والذي بات ينافس بأثره أثر دور المنظمات الصهيونية الأمريكية، ووجّهوا طعنة في صدر حركة المقاطعة العالمية (بي. دي. إس) المناصرة للحق الفلسطيني، وهكذا نقلوا الأسرلة من مستوى محلي إلى مستوى عالمي!! وهكذا لم يكتف أيمن عودة بهرولته نحو اليسار الصهيوني والوسط الصهيوني، ولم يكتف بتقديم توصية بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة الإسرائيلية، ولم يكتف بما صدر عن زملائه: منصور عباس ووليد طه والطيبي من تصريحات شطحت إلى حد أنها أبدت استعدادا لدعم حكومة يمينية برئاسة نتنياهو مقابل مصالح مطلبية وهمية على حساب القضايا الوطنية!! وكل ذلك يؤكد ان المشاركة الفلسطينية في ذاك المؤتمر الصهيوني كانت فضيحة سياسية ذات رائحة كريهة.
ولذلك فإن صحيفة “الإتحاد” لسان حال الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي قد غطت خبر مشاركة أيمن عودة في ذاك المؤتمر على استحياء في عدد صحيفة الإتحاد الذي صدر بتاريخ 1/11/2019، ولكل ذلك فقد تساءل الإعلامي طه اغبارية- وبحق قائلا: (الآن بدأنا نفهم ماذا يعني دعم أوساط صهيونية أمريكية لحملات رفع نسبة التصويت عند العرب في انتخابات الكنيست الأخيرة)!! وتعليقا على تلك المشاركة كتب محمد زيدان- رئيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان: (كلمة السر الشراكة!! مبادرات إبراهيم تدعو.. وميرتس تشجع… وغانتس يتصل بالمشتركة ولكن “بدون الزوعبيز”)!! وكتب الناشط نبيل دوحة: (في هذه القاعة الرحبة في واشنطن، حيث يعقد المؤتمر السنوي للمنظمة، يجلس أيمن عودة بصفته رئيسا للقائمة المشتركة!! من 2015 كتبت مرارا وتكرارا كيف صنعت المشتركة بزعامة أيمن عودة بتخطيط وإرادة صهاينة الحزب الديموقراطي الأمريكي ومشاركة مستشاري الرئيس أوباما، وعرضت الوثائق من مصادرها وبأسماء المشاركين والميزانيات التي رصدت لتحريكنا لدعم المشتركة في انتخابات 2015 و2019!! من صوّت للقائمة المشتركة ولزعامة عودة خاصة رفاق التجمع يتفضلوا يسمعونا رأيهم!!)، ثم يقول نبيل دوحة وبحق: (قبل ظاهرة عودة ومشروع أيمن عودة والمشتركة كانت مشاركات كهذه وأقل منها في فعاليات للوبي الصهيوني الأمريكي من عرب الأحزاب الصهيونية، كان يواجه بحملات استنكار وتخوين من قبل الأحزاب العربية ومن حزب عودة!!)!! فما الذي تغير إذاً، ولما تغيرت الأسرلة من فضيحة إلى وطنية فاقعة اللون تسر الناظرين ومن يقف وراء ذلك!!
لكل ذلك قلنا قبيل انتخابات لعبة الكنيست رقم (22)، ما بات يصرّح به قادة المشتركة أمر خطير، وما يخفى علينا هو أخطر، ولكنه لن يبقى خفيّاً، بل سيسقط كل قناع عن وجه صاحبه، وستظهر الحقيقة للجميع، ولن تنجح كل صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية بخداع أو تضليل جماهيرنا الكادحة!! والأيام حبالى، وإن غدا لناظره قريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى