أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

بين الرئيس الشهيد مرسي وشقي مصر السيسي

عبدالاله وليد المعلواني
هكذا كان الشهيد محمد محمد مرسي في سيرته وسريرته، وفي منهج دعوته وسياسته، وفي صفاء عبادته ومعاملته، وفي كريم خلقه وأدبه، وكأني به متأدبًا بوصية ابي بكر الصديق رضي الله عنه يوم أن أوصى جيش يزيد بن ابي سفيان رضي الله عنهما وقال لهم: ( يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له… اندفعوا بسم الله، كأنني بالرئيس الشهيد مرسي كان يحفظ هذه الوصية الرفيعة غيبًا، وكأنني به قد اتخذها دستورًا قولًا وعملًا حتى لقي الله تعالى شهيدًا، فهو الذي استشهد لأنه أبى أن يخون مصر والشعب المصري والشرعية المصرية، وفي المقابل هانت على شقي مصر السيسي أن يخون القسم الذي أقسمه وهو يضع يده على القران الكريم أمام الرئيس الشهيد مرسي مبايعًا له ومؤكدًا أن يحفظ أمانة منصبه كوزير دفاع لمصر، وأن يحفظ شرف هذا المنصب وأمانة هذا المنصب وتكاليف هذا المنصب، ولكنه خان كل ذلك، وخان مصر والشعب المصري، وخان ماضي مصر وحاضرها ومستقبلها، وخان مكانة مصر وعطاءها الحضاري ومركزها الثقافي واسهامها الفكري، وخان انتماء مصر الإسلامي العروبي الحاني على كل المظلومين في الأرض والمناصر لهم، والتواق لتحرير القدس والمسحج الاقصى المباركين كما تشرفت مصر بتحريرهما من قبل، خلف السلطان الناصر صلاح الدين الايوبي تارة، ثم خلف السلطان قُطُز محمود بن ممدود تارة أخرى، وهذا هو الرئيس الشهيد مرسي استشهد لأنه أبى ان يغلّ أموال مصر، لا لنفسه ولا لذريته ولا لأنصاره، وظل يتعامل مع هذه الأموال كأنها وقف ليتيم يحرم عليه أن يأكل منه شق تمرة، ولذلك أصر ان يبقى في بيته المتواضع الواقع في احدى ضواحي القاهرة المتواضعة بعد ان انتخبه الشعب المصري رئيسًا له وفي المقابل لم يتردد شقي مصر السيسي أن يحيل مصر الى مال سائب مباح لكل القطط السمان أن تنهب منه المليارات ولا حرج، والويل ثم الويل لفقراء مصر أن يمدوا أعينهم طامعين بلقمة عيش من مصر التي كانت تغذي ذات يوم كل الأرض من قمحها يوم ان ساستها قيادة راشدة صالحة على عهد نبي الله يوسف عليه السلام ثم على عهد سيادة المشروع الإسلامي التي امتدت من عهد عمرو بن العاص رضي الله عنه فصاعدًا، ولذلك ما أقبح قضاء السيسي يوم ان اعلن براءة حسني مبارك وبراءة سوزان مبارك وبراءة أولاد مبارك وبراءة زبانية مبارك وهم الذين نهبوا مصر وتقاسموا خيراتها وكأنها عزبة لهم قد ورثوها كابرًا عن كابر، وهذا هو الرئيس الشهيد مرسي استشهد لأنه ابى ان يفسد في مصر، وكيف يفسد فيها وقد حافظ على برها كما يحافظ الابن على بر امه وابيه، وكان بإمكانه ان يسجن او يريق دماء من طعنوا فيه ظلمًا من الشعب المصري، ولكنه ابتسم لهم، ورد بالقول الطيب على قبيح أقوالهم، ورماهم بالبرتقال يوم أن رموه بالحجارة وقالها لتلك التي نالت منه ظلمًا بلسانها السليط: (اعتبرتني مثل ابوك) وفي المقابل لم يترك السيسي شقي مصر مظهر فساد إلا وجاهر به في مصر بالبث المباشر، والويل لمن قال له لا. فباتت مصر على عهده المشؤوم غير مصر ام الدنيا وحصن العروبة والإسلام، وباتت أرضها غير أرضها، وبات نيلها غير نيلها، وبات علماؤها غير علمائها، الى حين حتى تعود مصر فرسًا اصيلة كما عهدناها طوال الوقت وهذا هو الرئيس الشهيد مرسي استشهد لأنه ابى ان يقتل نفسًا واحدة في مصر، وكيف يقتل هذه النفس وقد نظر الى كل شعبها على اعتبار انهم اسرته الواحدة وبيته الواحد، وهل يقتل الرجل اباه؟! ام يقتل امه؟! ام يقتل زوجه ام يقتل أولاده؟! من المستحيل ان يهون عليه ذلك، بل قد يهون عليه ان يقدم حياته حفاظًا على هذه الاسرة الواحدة التي اسمها مصر، والتي تسكن في بيت واحد اسمه مصر، وفي المقابل هذا السيسي جزار ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية، وجزار ميدان النهضة، وجزار مساجد مصر وكنائسها، وجزار سجون مصر وسيارات الترحيل وقاعات المحاكم فيها، وهو الذي تقدم بلا منافس ولا منازع على من سبقه منذ فرعون حتى حسني مبارك بما ارتكبت يده من ازهاق أرواح عشرات الالاف من الشعب المصري المعذب في ارض مصر وتحت سمائها، وهذا هو الرئيس الشهيد مرسي استشهد لأنه ابى ان يعقر نخلة او ان يحرقها في مصر، وابى ان يقطع شجرة مثمرة في مصر، وابى ان يذبح تسلية وبطشًا شاة او بعيرًا في مصر، وكيف تحدثه نفسه بذلك وهو الذي ملأ قلبه أنوار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وهذا السيسي شقي مصر في المقابل لا زال يسعى في مصر من اسوان حتى سيناء يهلك الحرث والنسل فيها قصفًا بالطائرات ورجمًا بالدبابات، وهل تخفى اليوم على أي طفل صغير في كل العالم جرائمه التي لا يزال يرتكبها في رفح المصرية والعريش وسائر قرى سيناء وفي صعيد مصر وسائر مدن مصر بلا استثناء، بذريعة محاربة داعش، وهي نفس الذريعة التي لا يزال يستبيح بها الجزار بشار اهلاك سوريا وذبح أهلها والتي ما عادت لتنطلي على عاقل , وبات كل عاقل يبصق عليها باشمئزاز، وهذا هو الرئيس الشهيد مرسي فاض أمنًا وامانًا، فحفظ العابد المسلم المصري في مسجده، وحفظ العابد القبطي المصري في كنيسته، وفي المقابل هذا السيسي والدولة العميقة وسائر الزبانية هم الذين كانوا ولا يزالون ينتهكون أمن العابدين ويريقون دماءهم في المساجد والكنائس!! الم يقف الحبيب العدلي من وراء حرق الكنيسة؟! الم يذبح السيسي المصلين المسلمين في مساجد القاهرة والإسكندرية وسيناء؟! الم تقف هذه الطغمة الفاسدة من وراء احداث ماسبيرو؟ّ! لذلك لا ابالغ إذا قلت هو الرئيس الشهيد مرسي الثريا، وهو شقيّ مصر السيسي الثرى، فاين الثرى من الثريا؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى