أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحلياتمقالات

لمن العيد اليوم!؟

صحيفة المدينة
هو سؤال انطلق في بدايات الثمانينات منذ اللحظة الاولى التي أنشد فيه المنشد السوري أبو مازن رائعته: (اليوم عيد) ولا يزال هذا السؤال يعود على نفسه ويبحث عن جواب، ولا يزال صداه يتردد في ظلمة كل البؤساء، والمعذبين في الأرض: لمن العيد اليوم؟! لمن العيد اليوم؟! لمن العيد اليوم؟!
أهو لقوافل الأرامل والايتام والمشردين الذين لا يزالون منذ عام 1982 يتجرعون آلام مجزرة حماة التي ارتكبها حافظ الأسد والتي حصد فيها عشرات الارواح من اهلها في حماة، ولم يتردد أن يدمر عشرات المساجد؟!
أم هو لقوافل النائحات والجياع الصغار والمرضى المعوقين الذين لايزالون يكتوون بنيران مجزرة تل الزعتر التي ارتكبها حافظ الأسد والتي حصد فيها أرواح الآلاف من شعبنا الفلسطيني، ثم أبقى على الرضع والصغار بلا آباء وأمهات، فبيعوا بالمزاد العلني وهم رضع وصغار للأسر المترفة في أوروبا، ولعل بعضهم بيع لأسر مترفة إسرائيلية، ويعلم الله ماذا أصبحت هوية وانتماء وأسماء هؤلاء الرضع، ومن يدري لعل بعضهم يستلم دورا رفيعا في قوات الاحتلال الاسرائيلي؟!
أم هو للملايين من شعبنا العراقي الذين هاموا على وجوههم يبحثون عن نجاة لهم ولأزواجهم وعوائلهم بعد أن شردهم الغزو الامريكي للعراق منذ بدايات عام 2000!! ذاك الغزو الذي حظي بفتوى من المرجع الشيعي السيستاني الذي أجاز مبدأ التعاون الخياني مع ذاك الغزو الدموي السفاح.
أم هو للملايين من أمتنا المسلمة الذين باتوا ما بين شهيد ومخطوف وأرملة ومغتصبة ويتيم وشريد، بعد أن كانوا ولا يزالون يصلون نار حقد الهندوس في كشمير، ونار حقد البوذيين في بورما، ونار حقد الصينيين في المقاطعات المسلمة في الصين، ونار حقد الصليبيين في أفريقيا الوسطى.
أم هو لستة ملايين شريد سوري لا يزالون يقرعون أبواب أهل الارض بحثا عن لجوء، بعد أن قتل ذويهم بوتين القيصري، وروحاني الفارسي، وبشار الجزار مليونا، وبعد أن سجن من ذويهم كذلك الملايين، وبعد أن أباحوا لأنفسهم هدم بيوتهم وتدمير مساجدهم ورشّهم بالأسلحة الكيماوية وقصفهم بالبراميل المتفجرة المجنونة، وانتهاك أعراضهم، ونهل كل خير في سوريا، وسحق مخيمات أهلنا الفلسطينيين فيها.
أم هو للملايين من شعبنا المصري الذين باتوا ما بين ضحايا مجزرة رابعة وأخواتها، أو أسرى مخطوفين في سجن العقرب وإخوانه، ومشردين ومشردات، كبارا، صغارا مطاردين لا يأمنون على أنفسهم من مخابرات السيسي السفاح، في كل أرض يلجئون إليها حتى لو كانت في آخر الدنيا.
أم هو للملايين من شعبنا اليمني الذين قهرهم الجوع وانهكهم المرض وشلّهم الحصار، وأدمى قلوبهم عويل أراملهم وصراخ أطفالهم، وباتوا ما بين نار إيران المجوسية ممثلة بمرتزقتهم الحوثيين، ونار الصليبية الغربية ممثلة بدموية محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وشتى صعاليكهم.
أم هو للملايين من أهلنا في المغرب العربي: ليبيا والجزائر وتونس وموريتانيا، الذين باتوا ما بين شهيد ومفقود ومخطوف وشريد جوال بين شرق الارض وغربها، بعد أن أدمى عيشهم، القائد السبسي وما هو بقائد، وخليفة حفتر وما هو بخليفة، والرئيس بوتفليقة وما هو برئيس، وولد زيد وعمرو وما هو بولد، ومن يعينهم على فجورهم، بداية من السيسي وانتهاء ببن زايد.
أم هو للملايين من أهلنا في السودان الذين باتوا في كرب عظيم ودهيماء مظلمة لم تدع أحدا منهم الا لطمته لطمة، وكلما قال قائلهم: انتهت، تمادت وأشعل فجورها من جديد قرون الشيطان الثلاثة: السيسي وبن سلمان وبن زايد.
أم هو لأسرة الشهيد جمال خاشقجي التي لا تزال تستمع لصراخه- كأنه الآن- في الافلام الوثائقية التي صورت مشهد زبانية بن سلمان وهم ينشرونه بمناشير كهربائية حادة، وهو لا يزال على قيد الحياة.
أم هو لأسر العلماء الاحرار سلمان العودة وعوض القرني والعمري، التي باتت تعيش العد التنازلي ما قبل إعدامهم، على يد حثالة من حثالات الصبي الحقود بن سلمان.
أم هو لأسر العلماء النابغين الربانيين سفر الحوالي وفوزان وسائر إخوانهم الأسرى وأخواتهم الاسيرات، القابعين اليوم خلف قضبان سجون المضطرب نفسيا بن سلمان، والذين ما عاد أحد يعرف حقيقة مصيرهم الا الله تعالى، حيث بدأت الاشاعات تتحدث عن وفاة بعضهم.
أم هو لأسرة الرئيس المخطوف محمد مرسي، وأسرة المرشد العام المخطوف محمد بديع، وأسرة المرشد المرحوم محمد مهدي عاكف الذي لقي الله تعالى صابرا محتسبا وهو في سجون السيسي، أم لسائر أسر الآلاف من علماء وأساتذة ورجال فكر وإعلام وشباب أحرار، قضوا نحبهم، صادقين على ما عاهدوا الله تعالى عليه، في مقاصل السيسي.
أم هو للأسرى من شعبنا الفلسطيني في شتى السجون الإسرائيلية، أم هو للملايين من شعبنا الفلسطيني، المحاصرين برا وجوا في غزة العزة، أم هو لعشرات الآلاف من شعبنا الفلسطيني الذين باتوا ما بين جريح وأرملة ويتيم.
أم هو للقدس المباركة التي باتت تعاني من ويلات تهويدها، أم هو للمسجد الأقصى المبارك الذي بات يعاني من تآمر الصديق والعدو عليه، أم هو للمرابطين والمرابطات- رجالا ونساء وكبارا وصغارا- الذين باتوا يعانون من مرارة قهرهم لا لسبب، إلا لأنهم يؤدون عبادة الرباط في المسجد الاقصى.
لمن العيد اليوم؟! هل من جواب ؟! نعم هناك جواب سيشرق قريبا على كل الارض بالنور والرحمة والفرح والفرحة، عندما يأذن الله تعالى بنهوض الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وليس على منهاج داعش ولا منهاج “روحانا” الفارسي وبطانته، وليس على منهاج الثلاثي الرخيص: السيسي وبن زايد وبن سلمان، والتي ستملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ان امتلأت ظلما وجورا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى