أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

هل تستحق لعاعة الكنيست كل ذلك

د. أنس سليمان أحمد

أنا على يقين يا أبناء المشروع الإسلامي أن كُلاً منا بغض النظر عن منصبه في مسيرة المشروع الإسلامي، وبغض النظر عن المدرسة التي ينتمي إليها في هذا المشروع سواء كان ينتمي إلى مدرسة الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيلياً أو الحركة الإسلامية الجنوبية أو حزب التحرير الإسلامي أو جماعة التبليغ أو الحركة الصوفية، فإنه مصمم طوال حياته وحريص على الاعتصام بحبل الله والتمسك بالكتاب والسنة والاهتمام الدائم بأمر الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني، ومما لا شك فيه أنها ستقع اختلافات بين هذه المدارس في أمور فرعية خلال مسيرة المشروع الإسلامي الذي يضم كل هذه المدارس، ومن أبرز الأمور التي وقع فيها اختلاف هي لعاعة الكنيست، التي يمكن أن نختزلها بعد مرور سبعين عاماً على وجود أعضاء الكنيست العرب فيها بكلمتين: منصب ومال!! وهاكم اعترافات أعضاء كنيست عرب، واعترافات رؤساء أحزاب عربية خاضت تجربة الكنيست، إلى جانب تصريحات بعض الأخوة في الحركة الإسلامية الجنوبية تؤكد ذلك، وبناء على ما تقدم فإنني أطرح هذه الأسئلة على نفسي وعلى سائر أبناء المشروع الإسلامي – إخوة وأخوات-: 1- هل كانت لعاعة الكنيست تستحق أن يقع الخلاف المؤسف الذي وقع في داخل الصف الواحد في الحركة الإسلامية في عام 1996م، بغض النظر عن ملابسات هذا الخلاف ومن هو المتسبب؟! وهذا لا يهمني الآن، بل ما يهمني هل كانت لعاعة الكنيست تستحق أن يقع ذاك الخلاف المؤسف وأن تتحول الحركة إلى حركتين؟! ها هو حصاد لعاعة الكنيست منذ عام 1996م وحتى الآن بين أيدينا؟! هل يستحق هذا الحصاد الموهوم الذي لا يخفى على أحد وقوع ذاك الخلاف المؤسف؟! وهل كانت لعاعة الكنيست تستحق الإبقاء على ذاك الخلاف المؤسف منذ عام 1996م حتى الآن؟! هل يمكن لأحدنا أن يشير إلى حزمة إنجازات لعاعة الكنيست وأن يقول: نعم بسبب حزمة هذه الإنجازات كانت لعاعة الكنيست تستحق الإبقاء على ذاك الخلاف المؤسف منذ عام 1996م حتى الآن!! وكأنني بهذا القائل يريد أن يقول: إن لعاعة الكنيست أولى من وحدة الصف الإسلامي، وأولى من التئام الصف الإسلامي! 2- ليت الأمر وقف عند هذا الحد، فها هي الحركة الإسلامية في الطيبة المشهود لها بالعطاء والتضحية في مسيرة المشروع الإسلامي منذ عقود طوال، ها هي أصدرت بياناً قبل قرابة الشهرين بعنوان: “الحركة الإسلامية تجمد نشاطها القطري كاملاً سياسياً وغيره بعد انتخابات داخلية بين أبناء الحركة الإسلامية الجنوبية لاختيار مرشحيها للكنيست، حيث قالت في هذا البيان: (.. كل من يقول إن خطوتنا الأخيرة جاءت لنتائج الانتخابات أقول لهم عيب أن يقال هذا الكلام للطيبة ولكن هذه الجولة – أي الانتخابات الداخلية- أظهرت الكثير من الأمور التي لم نكن نراها أو كنا نراها، ولكننا كنا نوهم أنفسنا بأنها غير موجودة، أمور غاية في الخطورة بحيث أنها يمكن أن تدمر بنياننا الدعوي جميعه، لهذا كله وغيره كثير فقد قررت الحركة الإسلامية في الطيبة تجميد نشاطها القطري كاملاً سياسياً وغيره.. ومن الآن سوف تخصص الحركة الإسلامية في الطيبة كل قوتها ونشاطها وطاقاتها للعمل الدعوي الحركي المحلي فقط، وسنعمل على بناء حركة إسلامية نموذجية كما تعلمنا وتربينا