أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

كلمات وفاء لمحاضن الأبناء

أم البراء جبارين
ولدت في أم الفحم هذه المدينة المرابطة الصامدة، ورزقني الله تعالى زوجا عصاميا هو الشيخ طاهر علي جبارين، وبروح المودة والرحمة التي جمعتني بزوجي بنينا أسرة قوامها بضعة أبناء وبنية، ومنذ مهد كل منهم فقد وجدوا الرعاية من الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا ومن مؤسساتها وما أكثرها!! فكانت هناك الروضات الإسلامية التي قامت تحت مباني بعض المساجد في مدينتنا أم الفحم والتي نجحت باحتضان الآلاف من الاطفال الذين كنت أنظر إليهم أنهم كلهم أبنائي.
وفي رحاب تلك الروضات الاسلامية شبّ أولئك الأطفال على أصول هويتهم وانتمائهم وجذورهم بل بات كل منهم يحرج والديه حرج غبطة وسرور عندما كان يعود إليهم وهو يحفظ من أمور دينه وتاريخه وحضارته ما كانوا يجهلونه!!
ثم عندما كان أولئك الأطفال يتخرجون من الروضات الإسلامية، وما كانوا يجدون أنفسهم فريسة سهلة للشوارع والفراغ والحيرة، بل كانت يد فرق الطلاب في المساجد تحتضنهم وتواصل تربيتهم، استمرارا لما دأبت عليه الروضات الإسلامية فكانت هناك فرق طلاب المرحلة الابتدائية، ثم فرق طلاب المرحلة الإعدادية ثم فرق طلاب المرحلة الثانوية.
وكان هناك المربون لكل فرقة من هذه الفرق، وكانت هذه الفرق منتشرة في كل مساجد ام الفحم، وكانت تحرص على بناء الطلاب بناء إسلاميا عروبيا فلسطينيا، وكانت تنظم لهم الرحلات إلى القدس والمسجد الأقصى المباركين تارة وإلى القرى الفلسطينية المنكوبة تارة ثانية وإلى مواقع المقدسات المدنسة تارة ثالثة، وإلى زرقة البحر تارة رابعة، فشبوا رجالا وأنعم بهم من رجال، وها هم اليوم من أبرز القيادات العلمية والإعلامية والسياسية والاجتماعية والتخصصية في مدينتنا أم الفحم.
العشرات من محاضن حراء لتحفيظ هؤلاء الطلاب القرآن الكريم وفتحت هذه المحاضن أبوابها للطالبات كما فتحتها للطلاب، وكي لا تنقطع السبل بهؤلاء الطلاب والطالبات فقد راحت لجنة الزكاة المحلية تدعم المحتاج منهم لإكمال مسيرته الجامعية.
وقامت الحركة الطلابية الجامعية (اقرأ) لاحتضان مسيرة هؤلاء الطلاب والطالبات في رحاب حياتهم الجامعية وإلى جانب ذلك قامت المدرسة الأهلية الإعدادية والمدرسة الأهلية الثانوية، لبناء هؤلاء الطلاب بناء يجمع بين العلم والإيمان، وقام الدوري الرياضي الإسلامي ونوادي الشباب لضم جهودها في مسيرة رعاية هؤلاء الأبناء والبنات من المهد إلى اللحد!! فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! ويا أسفا على من قابل ذلك بالغمز والنكران!!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى