أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

التناصح بيننا أسمى من لعاعة الكنيست

د. أنس سليمان أحمد
التناصح بيننا حق وواجب متبادل يا أبناء المشروع الإسلامي. ويخطئ من يظن أن التناصح مناقض للأخوّة، بل إن كلاهما مكمل للآخر، فحق الأخوّة مكمّل لحق التناصح، وحق التناصح مكمّل لحق الأخوّة. وواجب الأخوّة مكمّل لواجب التناصح، وواجب التناصح مكمّل لواجب الأخوّة. وفي الوقت الذي يدعونا فيه إسلامنا إلى الأخوة، وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” فإنه يدعونا إلى التناصح، وذلك في قول رسول الله صلى عليه وسلم: “الدين النصيحة”، وإن الأخوّة الصادقة هي التي يتسع صدر صاحبها لأن يُقال له: أخطأت، على قاعدة “الدين النصيحة” أو أن يقال له: تعثرت في قولك، أو تعثرت في قلمك، أو تعثرت في موقفك، أو تعثرت في اجتهادك، أو تعثرت في قرارك، بشرط أن ينطلق كل ذلك من مشكاة “الدين النصيحة”، بأدب قول، وسلامة صدر، والطمع بالخير من الناصح للمنصوح، وإلا إذا فُقدت هذه الشروط أو فُقد أحدها فإن النصيحة تتحول إلى تجريح في ثياب نصيحة، والتجريح والأخوّة ضدان لا يلتقيان. وعلى هذا الأساس سأبقى أعلن باعتزاز أن الذي يجمعني مع الشيخ رائد صلاح-فكّ الله أسره-والشيخ حمّاد أبو دعابس والشيخ كمال خطيب والدكتور منصور عباس، وسائر كل أبناء المشروع الإسلامي هو الأخوة في الله تعالى، وليست أية لعاعة من لعاعات الدنيا، سواء كانت لعاعة الكنيست أو غيرها، وسأبقى أقولها بكل افتخار: إنّ أخوّتنا هي أسمى من لعاعة الكنيست، وإن التناصح هو أسمى من لعاعة الكنيست. وعلى ضوء ما قلت فإن أخوَّتي التي تجمعني مع الإخوة الأفاضل الذين وردت أسماؤهم أعلاه أو مع سائر أبناء المشروع الإسلامي لا تحرّم عليّ أن أنصح أحدهم بشروط مشكاة “الدين النصيحة”، فمن نحن إلى جانب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي لمّا ولي الخلافة خطب في المسلمين وقال لهم: “أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فقوّموني”! ومن نحن إلى جانب الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي دعا المسلمين إلى مواصلة نصيحته عندما قال لهم: “رحم الله امرئً أهدى إليّ عيوبي”! وهذا يقول لكل أبناء المشروع الإسلامي إنها ليست كارثة ولن تقع السماء على الأرض إذا قال أحدنا وفق الشروط الذهبية لمشكاة “الدين النصيحة”: أخطأ أو تعثّر أو أخالفُ أو أطالبه بتعديل قوله أو موقفه أو بيانه أو خطابه: الشيخ رائد صلاح أو الشيخ حمّاد أو الشيخ كمال أو الدكتور منصور عباس أو أي من قادة العمل في المشروع الإسلامي، بغض النظر عن المدرسة التي ينتمي إليها كل منهم، والتي قد تكون محظورة إسرائيلياً أو الجنوبية أو التبليغ أو التحرير أو الصوفية.. ولذلك عتبي ليس على من ينتقد أخاه ابن المشروع الإسلامي بشرط أن يحافظ على الشروط الذهبية لمشكاة: “الدين النصيحة”، ولكن عتبي على من يخرق هذه الشروط خرقا، وقد يدفعه ذلك إلى رجم أخيه المنصوح ابن المشروع الإسلامي، ولو بكلمة نابية أو بتهمة مستهجنة أو بهمز سطحي ولمز يأباه حق وواجب ونخوة التناصح المتبادل بيننا. ولذلك الذي أتمناه، كابنٍ لهذا المشروع، على الشيخ حمّاد والشيخ كمال والدكتور منصور أن يحفظوا علينا كل الشروط الذهبية لمشكاة “الدين النصيحة” في أقوالهم وأقلامهم ومقالاتهم وتغريداتهم وتصريحاتهم وسائر ما يصدر عنهم، وأتمنى كل ذلك على كل أبناء المشروع الإسلامي دون استثناء. والكارثة كل الكارثة أن يضيع أحدنا أو نفر منّا هذه الشروط الذهبية من أجل لعاعة الكنيست، ولذلك سأبقى أحفظ عقد الأخوّة والتناصح للدكتور منصور عباس، وأخالفه الرأي في قضية الكنيست، وأرحب بمبدأ النقد من طرفه وإن كنت أخالف فحواه، ولكن عتبي عليه أن كتب من ضمن ما كتب في تغريدة له بتاريخ 2019/08/05: (قبل أيام تعرضنا في الحركة الإسلامية لحملة تشويه وافتراءات تصل لحد التكفير والتخوين، واجهناها بمسؤولية، ودفعناها بالتي هي أحسن، لأننا ندرك أننا في خندق واحد وأن معركتنا واحدة، ولأننا نسير وفق الهدي الرباني:” ولا تستوي الحسة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”). نعم أعتب عليه، إذ ليس من الدفع بالتي هي أحسن يا دكتور منصور أن تصف من انتقدك أنه يُكفّرك!! فالنقد حق وواجب متبادل وفق ما أسلفت، والتكفير مرفوض ولا عذر له إذا لم يستند إلى برهان شرعي!! وخطورة التكفير وخطورة اتهام آخر أنه يكفّر سواء!! فأن يستبيح فرد تكفير الآخرين بلا برهان شرعي هو خطر، وأن يتهم فرد آخر أنه يكفّر، علماً أن هذا الآخر ينبذ التكفير، بلا برهان شرعي، هو خطر كذلك، لذلك كم كنت أتمنى على الدكتور منصور عباس ألا يتورط في ذلك، لأن تكفير المسلم أو اتهامه بالتكفير ما جلب على أمتنا الإسلامية إلا الويلات، وأنت أدرى الناس بذلك يا دكتور!! .
وسأبقى أحفظ عقد الأخوّة والتناصح للأخ صفوت فريج، وسأبقى أدعو له بالخير، وفي نفس الوقت أخالفه الرأي في قضية الكنيست، وأرحب بمبدأ النقد من طرفه، وإن كنت أخالفه فحواه، ولكن عتبي عليه أن كتب من ضمن ما كتب في تغريدة من تغريداته هامزاً لامزاً: (من شب على شق الصف شاب على الفرقة)، حيث أن الأخ صفوت فريج يحاول أن يخوض في أحداث لم يكن حاضراً فيها، ولم أكن أنا حاضراً فيها، وهي تعود إلى عام 1996م، وكل ما نعرفه عنها أن قال فلان.. فلماذا يحمّل الأخ صفوت فريج نفسه فوق طاقتها؟ ألا يغنينا في هذا الحدث الذي لم نكن حضوراً فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”!! وماذا يمكن أن تكون النتيجة إذا ألقى كل من مشايخنا حبل قلمه على غاربه؟! ستكتب بعض أقلام المتحمسين من شبابنا عبر تغريداتها – كما حدث ذلك مع شديد الأسف-بغض النظر من الكاتب ومن المكتوب عنه: (.. لأنها تذكركم بماض فرقتم فيه الصف وأوقعتم فيه الصدع) أيضاً (.. فهم بكل بساطة ووقاحة) وأيضاً (.. فأصبح لهم ولليمين في المحصلة نفس الهدف..) أيضا (بقوا هم في ذيل القافلة) من أجل ماذا إحداث هذا الخرق في الشروط الذهبية لمشكاة “الدين النصيحة”؟! هل من أجل لعاعة الكنيست؟! وهل قدر لعاعة الكنيست إلى جانب حق وواجب التناصح بيننا إلا أقل من جناح بعوضة؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى