أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الصراع محسوم يا قدس

طه محمد اغبارية

يومَ أن نقرأ القرآن الكريم سنجد الآية الأولى من سورة “الإسراء” قد بشَّرتنا أن نتيجة الصراع بين المشروع الإسلامي وبين الحلف العربي- الإسرائيلي الأول ستكون لصالح المشروع الإسلامي، وأن نتيجة الصراع بين المشروع الإسلامي وبين الحلف العربي- الإسرائيلي الثاني ستكون لصالح المشروع الإسلامي.
وقد بينتُ في المقالات السابقة أن الحلف (العربي- الإسرائيلي ) الأول قام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يهدف إلى وأد المشروع الإسلامي في مهده، وإلى فرض سيادة قريش الباطلة، التي كانت تمثل الطرف العربي في ذاك الحلف، على مكة المكرمة والمسجد الحرام المحتلين، ومواصلة فرض سيادة قريش الجاهلية على سائر العرب. وكما كان ذاك الحلف الأول يهدف للإبقاء على علوّ قبائل بني إسرائيل التي كانت تمثل الطرف الثاني من ذاك الحلف الأول في كل من المدينة المنورة وخيبر ووادي القرى وفدك وتيماء، وإلى مواصلة فرض سيادتها الدينية الباطلة، على اعتبار أنهم- وفق حساباتهم الباطلة- هم شعب الله المختار، فانتصر المشروع الإسلامي على ذاك الحلف الاول. وكما بينتُ في المقالات السابقة أن المشروع الإسلامي سينتصر اليوم على الحلف (العربي-الإسرائيلي) الثاني، والذي قام في هذه الأيام، والذي يهدف إلى القضاء على المشروع الإسلامي، وإلى فرض سيادة باطلة للمؤسسة الإسرائيلية، التي تمثل أحد طرفي هذا الحلف الثاني، على القدس والمسجد الأقصى المباركين المحتلين، إلى جانب مواصلة الحفاظ على العلوّ الإسرائيلي وإفسادِه على صعيد محلي وإقليمي وعالمي على حساب نكبة فلسطين، والذي يهدف إلى فرض سيادة باطلة لكل من السيسي وابن زايد وابن سلمان وابن خليفة البحريني وسائر أتباعهم الذين يمثلون الطرف الثاني من هذا الحلف الثاني على العالم العربي بعامة، وعلى القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بخاصة. ومن أراد تفصيلات أكثر فأنصحه بالرجوع إلى المقالات السابقة. وقد يقول قائل: كيف نجد الآية الأولى من سورة “الإسراء” قد بشَّرتنا بأن المشروع الإسلامي سينتصر على هذين الحلفين، وبذلك سيقضي على إفسادي بني إسرائيل الأول والثاني، اللذين تحدثت عنهما سورة “الإسراء” وجوابا على ذلك اقول: اذا وقفنا على الآية الاولى من سورة الاسراء وهي قول الله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}، نجد هذه الدلالات من ضمن كنوز هذه الآية التي لا يحيط بكل دلالاتها إلا الله تعالى:
1. ورد في هذه الآية اسم مسجدين فقط؛ وهما-كما نلاحظ المسجد الحرام الذي كان مركز الصراع لمَّا قام الحلف (العربي- الإسرائيلي) الأول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى الذي هو اليوم مركز الصراع بعد أن قام الحلف (العربي –الإسرائيلي) الثاني.
2. المسجد الحرام هو تاج مكة المكرمة، والمسجد الأقصى هو تاج القدس المباركة. وقد قاد انتصار المشروع الإسلامي على الحلف العربي- الإسرائيلي الأول إلى تحرير مكة المكرمة والمسجد الحرام المحتلين. ومما لاريب فيه أن انتصار المشروع الإسلامي الوشيك على الحلف (العربي- الإسرائيلي) الثاني سيقود إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى المباركين المحتلين، وهو أمر محسوم بات على الأبواب.
3. حسمت هذه الآية هوية المسجد الحرام الأبدية حتى آخر الدنيا، وهوية المسجد الأقصى الأبدية حتى آخر الدنيا. فالمسجد الحرام سيبقى المسجد الحرام، والمسجد الأقصى سيبقى المسجد الأقصى، مهما سيشهد كلاهما أو أي منهما من صراع على هويته، ومن مؤامرات عليه تبغي فرض سيادة باطلة عليه، وكأن هذه الآية قالت للحلف (العربي- الإسرائيلي) الأول: لا تتبعوا أنفسكم! فمهما حاولتم تشويه هوية المسجد الحرام، ومهما استبحتم من نصب مئات الأصنام حوله، ومهما حاولتم فرض سيادة باطلة عليه، ومهما حاولتم فرض احتلال عربي عليه، ومهما حاولتم الكيد للمشروع الإسلامي فإن كل ذلك لن يفيدكم مهما ملكتم من عدد وعتاد ودعم محلي ودولي، بل ستُهزمون، وسينتصر عليكم المشروع الإسلامي، وسيبقى المسجد الحرام هو المسجد الحرام، ولن يقبل في يوم من الأيام أن يكون غير ذلك، ولو تآمر عليه كل أشرار الأرض ورموْه عن قوس واحدة.
وإلى جانب ذلك كأن هذه الآية تخاطب اليوم الحلف (العربي- الإسرائيلي) الثاني. وكأنها تقول لهم: لا تُتعبوا أنفسكم! فمهما أحكمتم أواصر هذا الحلف الثاني بينكم، ومهما استنطق الطرف العربي في هذا الحلف الثاني من علماءَ سلاطين ودعاهم للادّعاء سفاهةً ونذالةً أن المسجد الأقصى لا يقع في القدس المباركة، بل يقع بين مكة المكرمة والطائف!! أو (أن لليهود حقا دينيا) في المسجد الأقصى، أو أن الوجود الإسرائيلي بات حقيقة واقعة في المسجد الأقصى!! أو إلى غير ذلك من هرطقات علماء السلاطين هؤلاء المخبولين، ومهما غض عينه الطرَفُ العربي في هذا الحلف الثاني عن القدس والمسجد الأقصى المباركين المحتلين، ومهما حاول هذا الطرف الإسرائيلي فرض هوية باطلة جديدة على المسجد الأقصى والادعاء أنه جبل- الهيكل (هار هبايت) وليس المسجد الأقصى، وأن حائطه الغربي هو المبكى (هكوتل) وليس حائط البراق، وأن مصيره سيشهد بناء هيكل ثالث عليه ولن يبقى كما هو المسجد الأقصى، وأن السيادة على القدس والمسجد الأقصى المباركين المحتلين، ستصبح سيادة إسرائيلية يهودية، وليست سيادة إسلامية عروبية فلسطينية!! مهما أوقعتم اليوم يا أقطاب هذا الحلف العربي الإسرائيلي الثاني من أذىً على المسجد الأقصى، فلن يفيدكم كل ذلك. وعمّا قريب ستجُرُّون أذيال الهزيمة، وسيبقى المسجد الأقصى هو المسجد الأقصى، وستبقى هويته إسلامية حتى آخر الدنيا، وستبقى السيادة الحقَّة عليه هي السيادة الإسلامية العروبية الفلسطينية وفق ميزان هذه الآية الأولى من سورة “الإسراء”، وليس وفق ميزان الطرف العربي أو الطرف الإسرائيلي في هذا الحلف الثاني الذي هو أوهن من بيت العنكبوت.
4. لأن هذه الآية من سورة “الإسراء” باقية مع بقاء القرآن، ولأن بقاء القرآن أبدي حتى آخر الدنيا فستبقى هذه الآية أبدية حتى آخر الدنيا، وسيبقى المسجد الحرام هو المسجد الحرام بصورته وجوهره ومظهره ولحمه وعظمه ودمه، وسيبقى المسجد الأقصى هو المسجد الأقصى بصورته وجوهره ومظهره ولحمه وعظمه ودمه حتى آخر الدنيا، وسيبقى أهل القرآن يرتلون هذه الآية حتى آخر الدنيا. فشاهت وجوه الحلف (العربي- الإسرائيلي) الأول، وشاهت وجوه الحلف (العربي – الإسرائيلي) الثاني، والنصر كل النصر لمكة المكرمة والمسجد الحرام والقدس والمسجد الأقصى المباركين والمدينة المنورة والسجد النبوي الشريف. رُفعت الأقلام وجفت الصحف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى