أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أنا مع أمتي الاسلامية وعالمي العربي وشعبي الفلسطيني

عبد الإله وليد معلواني
قد يسألني سائل ويقول لي: من أنت؟! فأقول له: أنا مسلم عربي فلسطيني، وقد يسألني هذا السائل: كيف تلتقي هذه الأبعاد الثلاثة في ذات واحدة؟ فأقول له: أنا مسلم في عقيدتي وعبادتي وشريعتي وحضارتي وتاريخي وأؤمن بيقين أن المشروع الإسلامي هو الحل لكل البشرية بعامة، وهو الحل للمعاناة التي غرقت فيها اليوم أمتي الإسلامية وعالمي العربي وشعبي الفلسطيني بخاصة. وانا عروبي أعتز بصفاء عروبتي وأؤمن أنه لن ينهض بها اليوم إلا الإسلام، كما أنه لم ينهض بها بالأمس إلا الإسلام، وأؤمن أن العلاقة بين الإسلام والعروبة هي علاقة تلاحم لا علاقة تصادم، ومن أراد أن يفتعل تصادما بينها فهو عدو للإسلام وعدو للعروبة. وأنا فلسطيني أعتز بطهر وطنيتي، وأؤمن أنه لن يجمع شملها ولن ينهض بها إلا الإسلام اليوم وغدا كما بالأمس، وأؤمن أن العلاقة بين الإسلام والعروبة والفلسطينية هي علاقة تلاحم لا تصادم، ومن أراد أن يفتعل تصادما بينهما فهو عدو للإسلام وللعروبة وللفلسطينية. وقد يسألني هذا السائل: هل أنت مع المعسكر الأمريكي أم مع المعسكر الروسي؟! فأقول له: أنا لست مع المعسكر الأمريكي ولا مع المعسكر الروسي وأنا بريء من كلا المعسكرين. وقد يندفع هذا السائل متعجبا ويسألني: إذن أنت مع من؟! فأقول له أنا مع أمتي الإسلامية وعالمي العربي وشعبي الفلسطيني وأدعو إلى ملأ الأرض بالقسط والعدل بعد أن مُلئت بالظلم والجور ولن يتحقق ذلك إلا بسيادة المشروع الإسلامي الكفيل لوحده بتجديد دورة الحضارة الإسلامية التي تحمل رحمة للعالمين، وهو الكفيل لوحده بتجديد وحدة الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني وصياغة معسكر أصيل إسلامي عروبي فلسطيني في مواجهة المعسكر الأمريكي والمعسكر الروسي وقد يماحك هذا السائل ويسألني مستفزا: يقولون إن الواحد منا إن لم يكن مع المعسكر الروسي فهو مع المعسكر الأمريكي؟! فأقول له: إن قائل ذلك هو مخادع أو مخدوع، فأنا لست مع المعسكر الأمريكي ولن أكون مع المعسكر الروسي، وأنا لست مع المعسكر الروسي ولن أكون مع المعسكر الأمريكي، وأنا لست مع أذناب هذين المعسكرين سواء كانوا من العرب او غير العرب، بل أنا أحيى وأموت وأنا مع أمتي الإسلامية وعالمي العربي وشعبي الفلسطيني. وقد يواصل هذا السائل مماحكتي فيسألني: هل أنت مع ما يُسمى محور الاعتدال العربي والذي يتصدره السيسي وابن سلمان وابن زايد، أم أنت مع محور بشار وإيران والحوثيين وحزب الله؟ فأقول له: أنا لست مع أي من هذين المحورين، فالأول منهما تبع لأمريكا، ولولا أمريكا لما ظهر على مسرح الأحداث أصلا السيسي ولا ابن سلمان ولا ابن زايد، والثاني منهما تبع لروسيا، ولولا روسيا لاندثر بشار منذ بضع سنين ولاندثر محوره، ولاندثر الامتداد الإيراني في كل من سوريا واليمن ولبنان. وقد يندفع هذا السائل مماحكا ويسألني: إذا لم تكن مع أي من هذين المحورين فمع من أنت؟! فأقول له: أنا مع أمتي الإسلامية وعالمي العربي وشعبي الفلسطيني، ولذلك كنت منذ اول لحظة نهض فيها الربيع العربي مع الشعب التونسي وليس مع الطاغية زين العابدين بن علي، ومع الشعب المصري وليس مع الطاغية حسني مبارك ولا مع خلفه السيسي، ومع الشعب الليبي وليس مع الطاغية معمر القذافي، ومع الشعب اليمني وليس مع الطاغية علي عبد الله صالح، ومع الشعب السوري وليس مع الطاغية بشار الأسد، وها أنا ذا اليوم مع الشعب الجزائري وليس مع كل طغاة الجزائر، ومع الشعب السوداني وليس مع كل طغاة السودان.
وقد يتعمد هذا السائل استفزازي ويسألني: ألا تطمع بزوال الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المباركين؟! فأقول له بلا تلعثم: بل أفرح بزوال الاحتلال الإسرائيلي وأنا على يقين أنه سيزول، وأفرح بتحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المباركين وأنا على يقين أن موعد تحريرها قريب وعلى الأبواب. وقد يحاول هذا السائل أن يتصيدني بالسؤال فيسألني: إذا كنت تطمع بذلك فلماذا لا تدعم محور السيسي وابن زايد وابن سلمان أو محور بشار وإيران والحوثيين وحزب الله، فكلاهما يتغنى بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى المباركين؟! فأقول له: إن كل هذه المحاور قد استعبدت شعوبها وإن أي طاغية استعبد شعبه لن يكون مؤهلا لتحرير فلسطين ولا القدس والمسجد الأقصى المباركين مهما كانت قوته، وإن طغاة هذين المحورين الذين استباحوا دماء شعوبهم لن يرحموا دماء شعبنا الفلسطيني، وإن هؤلاء الطغاة يوم أن انتهكوا حرمة المساجد على امتداد العالم العربي ويوم أن قصفوها بطائراتهم وهدموها وقتلوا المصلين فيها لن ننتظر منهم أن يغاروا على القدس والمسجد الأقصى المباركين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولن ننتظر منهم أن يقلقوا ويتألموا على حال القدس والمسجد الأقصى المباركين، ولن يفكروا في تحريرهما في يوم من الأيام، فهما ما كانا في جدول همومهم في يوم من الأيام ولن يكونا، وإذا ما تحدثوا عنهما فهو من باب الضريبة الكلامية ليس إلا، ثم لا أرضى في يوم من الأيام ان ننقذ دماء الشعب الفلسطيني على حساب إراقة دماء أي شعب عربي، لأن دماء الشعب الفلسطيني ليست أغلى من دماء أي شعب عربي، بل كلها في القدر سواء، ولا أرضى في يوم من الأيام أن ننقذ أية مدينة فلسطينية على حساب تدمير أية مدينة عربية، لأن أية مدينة فلسطينية ليست أغلى من أية مدينة عربية، بل كلها في القدر سواء، ولذلك كنت ولا زلت على يقين أن تحرر الشعوب العربية من طغاتها هو مقدمة ضرورية لا بد منها لتحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المباركين. وقد يظن هذا السائل أنه سيحرجني فيسألني: إذا كنت بريء من كل هذه المعسكرات والمحاور فهل أنت مع داعش؟! فأقول له: حاشا لله تعالى أن أكون مع داعش، وحاشا لله تعالى أن أدعو إلى تكفير الناس وإراقة دمائهم، بل لا أدعو إلى تكفير أي طاغية إلا إذا صدر منه كفر بواح عليه دليل من القرآن والسنة، ولا أدعو إلى إراقة دماء أي طاغية، بل أدعو إلى التغيير السلمي عبر إرادة الشعوب العربية وبواسطة صناديق الانتخابات. هذا أنا، أما معسكري وأما محوري فهو الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني، ومنهجي هو المشروع الإسلامي، وما توكلي إلا على الله تعالى. والمستقبل القريب فقط لهذا المعسكر والمحور، ولهذا المنهج بإذن الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى