أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

رئيس الموساد الإسرائيلي السابق: سأحزم أمتعتي وأغادر

قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير إن “جهوده تنصب على الإطاحة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والدعوة لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ لأن إستراتيجية نتنياهو تقضي بعدم إخراج الشرق الأوسط من توازنه الهش، مقابل أن يأخذ وقته بمعالجة قضاياه الجنائية كأولوية عليا، وفيما يخشى الإسرائيليون من دولة الشريعة التي يدعو لها المتدينون اليهود، فلا ينتبهون للدولة ثنائية القومية التي يخطط لها اليمين الإسرائيلي”.
وأضاف شبتاي شافيت، الرئيس الأسبق لجهاز الموساد، في لقاء مطول مع صحيفة معاريف أثار ضجة كبيرة بإسرائيل، أنني “أتحدث من وحي أفكار “رابطة ضباط من أجل أمن إسرائيل”، والأجندة التي تحركني هي حل الدولتين للشعبين، رغم ما يسببه لي من إزعاج عبر شبكات التواصل، لكني لا أنتبه لذلك”.
وأوضح شافيت، رئيس الموساد بين 1989-1996، ودرس بجامعتي تل أبيب وهارفارد، وخطط للعديد من الاغتيالات بينها المسؤول الأمني الفلسطيني عاطف بسيسو في باريس، أن “الصورة النمطية عن جنرالات الجيش والأمن في إسرائيل أنهم فور انتهائهم من مهامهم يصدرون مواقف يسارية، السبب بسيط أنه طالما أننا نرتدي البزة العسكرية فلا ندلي بآرائنا السياسية، ونترك اتخاذ القرار للمستوى السياسي، اتفقنا معه أم اختلفنا”.

صراع لا ينتهي
وأشار شافيت، الذي حضر القمة العربية بالخرطوم 1967، متسترا بغطاء صحفي يراقب الوفد الفلسطيني برئاسة أحمد الشقيري، إلى أننا “نحن الإسرائيليين أبناء الجيل الأول ممن عاش الصراع منذ بداياته، أنا اليوم ابن ثمانين عاما، وهذا الصراع مع الفلسطينيين زاد عن سبعين عاما، ومع ذلك فلم ينته بعد، ماذا يعني ذلك؟ أننا لسنا بخير، وكذلك الفلسطينيون ليسوا بخير، وكأن هذا الصراع كتب علينا أن يستمر إلى ما لا نهاية”.
وكشف أن “الموساد كان مكلفا بجانب مهامه القتالية والحربية بالانخراط في التوصل لاتفاقات سلام مع الأردن ومصر، لدينا اليوم اتفاق سلام مع الدولة العربية الكبرى وهي مصر، واتفاق سلام آخر مع الدولة العربية ذات الحدود الأطول معنا وهي الأردن، اتفاقات السلام صمدت كل هذه السنوات الطويلة”.
وقال إنني “يمكنني اليوم أن أكشف أنني التقيت أوائل سنوات التسعينات مع زعماء عرب في الشرق الأوسط، وقمت بزيارة عدد من هذه الدول العربية، دائما عرفنا كيف نستغل أوضاعا سياسية تسفر عن مصالح مشتركة بين إسرائيل والدول العربية، لكن هذه المصالح لا تقارن باتفاق سلام علني مكشوف موقع، وعلاقات دبلوماسية واتفاقات تجارية، لأنه ما يمكننا القيام به مع مصر والأردن، لا يمكننا تحقيقه مع الفلسطينيين”.
وأكد أن “الانتقال مع العرب من الحرب إلى السلام يستغرق وقتا، خذ على سبيل المثال الأردن، فقد كنت منخرطا في اتفاق السلام حتى الرأس، استمرت المفاوضات ثلاث سنوات، لكن قبل اتفاق السلام كانت هناك مراحل إنضاج وإعدادات واتصالات سرية؛ لأنه من يستطيع إنجاز اتفاق سلام في الشرق الأوسط خلال خمس سنوات يمكن له أن يحتسي زجاجة شمبانيا وحده”.

علاقات سرية عربية
وأشار إلى أننا “إن بدأنا اليوم عملية سلام جدية، فسوف تستغرق بين 5-10 سنوات، يمكن لها أن تنهي الصراع مع الفلسطينيين والعرب، المشكلة أن دولة إسرائيل لا تريد سلاما، لو كنت صانع قرار لأقمت علاقات مع السلطة الفلسطينية، وبحثت عن مجالات التعاون معها في الاقتصاد والبنية التحتية وخدمة المصالح المشتركة للجانبين، لكن المحادثات مع السلطة الفلسطينية معلقة؛ بسبب وجود نتنياهو، فهو لا يقيم معها اتصالات، هل تعرف رئيس وزراء إسرائيلي لم يتحدث فعليا مع الفلسطينيين؟”.
وأوضح أن “إسرائيل اليوم هي الدولة الأقوى في الشرق الأوسط، ولم يعد ممكنا إقامة تحالفات عسكرية عربية ضدها كسنوات الستينات والسبعينات، ويمكن لنا أن نخاطر من أجل السلام، ولذلك إن أردناه فسنعثر في كل يوم على قناة اتصال جديدة مع العرب والفلسطينيين”.
وأشار إلى أن “عملية الانسحاب من غزة خطوة موفقة، كنا بحاجة إلى أريئيل شارون؛ لأنه لم يكن أحد سواه قادرا على القيام بهذه العملية، ماذا كان لنا في غزة لنبقى نتحكم في مليوني فلسطيني، أهم إنجاز إسرائيلي أننا لسنا موجودين اليوم في غزة، هل تعلم أن مناحيم بيغن رئيس الحكومة السابق عرض على الرئيس المصري أنور السادات أن يأخذ قطاع غزة، لكن الأخير رفض؛ لأنه عرف جيدا من هم الفلسطينيون”.
وأضاف أننا “يجب أن ننفصل عن الفلسطينيين، صحيح أن هناك 400 ألف مستوطن بالضفة الغربية، لكن من بينهم 100 ألف يعيشون خارج التجمعات الاستيطانية الكبرى، جزء أساسي منهم لا يعيشون في الضفة الغربية لاعتبارات دينية وأيديولوجية، وإنما لأن الحكومة الإسرائيلية منحتهم امتيازات لم يكونوا ليحصلوا عليها في قلب إسرائيل، وفي حال عرضت الدولة ذات الامتيازات على اليهود في كفار سابا، فكلهم سيعودون هناك”.