عليه من قادتنا والله الموفق والمعين)!! فيا عجبي ويا ألمي هل تستحق لعاعة الكنيست صناعة هذا الاحتقان الداخلي الذي بدأ يتراكم حتى دفع الحركة الإسلامية في الطيبة إلى إصدار هذا البيان الذي يعكس شدة المعاناة التي أصابت الحركة الإسلامية في الطيبة؟! وما أشبه هذا البيان بالبيان الذي صدر عام 1996م باسم الأخوة الذين رفضوا الانزلاق إلى لعاعة الكنيست، ودعوا منذ ذاك العام في ذاك البيان إلى تصحيح المسار في الحركة الإسلامية، وليس إلى إحداث انشقاق مؤسف فيها!! فهل تستحق لعاعة الكنيست أن يتكرر ما كان في عام 1996م وأن يقع في عام 2019م؟! فأين هذا الإنجاز العظيم وراء لعاعة الكنيست الذي قد يدفع أحدنا ليقول: نعم إن إنجاز لعاعة الكنيست العظيم يستحق ذلك!! وحتى لو كانت هناك منفعة موهومة من وراء لعاعة الكنيست فأين المبدأ القائل في أصول الفقه الإسلامي: “دفع المضار أولى من جلب المنافع”؟! ولنفرض أن عدم خوض لعاعة الكنيست يترتب عليه ضرر عام، ألا نقدم دفع الضرر العام على دفع الضرر الخاص كما نجد ذلك في توجيهات أصول الفقه الإسلامي؟! 3- هل تستحق لعاعة الكنيست صناعة أجواء تنافر شديد في داخل الصف الإسلامي دفعت عضو الكنيست سابقاً الشيخ إبراهيم عبد الله أن يكتب في أحد مقالاته يخاطب عضو الكنيست سابقاً عبد الحكيم الحاج يحيى قائلاً له: “خسرتك حركتنا الإسلامية التي قطعت الحبل لك في منتصف بئر يوسف دون مبرر أو وجه حق. كنت ضحية ما أسميناه في حركتنا الإسلامية “ديمقراطية” و ” تداول السلطة” و” التغيير””. فما هي المنفعة التي قد تُرجى من لعاعة الكنيست مقابل هذا التنافر الشديد في الصف الإسلامي الواحد؟! وهل ثمن هذه المنفعة وإن كانت متحققة يساوي لحظات تنافر أو أقل من ذلك أو أكثر في الصف الإسلامي الواحد؟! ألم نقرأ كلنا عن فقه الأولويات في مسيرة المشروع الإسلامي؟! وهل من الصواب وفق فقه الأولويات أن نقدم لعاعة الكنيست على سلامة صدور أبناء الصف الإسلامي الواحد حتى لو كانوا مع خوض هذه اللعاعة التي تسمع لها جعجعة ولا ترى له طحناً!! 4- بعد أن أصغى البعض منا إلى نبض لعاعة الكنيست منذ عام 1996م حتى الآن ألم يأن الأوان للإصغاء لنبض أبناء المشروع الإسلامي فهذا أحد أبناء المشروع الإسلامي ابن أحد قيادات الحركة الجنوبية يقول في إحدى مقالاته: (الفشل السياسي خصوصاً في التمثيل البرلماني سبقه فشل تنظيمي وفشل تربوي وفشل دعوي… لا بد من مراجعة حثيثة واستخلاص الدروس والعِبر والعودة للتمسك بحبل الله المتين وليس حبل السلطة وما يصحبها ) فمن يصغي لهذه الأوجاع التي لم تصدر من محسوب سابق على الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، وإنما صدرت من ابن الحركة الإسلامية الجنوبية التي لا تزال مع خوص انتخابات الكنيست. 5- فيا أبناء المشروع الإسلامي الذين هم إخوتي في كل مكان سواء كانوا ضد خوض انتخابات الكنيست أو معها كفانا تسطيحاً عند الحديث عن لعاعة الكنيست، وكفى بعضنا وصف كل من يرفض هذه اللعاعة أنه بالضرورة من الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيلياً وآن الأوان أن ننظر إلى المنفعة العامة التي تخص كل المشروع الإسلامي، وليس إلى منفعة جزئية قد تتحقق لشخص أو أكثر فقط من أبناء المشروع الإسلامي على حساب المنفعة العامة للمشروع الإسلامي!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى