أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحليات

طمرة تحيي الذكرى الـ 29 لمجزرة الأقصى واستشهاد ابنها عدنان خلف مواسي

طه اغبارية

شارك المئات من أهالي طمرة والداخل الفلسطيني والعديد من القيادات المحلية والعربية، اليوم الثلاثاء، في إحياء الذكرى الـ 29 لمجزرة الأقصى والتي ارتكبتها قوات الاحتلال عام 1990 داخل المسجد الأقصى، وأسفرت عن استشهاد 21 من أبناء شعبنا في القدس والضفة وكان من بينهم الشهيد عدنان خلف مواسي، ابن مدينة طمرة.
ودعت إلى الفعالية لجنة المتابعة العليا وبلدية طمرة واللجنة الشعبية، واستهلت بمسيرة، انطلقت من أمام النصب التذكاري للشهيد عدنان خلف، شارك فيها العشرات من أهالي طمرة والداخل الفلسطيني، يتقدّمهم: رئيس لجنة المتابعة العليا، السيد محمد بركة، ورئيس لجنة الحريات، الشيخ كمال خطيب، والدكتور سهيل ذياب، رئيس بلدية طمرة وعدد آخر من قيادات الداخل والقيادات المحلية، وقد انتهت المسيرة في المقبرة وأمام ضريح الشهيد عدنان خلف، حيث تحدث الشيخ مروان جبارة، مرحّبا بالحضور ودعاهم إلى قراءة الفاتحة على روح الشهيد وسائر شهداء الشعب الفلسطيني، وقال جبارة: “أخونا الشهيد عدنان لبى قبل 29 عاما، نداء المسجد الأقصى المبارك، للدفاع عنه في وجه جماعات الهيكل المزعوم، وهناك دفع أغلى ما يملك الإنسان، روحه ودمه ليلتحق بقافلة شهداء قضيتنا الأولى، القدس الشريف والمسجد الأقصى، نحن هنا اليوم لنؤكد أننا لن ننسى شهداءنا أبدا، لا خير في أمة تنسى شهداءها، بل إن دماء شهدائنا بمثابة المنارة والبوصلة في أنننا سنستمر إن شاء الله على خطاهم نحو مستقبل كريم ومشرف لشعبنا الفلسطيني وعالمنا العربي وأمتنا الإسلامية”.
وبالقرب من المقبرة التي احتضنت جثمان الشهيد، ألقيت كلمات بالمناسبة، كانت الأولى لرئيس اللجنة الشعبية في طمرة، السيد محمد صبح، واشتملت على 3 رسائل، حيث أكد على “وحدة الدم والحال ووحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده تجاه قضايا شعبنا وفي مقدمتها المقدسات والأرض، ارتقى مع شهيدنا عدنان 20 من أبناء شعبنا وفي ذلك أكبر مثال على وحدة دم أبناء شعبنا في الضفة والقدس والداخل الفلسطيني”.
وأضاف: “إن ما حديث اليوم ويحدث كل يوم في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات لقطعان المستوطنين يؤكد أن مقدساتنا وأقصانا لا زالت تؤرق هؤلاء، لذلك كانت هذه المقدسات وفي القلب منها الأقصى حاضرة وسنستمر في حمايتها”.
وكانت الرسالة الأخيرة إلى جيل الشباب، وقال رئيس اللجنة الشعبية فيها: “إلى جيل الشباب الذين لم يعيشوا تلك الفترة قبل 29 عاما، قمنا باللجنة الشعبية والبلدية وكافة القوى بهذه الفعالية من أجل ترسيخ الذكرى في قلوب أبنائنا والاهتمام في أن ننقل الرواية من جيل إلى آخر، لذلك وزّعنا اليوم منشورا ومطوية على طلاب الثانويات بالتعاون مع مجالس الطلاب، مهم جدا أن نستمر في إحياء هذه الذكرى ونتطلع في العام القادم أن نحيي الذكرى الـ 30 للمجزرة وشهيدنا عدنان بما يليق في الحدث”.
ثم كانت كلمة رئيس بلدية طمرة، الدكتور سهيل ذياب، ورحّب بالمشاركين في إحياء الذكرى، وقال: “الشهيد عدنان هو شهيد طمرة وهو شهيد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، وقد قمنا في البلدية بالتعاون مع اللجنة الشعبية، بتدشين دوار في المدينة على اسم الشهيد، وهذا أقل الواجب لشهيدنا”.
ودعا ذياب بالمناسبة إلى نبذ العنف من مجتمعنا العربي في الداخل، وقال: “للأسف لا بد أن نتحدث عن العنف الذي يفتك بنا في هذه المرحلة، وفي هذا الموقف نقول إن الشهداء ضحوا بأغلى ما يملكون وهو الروح والحياة من أجل أهداف نبيلة عليا، ولكن العنف اليوم يضحي بالآخرين من أبنائنا من أجل مصالح ومنافع دنيوية، نسأل الله أن يصلح حالنا وأن يسود الصلح والوئام مدينتنا ومجتمعنا العربي”.
ثم تحدث رئيس لجنة المتابعة السيد محمد بركة، وحيا الحضور في حضرة الشهيد، وقال: “عندما نقف في حضرة الشهيد فحن لا نقف بحضرة فرد وشخص وإنما في حضرة قضية فاستشهاده رمز لنا، ويوم ارتقى عدنان ارتقى معه أيضا 21 شهيدا من أبناء شعبنا دافعوا عن الأقصى في وجه عصابات الهيكل المزعوم، وقفوا بوجه الطغاة والمتغطرسين والمعتدين على التاريخ والحق الفلسطيني”.
وندّد بركة باقتحامات المستوطنين والسطو الاحتلالي على القدس والأقصى، كما ندّد بالهرولة وتطبيع بعض الحكام العرب مع الاحتلال، وقال: “نقول لكل المتخاذلين من الحكام وأتباعهم، إذا قدّر ألا يتمكن إخواننا من العرب والمسلمين وأبناء شعبنا في الشتات والقطاع أن لا يتمكنوا من الدفاع عن الأقصى في وجه الاحتلال فنحن وأهلنا في القدس لها”.
واستنكر بركة الاعتداء وإطلاق الرصاص الذي وقع على منزل رئيس بلدية طمرة، الأحد، وأكد أن محاربة العنف على رأس اهتمامات لجنة المتابعة مذكّرا بالفعاليات التي أقرتها المتابعة بالخصوص منها انطلاق قافلة سيارات إلى القدس من مختلف انحاء الداخل الفلسطيني، وقال: “لا نريد أن نحارب العنف ثم نرتاح، نريد ان نجتث العنف من اجل ان نتفرغ للقضايا الأساسية في بلداتنا ،من اجل ندافع عن الأقصى والقدس، هناك من يأخذ علينا ان نتعاطى مع القضية الفلسطينية، وكل التمييز ضدنا أصلا، لأننا أبناء الشعب الفلسطيني، هناك من يريد ان يجردنا من هذه الصفة لنروق للطغاة، ولكن لن ننكر أصلنا أننا جزء فاعل وحي من شعبنا الفلسطيني”.
ثم كانت كلمة السيد مصطفى خلف مواسي، شقيق الشهيد عدنان خلف، ورحب في مستهلها بالحضور، ثم خطاب روح شقيقه الشهيد، وقال: “سلام عليك أخي في الخالدين وجنات النعيم، سلام عليك يا من صدقت عهدك مع الله فارتقيت شهيدا لتكون كلمة الله هي العليا”.
وأضاف: “دماؤك رسمت حدود وطني، ناداك الأقصى فلبيت النداء، ليمنحك الله جنات الفردس، أنت وكل الشهداء أحياء عند الله تعالى وأنت نورنا في هذه الدنيا نحو طريق الحق والنجاة”.
وقال في الختام، إن “فردس ابنة الشهيد هي الأمل الذي ينبض قلبها بحبه، الآن هي زوجة وأم لأبناء جدهم شهيد، سيكملون مسيرته ويمضون على نهجه في حب القدس والأقصى والدفاع عنهما”.

وفي نهاية الفعالية توجّه المشاركون إلى منزل عائلة الشهيد والتقوا أفراد العائلة، وكانت في المقام كلمة للشيخ كمال خطيب قال فيها: “الحديث عن الشهيد عدنان هو الحديث عمن شاركت في جنازته وعرسه، ليس سهلا ان يتعاطى المرء مع الذكريات بين مزيج من الفرح ومزيج من الحزن، ولكن هكذا هي دورة الأيام، إنما من ارتقى شهيدا نتأثر عليه حزنا، ولكن أبدا نستشعر دائما عظمة وشموخ من تقدم الصفوف ليسبق غيره”.

وأضاف: “يشار قدر الله أن نحيي اليوم في الثامن من هذا الشهر ذكرى استشهاد الشهيد عدنان، وفي الثامن من الشهر القادم، نحيي ذكرى استشهاد خير الدين حمدان ابن كفر كنا، وفي الثامن من شهر 12 يحيي شعبنا ذكرى الانتفاضة الأولى التي ارتقى فيها آلاف الشهداء”.

وردا على تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد أردان، بأن العنف متأصل عند العرب، قال الشيخ كمال خطيب: “ردا على المجرم أردان لما قال إن العنف هو في جينات الشعب الفلسطيني وأنه حالة متأصلة عندهم، نقول لهذا المجرم بل هو حالة مكتسبة بسبب استهداف شعبنا، نعم في جيناتنا تقديم الشهداء، في جيناتنا العزة والشموخ، وأن نحب الأقصى ولا نفرط فيه، وليس في جيناتنا أننا عنيفين، ولا يمكن لكفنا أبدا مهما كانت إلا أن تواجه المخرز مهما كان قاسيا، اردان ونتنياهو لا يفقهون معنى انتمائنا لهذه الأمة، والشهيد عدنان خلف بدمه كتب وثيقة الانتماء والعهد مع الله، وأنه لن يكون الأقصى غريبا، وأن الغريب هو المحتل، وسيرحل الاحتلال عن الأقصى مهما طال الزمن، مثله كمثل سائر الاحتلالات التي مرّت وطردت من بلادنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى