أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أخوتنا أسمى من لعاعة الكنيست

د. أنس سليمان أحمد
إن كل الكنيست بكل قدِّها وقديدها إذا ما قورنت بأخوتنا فأنها لا تساوي جناح بعوضة، وأقصد بكلمة “أخوتنا” هي الأخوة المفروضة علينا كعلاقة بين أبناء المشروع الإسلامي – كسائر فرائض الإسلام -في كل الأرض بعامة وفي الداخل الفلسطيني بخاصة، سواء كنا نعيش في أم الفحم أو كفرقاسم أو كفركنا أو الطيبة أو رهط أو سخنين أو سائر مواقعنا في النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية عكا وحيفا ويافا واللد والرملة!!
وإلا ما هي الكنيست؟! لو وقفنا على حقيقتها جيداً بعيداً من بريق إغرائها الدنيوي لوجدنا أنها لا تتعدى في قدرها لعاعة من لعاعات الدنيا، ولوجدنا أنها ما هي إلا حفنة مال ومنصب سرابي فتّان يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا!! كذلك فهي لا تستحق منا يا أبناء المشروع الإسلامي أن نضيّع عليها أعمارنا وأوقاتنا وجهودنا وصحتنا في الوقت الذي يجب أن ننفق فيه كل هذه المقومات الهامة: العمر والوقت والجهد والصحة على نصرة دين الله تعالى، وتعزيز دورنا التربوي والدعوي والمؤسسي إلى جانب نصرة القدس والمسجد الأقصى، ونصرة مسيرة شعبنا الفلسطيني وحمل هموم مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، ولذلك كم نحن بأمّس الحاجة أن نحذر منها، وأن نحذر من بريقها المزيف، ومن ضجيجها الخدّاع ومن جعجعتها المزّورة، وكم نحن مطالبون فوراً أن ندوس على كل بهرجتها قبل أن تنال من أخوتنا مثقال ذرة ولا قيد أنملة، ولتذهب كل بهرجتها إلى الجحيم، ولنعض على أخوتنا بنواجذنا – بغض النظر عن خلفية إنتساب كل منا إلى أية مدرسة من مدارس المشروع الإسلامي، فأنه لو قيل هذا من مدرسة الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيلياً، وهذا من مدرسة الحركة الإسلامية الجنوبية، وهذا من مدرسة التبليغ، وهذا من مدرسة التحرير، وهذا من مدرسة الصوفية، لو قيل كل ذلك فإن الأخوة الإسلامية تبقى فرض عين على كل واحد من هؤلاء، وتبقى حقوقها وواجباتها فرض عين على كل واحد من هؤلاء، ويبقى عقدها الجامع بين كل هؤلاء فرض عين على كل واحد منهم، لا يسقط ما دامت الدنيا، ولذلك من المعيب على أي واحد من كل هؤلاء أن يخدش هذه الأخوة وفريضة هذه الأخوة من أجل لعاعة الكنيست، مهما كانت الأسباب، ولا عذر لأي واحد من هؤلاء أن يتطاول على أخيه بهمز أو لمز أو غمز من أجل لعاعة الكنيست، ولا عذر له أن يؤذي أخاه بكلمة ولا حتى بحرف أو علامة استفهام أو علامة تعجب من أجل لعاعة الكنيست، ومن هي هذه الكنيست الوهمية المتوهمة حتى نضحي من أجلها لو بثانية من أخوتنا المصونة في القرآن الكريم والسنة النبوية والمتحققة في أمجاد تاريخنا الإسلامي وحضارتنا الإسلامية وفي أدبيات وتراث هذا التاريخ وهذه الحضارة!! نعم شطح بعضنا مع شديد الأسف ورفع من شأن الكنيست، الوضيع وزنها أصلا، واختلف مع أخوته، ولكنه كان ولا يزال من أبناء المشروع الإسلامي، ونسأل الله تعالى لنا وله أن نحيى ونموت ونبعث بعد الموت ونحن ممن يعتز ويفتخر بإنتمائه للمشروع الإسلامي، لذلك يبقى هذا الذي اختلف مع أخوته حول لعاعة الكنيست هو أخ لهم ونحن إخوة له، وتبقى أخوة الإسلام تجمعه بأخوته وتجمعنا به، ويبقى له الحق علينا وعلى أخوته أن نحبه وإن اختلف معنا، وأن نحفظ عرضه وسمعته وقدره وإن اختلف معنا، ونبقى مطالبين أن نحفظ له المودة في صدورنا وعلى ألسنتنا وبأقلامنا وفي مقالاتنا ومن على صفحات تواصلنا، وإن كنا على يقين أننا على صواب وهو على خطأ في اختلافنا حول لعاعة الكنيست فتبقى الأخوة الإسلامية تلزمنا أن ندعو الله تعالى أن يكشف له الحق كما كشف لأخوته، وأن يبصّره بحقيقة لعاعة الكنيست كما بصّر أخوته، وأن يطهّر صدره من أوهامها كما طهّر من أوهامها صدورنا وصدور أخوته، وبئست هذه الخواطر المريضة التي قد تدفع الواحد منا من أجل لعاعة الكنيست سواءً كان معها أو ضدها أن ينال من أخيه ابن المشروع الإسلامي ولو أن يتحامل عليه علانية أو حتى في صدره، ولا شك أنني أخالف إجتهادات الشيخ عبد الله نمر درويش رحمه الله تعالى حول الكنيست، ولكن تبقى مكانته محفوظه، ويبقى جهده وعطاؤه وتضحياته مشهودا لها ومذكورة بتقديره والثناء عليه والدعوة له بالرحمة، وإلى جانب ذلك أخالف إجتهادات الشيخ حماد أبو دعابس وعضو الكنيست سابقاً الشيخ إبراهيم عبدالله والدكتور منصور عباس، ولكن عقد الأخوة المفروض عليّ وعليهم هو العقد الجامع بيننا، فكما أن صف الصلاة يجمع بيننا رغم أنف لعاعة الكنيست فأن عقد الاخوة الإسلامية يجمع بيننا رغم هذه اللعاعة الكاسدة الفتّناة، وسأبقى أحمل لهم الحب والتقدير والاحترام وسلامة الصدر وأدب القول والدعاء، وإلاّ فأي إخوة إسلامية هذه التي قد يضحي بها البعض منا في غمضة عين من أجل لعاعة الكنيست، فيا أبناء المشروع الإسلامي أوصي نفسي وأوصيكم خيراً بالأخوة الإسلامية، وكم أتمنى على بعض الأخوة من أبناء المشروع الإسلامي الذين يناصرون اليوم لعاعة الكنيست بأقلامهم ومن على صفحات تواصلهم، أن يعلموا أنها أرخص بكثير من أن تدفع أحدكم خدش الأخوة الإسلامية ولو بكلمة غامضة أو تورية مستعجلة فنحن وأنتم ليّ إخوة، والشيخ رائد صلاح فكّ الله أسره، والشيخ كمال خطيب هما لكم إخوة، وأنتم لهم إخوة رغم أنف لعاعة الكنيست، وأنا على قناعة لن تطول هذه الهفوة المؤسفة من أجل لعاعة الكنيست، لأن المستقبل القريب للمشروع الإسلامي بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى