إسنادا للأسيرين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي: لجنة “الحريات” في الداخل الفلسطيني تتظاهر أمام سجن الجلمة

طه اغبارية، ساهر غزاوي

تظاهر في هذه الأثناء، أمام سجن الجلمة، العشرات من القيادات والنشطاء في الداخل الفلسطيني، بدعوة من لجنة “الحريات” المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، وذلك إسنادا للأسيرين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي.

ورفع المتظاهرون الذين يتقدمهم، رئيس لجنة المتابعة السيد محمد بركة، ورئيس لجنة الحريات الشيخ كمال خطيب، وأعضاء اللجنة وناشطين وناشطات من مختلف القوى والحركات السياسية العربية، شعارات تطالب بحرية اللبدي ومرعي إلى جانب هتافات تهز معتقل الجملة وكان من بينها “الحرية الحرية لأسرى الحرية” و “يا هبة وعبد الرحمن الله الحامي من السجان” و “لا الزنزانة بترعبنا ولا الظلم برهبنا”.

في نهاية التظاهرة، أرسل الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، التحية إلى الأسيرة هبة اللبدي القابعة في معتقل الجلمة وإلى الأسير عبد الرحمن مرعي المعتقل في سجن “عوفر”.

وقال خطيب: “جئنا للتضامن مع ابني شعبنا الفلسطيني من الأردن، الأسيرين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، نقول لهما نحن معكما، تعلمون جميعا ما قالته الأسيرة هبة وهي نقلت مكرهة إلى أكثر من سجن وغرفة تحقيق، وقد قالت “إذا مت فاشبعوا بجثتي، إداريا”، هذه كلمات لا يقولها إلا الأبطال والبطلات والعظماء والعظيمات، المعتزين بانتمائهم لشعبهم، هبة مضربة عن الطعام منذ نحو 22 يوما، ألف تحية لها وللأسير عبد الرحمن المصاب بالسرطان والمعتقل في سجن عوفر”.

وأضاف الشيخ كمال: “هبة معتقلة منذ 60 يوما، بما يسمى الاعتقال الإداري، وكما هو معروف فإن هذا الشكل من اشكال الاعتقال يتم بدون تهم ولا محاكمة، فلماذا لا يطلقون سراح هبة؟! والأسير عبد الرحمن، لا يفعلون ذلك لأنهم يظنون أن بإمكانهم كسر إرادة شعبنا، ولكن أنّى لهم ذلك وقد آمنا بقضيتنا العادلة”.

وأكد رئيس لجنة الحريات أن “قضية الأسرى كل الأسرى، أيا كان فكرهم وهويتهم السياسية، هم عنوان لنا نساندهم ولا يمكن أن نسمح أن تكون قضية الأسرى، قضية سجال ولا مناكفات بغض النظر عن التفاصيل”.

وختم الشيخ كمال خطيب كلمته بالقول: “نؤكد تحيتنا لهبة وعبد الرحمن وكذلك إلى أهلهم في الأردن ونقول لهم: إن كنتم لا يمكنكم القدوم إلى هنا لنصرة أبنائكم، فنحن في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية، نسمد مسدكم، فحن مثلكم أهل لهبة ولعبد الرحمن”.

بدوره، حيا رئيس لجنة المتابعة العليا، السيد محمد بركة الأسيرين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، وشكر الحضور في التظاهرة تلبية لدعوة لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، من أجل رفع صوت الحق في وجه السجان الإسرائيلي.

وقال بركة إن “قضية هبة اللبدي تدخل من باب العجب العجاب، حيث تعتقل منذ 60 يوما، ورغم ما مورس ضدها من تنكيل وقهر إلا أنهم لم ينتزعوا منها أي اعتراف لأنها لم تفعل شيئا أصلا وإنما يلجؤون دائما إلى إلصاق تهم باطلة، ولذلك يصدرون أوامر الاعتقال الإداري، التي تكون دون لائحة اتهام، حيث لا يوجد أساس لمحاكمة”.

وأكد رئيس المتابعة أنه على تواصل مع أهل هبة في الأردن، وحيا التضامن مع هبة من قبل عدد من النواب الأردنيين، وأشار إلى وجود حراك أردني وفلسطيني وعالمي ضد الاعتقال الإداري لهبة اللبدي.

وقال بركة في الختام إن “إسرائيل عندها خيار واحد فقط وهو إطلاق سراحها بدون قيد أو شرط، ومن أجل هبة وعبد الرحمن وكل أسرانا، سنبقى دائما حاضرين للتظاهر وإسنادهم، فهذا واجبنا ونحن مكلفون بحمايتهم، نحن أهلهم في غياب أهلهم حتى إفشال مخططات الاحتلال الاسرائيلي”.

ثم كانت كلمة للمحامي رسلان محاجنة، المحامي الموكل بالأسيرة هبة اللبدي، وتطرق خلالها إلى معاناة هبة في الاعتقال وغرف التحقيق لدى المخابرات على مدار 60 يوما، كما تطرق إلى وضع الأسير عبد الرحمن مرعي وقال إنه جرى تعيين موعد للاستئناف في المحكمة العسكرية عوفر بتاريخ 23 من الشهر الجاري.

وأشاد محاجنة بصمود الأسيرة اللبدي في وجه التنكيل الإسرائيلي ومحاولات قهرها، وأشار إلى أنه كان وابنه المحامي خالد في زيارة لهبة، اليوم الأربعاء، وأنها سعدت كثيرا حين علمت بتنظيم وقفة إسناد لها أمام المعتقل في الجلمة.

من جانبها، قالت المحامية حنان خطيب، والتي قامت بزيارة الأسيرة الإدارية الأردنية، هبة اللبدي، أمس الاثنين، إن اللبدي تخوض إضرابا عن الطعام منذ 23 يوما وتؤكد أنها ستواصل معركة الأمعاء الخاوية ضد السجان الإسرائيلية حتى تحريرها أو استشهادها.

وأشارت خطيب في حديث لـ “موطني 48” إلى أن الأسيرة اللبدي تعاني من تراجع حاد في صحتها وتشعر بوخزات في القلب وعدم انتظام دقاته إلى جانب تراجع ظاهر في وزنها، وأنها ترفض تدعيمها بمقويات من قبل مصلحة السجون وتقاطع عيادة السجن، في إصرار منها على انتزاع حريتها من السجان.

واستدركت المحامية خطيب: “رغم كل ما تمر به الأسيرة اللبدي إلا أنها تتمتع بقدرة أسطورية على الصمود”، وطالبت خطيب في الختام “بتدخل عاجل من السلطات الإردنية والجمعيات الدولية لإطلاق سراح اللبدي والتي تخضع للاعتقال الإداري دون توجيه تهمة أو إجراء محاكمة”.