أحزم أمتعتي وأغادر
ينتقل شافيت للحديث عن الشأن الداخلي، قائلا إنني “لا أستطيع العيش في دولة يدعو إليها عتاة اليمين مثل بيتسلئيل سموتريتش ودولة الشريعة اليهودية، فورا بإمكاني في اليوم التالي حزم أمتعتي، ومغادرة إسرائيل، لن أبقى فيها لحظة واحدة إن حكمها شخص مثل سموتريتش”.
وأكد أن “حربي ليست مع المتدينين اليهود الجدد، لكنها مع الليكود برئاسة نتنياهو، لأني أريد زعيما يقود الدولة، وليس مديرا فقط، صحيح أن نتنياهو حقق إنجازات في مجال الهايتك، لكني كمواطن إسرائيلي لا أكتفي بذلك، أريد زعيما فيه من خصال ديفيد بن غوريون، وشبيها بمناحيم بيغن، للأسف ناخبو نتنياهو أناس فاقدو الرأي والفهم، وهذا مخيف ومرعب”.
يتحدث شافيت عن التطورات الإقليمية قائلا إنه “قبل مئة عام صممت إنجلترا وفرنسا حدودا جغرافية للشرق الأوسط من خلال اتفاق سايكس بيكو في 1916، الذي صمد أكثر من عشرة عقود حتى جاء الربيع العربي في 2010 وقضى عليه، اليوم نشهد عملية جديدة لإعادة تصميم حدود المنطقة، ومن يشرف على هذا التصميم هم روسيا، وإيران، وأمريكا، وأوروبا، وقد تستمر العملية عشر سنوات أخرى”.

سايكس بيكو 2
وشرح أنه “قد تتقلص مساحة العراق وسوريا الشاسعتين، والأكراد يحصلون على دولة أو حكم ذاتي، وقد يعملون كذراع عازل في مواجهة تركيا، في مثل هذا الوضع غير المستقر على إسرائيل المسارعة لحل الصراع مع الفلسطينيين، خاصة أنها اليوم لها أربعة شركاء في هذه العملية: مصر والأردن والسعودية ودول الخليج، مثل هذا التحالف غير المكتوب يثير إزعاج الفلسطينيين”.
وزعم أنه “استمع لذلك من زعماء عرب، حين اجتاح صدام حسين الكويت في 1990، ووقف ياسر عرفات بجانبه، قررت الكويت خلال 48 ساعة طرد 300 ألف فلسطيني، وحين التقيت بسلطان عمان، وسألته: كم فلسطيني لديك في الدولة؟ أجابني: لا أحد”.
وأشار إلى أنه “اليوم لدينا المبادرة السعودية للسلام منذ 2002، وحصلت على مصادقة الجامعة العربية بدعم كل دولها العشرين، ومعها ثلاثون دولة إسلامية، يعني خمسين دولة عربية وإسلامية يعترفون بإسرائيل، يقيمون معها علاقات دبلوماسية وتجارية، وحينها ينتهي الصراع، وما زالت هذه المبادرة معلقة”!
عن صفقة القرن، قال شافيت إنني “لا أعلم تفاصيلها، ولا أريد الدخول في التكهنات، لكني أعلم الأخطاء التي ارتكبها الرئيس دونالد ترامب في نقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وفي بعض تغريداته منحها الحق بضم بعض مناطق الضفة الغربية”.
وكشف أن “نقطة التحول التي بدأت في تاريخ إسرائيل جاءت مع اغتيال إسحق رابين في 1995 على يد ذلك الحثالة الذي أطلق النار عليه، حينها شهدت الدولة انقلابها التاريخي، هناك أناس قليلون في إسرائيل اليوم يحوزون على تجربة عسكرية وأمنية مثل رابين، الذي توصل لقناعة مفادها أنه لا يمكن حل الصراع مع الفلسطينيين بالقوة العسكرية فقط، وهذا الفهم استغرق منه عشرات السنين”.
وأضاف أن “رابين أدرك أننا لن نحقق انتصارا ساحقا على الفلسطينيين؛ ليس لأننا لا نقدر على ذلك، ولكن لأن العالم لن يسمح لنا، لهذا بدأ البحث عن اتفاق سلام للتعايش، حلا ليس عسكريا، وكذلك شارون توصل لهذا الحل، وإن كانت منطلقاته مختلفة عن رابين”.
وختم شافيت حواره بالقول إنني “في نهاية عمري ربما أمر بلحظات تاريخية حاسمة، وفي لحظة واحدة إن جمعت كل المشاكل التي تعانيها إسرائيل، فربما أحضر حقيبة سفري، وأغادر الدولة، إن تحولت إلى المكان الذي لا أريد العيش فيه، فلن أستمر فيها؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يفرض علي الحياة في بقعة لا أشعر فيها أنني حر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى