صلة أرحام لا صلة أموال!!

أم البراء جبارين

إن الغاية من صلة الأرحام هي الحفاظ على روابط القربى والمحبة والرحمة حيةَ نظٍرَةً بين أبناء الأسرة الواحدة والعشيرة الواحدة والمجتمع الواحد والأمة الواحدة، ولم تكن غايةُ صلة الأرحام في يوم من الأيام هي تقديم الأموال أو ما يسمى (نقوط العيد) للبنات والأخوات والعمات والخالات وما تفرع عنهن من بنات، وما كانت هذه الغاية هي التنافس إلى حد التفاخر والمباهاة في مبلغ (نقوط العيد) بين من يدفع مئة شيكل أو مئة دولار أو أكثر، مما تسبب بصناعة حرج شديد للكثير من أرباب البيوت، لدرجة إنهم باتوا يمتنعون عن صلة أرحامهم في عيدي الفطر والأضحى لأنهم لا يملكون المبلغ المالي الكبير لدفع (نقوط العيد) لكل (الولايا) التي تجمعهم بها صلة الأرحام، وهكذا أضعنا الغاية السامية من صلة أرحام إلى صلة أموال، ثم هكذا تحول عيدا الفطر والأضحى إلى هم ثقيل على الكثير من أرباب البيوت فينا مع شديد الأسف، وهكذا أحلنا بهجة العيد إلى كابوس!! لذلك أقترح وأنا واحدة من هذه (الولايا) ألا يزيد نقوط العيد عن مئة شيكل وإن وقف الحد عند خمسين شيكل كان أفضل وأولى وأصفى وأنقى، كما أقترح أن نعيد النظر في (طبخة رمضان) وألا نحيلها إلى موسم لكسر ظهور أرباب البيوت منا، فإن كان ولا بد من (طبخة رمضان) فما أجمل أن تقف عند حد الخمسين شيكل ولا تزيد على المئة شيكل، يدفعها أرباب البيوت إلى العصبة الأولى من ( الولايا) والأولى من ذلك أن يقيم كل واحد من أرباب البيوت مائدة إفطار رمضاني باسم ( طبخة رمضان) وان يدعو اليها كل هؤلاء العصبة الاولى من ( الولايا) بشرط أن يقيمها في بيته، وليس في أحد المطاعم الفاخرة، حتى لا تتحول هذه المائدة الرمضانية إلى ميدان تنافس ضارٍ ومباهاةٍ فاسدة بين أرباب البيوت، وهكذا سنبقى كلنا نشتاق إلى رمضان وإلى أيام رمضان ولياليه بعامة وليلة القدر فيه بخاصة، وهكذا سنبقى ننتظر عيدي الفطر والأضحى بفارغ الصبر كي نحيلهما إلى مظلة رحمة ومحبة وتزاور وتكافل تتجدد فيهما صلة الأرحام بين أبناء الأسرة الواحدة والعشيرة الواحدة ولو زاد عددهم على المليون، وهكذا ستبقى مصافحة الأيدي وابتسامات الشفاه وتصافي القلوب ونقاوة الصدور وإزالة الأدران وطرد الأحقاد، هي الأصل الأصيل، وهي السمت الأساس والسمة البارزة في عيدي الفطر والأضحى، وإلا يا ويلنا ثم يا ويلنا ثم يا ويلنا إن أحلنا الغاية الرفيعة اللامعة في هذين العيدين من صلة أرحام إلى صلة شواكل ودولارات.

تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير