أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

خلال يوم دراسي في سخنين: تسجيل 3.541 حالة طلاق في المجتمع العربي عام 2018

يُستدل من معطيات المحاكم الشرعية في البلاد، حول قضايا الأحوال الشخصية وملفات الزواج والطلاق، أن حالات الطلاق في المجتمع العربي، شهدت ارتفاعا مقلقا إذ سجلت المحاكم الشرعية 3,541 حالة طلاق، أما حالات الزواج وعقد القران فبلغت 8,850 حالة في العام الماضي 2018.

وقال رئيس المحكمة الشرعية في سخنين، القاضي هاشم سواعد، إنه “بحسب المعلومات الواردة من 9 محاكم شرعية في البلاد وبحسب المعطيات الرسمية، في عام 2018 تم تسجيل 8,850 حالة زواج و3,541 حالة طلاق. هذه نسبة مرتفعة جدا وغير موجودة في أي مجتمع على وجه الأرض، هذه معطيات رهيبة ومقلقة جدا خصوصا وأن هذه المعطيات لا تشمل حالات غير موثقة والمقصود هنا عن حالات الزواج التي تتم بعقد زواج شرعي”.

وأضاف القاضي سواعد أنه “بالنسبة للمعطيات الصادرة عن محكمة سخنين الشرعية بشكل خاص، وبعد مرور عام ونصف على إقامتها، تمت معالجة 2,299 ملفا بينها 511 ملف طلاق، أي أن ما نسبته 22% من الملفات التي تمت معالجتها في المحكمة الشرعية في سخنين هي ملفات طلاق، وإذا ما أمعنا النظر أكثر فإن غالبية حالات الطلاق تتم من خلال تقديم دعوى تحكيم، حيث يتضح أن 54% من ملفات الطلاق قامت الزوجة بتقديم دعوى تحكيم، في حين أنه في 46% من ملفات الطلاق قام الزوج بتقديم دعوى التحكيم، وهنا يتضح أن نسبة المبادرة لتقديم طلب للطلاق في صفوف النساء أكثر من الرجال”.

أسباب ازدياد الطلاق

وبيّن القاضي سواعد عددا من أسباب ازدياد حالات الطلاق في المجتمع العربي، وقال: “هل من الحكمة التعامل مع تفشي حالات الطلاق بمعزل عن حالة العنف المستشري في مجتمعنا؟ أو بمعزل عن نسبة حوادث الطرق العالية في المجتمع العربي؟ أعتقد شخصيا أننا لا نستطيع، هذا رأيي الشخصي والذي استنتجته من خلال فترة عملي الطويلة كقاض شرعي في عدة محاكم، حيث عملت عامين ونصف في المحكمة الشرعية في القدس، وتعاملت مع عرب الداخل، وتعاملت مع مواطنين عرب من الضفة الغربية وغزة، ومن ثم انتقلت إلى المحكمة الشرعية في حيفا وعملت هناك 5 سنوات، تعاملت مع شرائح المجتمع في مناطق مختلفة، واستنتجت أن الأسباب التي أدت إلى تفاقم ظاهرة الطلاق في كافة المناطق هي نفس الأسباب”.

وأوضح أن “السبب الأساسي لتفشي ظاهرة الطلاق هو الإفلاس الأخلاقي، حيث أن المجتمع العربي يعيش حالة سقوط وترد، وهذا سببه أننا كمجتمع شرقي قبلنا طواعية تقبل نظرة الآخرين بأننا شعب متخلف بدون دين، بدون حضارة، بدون تراث أدبي، بدون أخلاق، وكأنه تتم محاولة لخلقنا من جديد وعدم الأخذ بعين الاعتبار أننا مجتمع شرقي له خصوصيته، بمركبه المسلم أو بمركبه المسيحي، وصقلنا على النموذج الغربي الذي يعزز القيمة الذاتية للفرد على حساب الحياة الأسرية، فإذا ما حاول الزوج تحقيق ذاته وحاول التصرف كأنه أعزب مع أنه متزوج والمرأة نفس الشيء، مع غياب التربية وانكشاف أولادنا على مواقع التواصل الاجتماعي، تفككت الأسرة وانهار المجتمع”.

جاء ذلك في اليوم الدراسي الذي نظمته بلدية سخنين واللجنة الشعبية، أمس السبت، بمشاركة العشرات من سخنين والبلدات المجاورة، في موضوع التماسك الأسري وحالات الطلاق.

وافتتح اليوم الدراسي الناطق بلسان بلدية سخنين، غزال أبو ريا، بالقول إن “عائلات متماسكة توصلنا لمجتمع قوي مع مناعة”، وأكد أهمية تحويل العمل البلدي إلى شراكه ومشاركة.

تماسك الأسرة

وقال رئيس البلدية، صفوت أبو ريا، إن “البلدية تأخذ موضوع حصانة ومناعة العائلة وتماسكها هدفا جماعيا لمجتمع قوي”.

ودعا كافة الأطر إلى أن “تأخذ دورها في التثقيف للتناغم العائلي، وتعزيز دور الوساطة وثقافة الوساطة في حل الخلافات على كل أشكالها”.

وشارك عدد من الحضور في النقاش وقدموا اقتراحات حول “أهمية تعزيز الوحدات في داخل أقسام الرفاه الاجتماعي التي تعالج القضايا الأسرية، أهمية دورات تثقيفية وتوعوية للحياة الزوجية، حل الصراعات من خلال الحوار، دور المدرسة في التثقيف للحياة العائلية”.

وأجمعوا على ضرورة الاستمرارية في اللقاءات في موضوع التثقيف الأسري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى