أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

تحريض صهيوني سعودي مشترك ضد شرفاء الأمة

الأوامر من حماس وإيران!! الفلسطينيون باعوا أرضهم لليهود!! تركيا وقطر ووردة من أردوغان على قبر هرتسل!! هكذا يمكن لخطبة جمعة أن تهز عروشا وتفضح الطابق كله

حامد اغبارية
عندما تجتمع القاذورات التحريضية من الإعلام الإسرائيلي وسفالات الإعلام السعودي ضد شرفاء شعبنا الفلسطيني، وضد قادته الشرفاء ومناراته العلمية والقيادية فاعلم أولا أنك على الحق، واعلم ثانيا أن هناك شيئا ما يحاك في الظلام بين شركاء الشر أولئك ضد شرفاء الأمة، وأن هناك توافقا غير مسبوق في التحريض لتمرير أجندات قذرة، ليس أهمها صفقة قرن الشيطان.
هكذا التقى الإعلام العبرانيُّ الدموي مع الإعلام السعودي الكاذب في تحريضه على قامة من قامات شعبنا الفلسطيني وأمتنا الإسلامية، فضيلة الشيخ كمال خطيب، في حملة غير مسبوقة، وكأنها بتنسيق مسبق.
فقبل أيام شن المستشرق الصهيوني ميخائيل براك هجوما على الشيخ في إذاعة الجيش الإسرائيلي، بسبب خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ كمال يوم 17 أيار الجاري، وكانت تحت عنوان “خادم الحرمين وخائن أولى القبلتين”، تحدث فيها عن الموقف من سياسات الطغمة الحاكمة في حظيرة آل سعود في بلاد الحرمين المحتلة، خاصة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة، والتطبيع مع الاحتلال على حساب قضية الأمة. وقد تساءل ذلك المسخ الفكري، الذي يتلقى راتبه من بؤرة الإفساد الفكري التي تحمل اسم “مركز موشيه ديان للدراسات”، وبنَفَسٍ مليء بالتحريض، تساءل ذلك المحرّض الذي يلبس عباءة الدراسات والأبحاث في موضوع الإرهاب: “من المثير للاهتمام معرفة الأدوات التي ستستخدمها السعودية من أجل كبح مثل هذه التصريحات المعادية لها”. فهل يقصد ذلك المسخ الفكري شيئا آخر سوى تحريض آل سعود على الشيخ؟ وما الذي يمكن لآل سعود أن يفعلوه للشيخ أكثر من منعه من دخول أراضي بلاد الحرمين المنهوبة؟ أما هؤلاء الذين هنا فنعلم أنهم مستعدون لتأدية أية “خدمة” لإخوانهم من حظيرة آل سعود، “من أجل كبح مثل هذه التصريحات”. ثم تبعه مستشرق صهيوني آخر أشد منه انحطاطا وأكبر حقدا وأكثر توسُّعا في الإيذاء، يدعى يحيئيل شابي، من جامعة بار إيلان، فمنح الشيخ لقب “الداعشي”، وهو وأمثاله ممن يزعمون الأكاديمية العلمية ربما أكثر من يعلمون موقف الشيخ من داعش، وهو موقف معلن في أكثر من مناسبة، ويعلم هذا الصفيق أن الشيخ كمال في وادٍ، والدواعش في وادٍ آخر سحيق، يشبه إلى حد بعيد ذلك الوادي الذي يسبَحُ شابي هذا في مستنقعاته، هذا إن لم يكن ذاك الوادي من ذاك المستنقع.
يقول شابي ذاك في تحريضته الفيسبوكية: “إن القيادي الداعشي كمال خطيب يهاجم حليفنا ترامب ويتهم الملك سلمان بالخيانة لأنه يسعى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في إطار سلام الشجعان، ولا أدري لماذا هذا الذي كان نائبًا لرئيس الحركة الاسلامية التي حظرناها وأخرجناها عن القانون، والمنظّر الإيديولوجي للإخوان المسلمين، ما يزال يتنفس ويطعن ويهاجم حلفاءنا، لماذا هو ليس خلف القضبان، ماذا تنتظرون؟ أريد تفسيرًا لذلك!”.
عندما يبدأ الإعلام وقمامات الأكاديميا بالتحريض فاعلم أن شيئا ما قذرا يُطبخ، غير أن هذا كله لا يحرك في أجساد الشرفاء شعرة، ولا يزحزح الأوفياء لهويتهم وعقيدتهم ودينهم وقضايا أمتهم عن طريق الحق قيد أنملة، حتى لو كانت الحرية أو الأرواحُ هي الثمن.
ثم فجأة (وربما ليس فجأة!) يخرج علينا إعلامي سعودي ليشن حملة تحريض على الشيخ بنفس الروح وبنفس الدجل والأكاذيب. فقد تقيأ المُخبر الإعلامي محمد البشري جملة من التخرصات وألقى الكلام على عواهنه، ظنا منه أن أحدا لن يفحص حقيقة تقيؤاته. فقد اعتاد هؤلاء على شعوب كالقطيع؛ إذا قال الزعيم قالوا، وإذا مال الأمير مالوا، وإذا قال الإعلام صدّقوا وصفّقوا. ولم يعلم ذلك التافه أن هناك من شرفاء الأمة من يقف للدجالين والكذابين بالمرصاد. فقد اتهم البشري فلسطينيين، ومنهم فضيلة الشيخ كمال خطيب، بشتم الشعبين السعودي والإماراتي. وهذا كذب صريح، ليس له على أرض الواقع دليل ولا قرينة. فلم يصدر عن أحد من أبناء شعبنا من الذين يتصدرون المشهد السياسي والإعلامي سبّا ولا إهانة للشعبين السعودي والإماراتي الشقيقين المظلومين مثلنا تماما، وربما أكثر، بل إن الكلام موجه إلى الحكام اللصوص الرابضين على صدور أبناء ذينِك الشعبين الكريمين. فليأت هذا الكذاب المدعو البشري بتصريح واحد فيه سبٌّ للشعبين المذكورين!! غير أن غاية ما في الأمر أننا إلى الآن متعجبون من حجم صبر شعبي السعودية والإمارات على قبائح الحكام وفعائلهم وخياناتهم. ونحن على يقين أن لحظة انفجار بركان الغضب الشعبي قريبة جدا، ولن يطول الزمان الذي ستطيح الشعوب بهؤلاء الفجرة بسبب فسادهم وجرائمهم بحق الأمة وبحق دينها وجرّاء عمالتهم للصهيونية والصليبية.
ثم يزعم ذلك التافه الكذاب الأشر أن هؤلاء الفلسطينيين (ومنهم الشيخ كمال طبعا) تركوا من يحتل ّ أرضهم من اليهود، “الذين داسوا رؤوسهم ومرغوا أنوفهم في الرمال”، وأصبحوا يشتمون السعودية والإمارات، والهدف هو خدمة قطر وتركيا!! ولاحظ لهجة التشفي والحقد والبغضاء التي تقطر به كلماته وهو يقول “داسوا رؤؤسهم…”!! أرأيتم أرخص من هذا وأحطّ؟ أم رأيتم أكذب من هذا؟ ألِمثل الشيخ كمال وإخوانه وما يمثله وما يحمله يقال إنه ترك من يحتل أرضه وأمسك بتلابيب آل سعود؟ قبح الله الكذابين! وهل سقطت فلسطين في يد الصهيونية إلا بخيانات من كانوا يسيطرون على جزيرة العرب وأرض الحجاز يوم تآمروا على خليفة المسلمين عبد الحميد الثاني، وأسقطوه خدمة للمشروع الصهيوني وطمعا في المُلك الذي سفكوا – وما زالوا يسفكون-دماء الأحرار والأبرياء والشرفاء من أجله؟ هل سقطت فلسطين في أيدي اليهود إلا بتآمر جيوش الأنظمة العربية، التي حاربت في الحقيقة عام 1948، من أجل تمكين اليهود من فلسطين؟ يعلم هذا السفيهُ أن الشيخ كمال وإخوانه وأمثالهم ممن تبقى من شرفاء هذه الأمة المغدورة من حكامها، إنما يدفعون إلى هذه اللحظة الأثمان الباهظة بالذات بسبب وقوفهم الصلب والأصيل في وجه سياسات الاحتلال وبسبب دفاعهم عن المسجد الأقصى المبارك وعن حقوق شعبهم الفلسطيني، وعن مقدسات أمتهم في فلسطين المغتصبة. ويكفي هذا الكذاب أن يراجع أرشيف إعلام السعودية والإمارات ليجد الجواب على افتراءاته هناك. غير أن البشري وأمثاله يظنون أن شعوب هذه الأمة ما زالوا قطيعا يصدقون ما يقال لهم، وأنّى لمثله أن يعلم أن الشعوب قد أصبحت أكثر وعيا وأكثر تمحيصا لما يقال لها، خاصة في إعلام أنظمة العار، التي بات تآمرها ضد الأمة مفضوحا مكشوفا؟ ثم زعم البشري هذا أن السعودية والإمارات يقدمون الدعم المادي والسياسي والإعلامي لقضية الشعب الفلسطيني، مصورا الأمر وكأنهم يصنعون معروفا للشعب الفلسطيني، وكأن هذا ليس من واجبهم، بل من أوجب واجباتهم. علما أن ذلك الذي يسميه “دعما” لا يرقى إلى المستوى المطلوب، بل هو لا يرقى حتى لمستوى الدعم الفنزويلي على سبيل المثال، بل هو في الحقيقة مجرد ضريبة كلامية يدفعون بها عن أنفسهم واجبهم الحقيقي في العمل على تحرير بلاد المسلمين من كل الاحتلالات؛ الصهيوني والأميركي والأوروبي والروسي والإيراني وغيره.
ثم يزعم هذا الكذاب أن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود. وهذه فرية لم يقل بها حتى مؤرخون صهاينة بحثوا في شؤون نكبة فلسطين، التي كان لأنظمة العار العربية الدور الأكبر والأخطر فيها. فإن أكثر الأبحاث الصهيونية تحاملا على الشعب الفلسطيني، لم يذكر أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود، كما روجت لذلك الدعاية الصهيونية، وأن الذين باعوا لأسباب مختلفة، منها الوقوع ضحية خداع (كما يحدث في عقارات القدس هذه الأيام، بفضل السعودية والإمارات) لا تتجاوز نسبة ما باعوه 0,25% من مجموع أراضي فلسطين التاريخية، (وحتى هذا الرقم مشكوك في صحته ودقته). وبذلك ينفي هذا الكذاب المدعو البشري عن العصابات الصهيونية جرائمها في تنفيذ النكبة ضد فلسطين وشعبنها، ليحمل الضحية تهمة بيع أرضه؟ وكأن القضية تجارة وشطارة! قبّح الله الكذابين!
ويزعم هذا الأفّاك أنه يملك على ذلك أدلة ووثائق. فليعرضها على الملأ إذاً، فلِمَ التأخير والتلكؤ؟ نحن متشوقون لرؤية تلك الوثائق المزعومة وسماع تلك الأدلة الموهومة!!
ثم يدلق البشري ما في بطنه من قاذورات، ويبق الحصوة التي في فمه، تماما مثل أسياده من حظيرة آل سعود، الذين كلما دق الكوز في الجرة، وكلما انفضح طابقهم شنوا هجوما مضادا على تركيا وقطر، وكأن ما يقولونه عن تركيا وعن قطر – لو صحَّ أصلا- يبرر لهم خياناتهم لقضايا الأمة وسفكهم لدماء المسلمين إرضاء للصهيونية والصليبية. هذا علما أن قطر بالنسبة لنا ليس شيئا “برنجي” ولا هي خارج دائرة النقد، وفيها قاعدة عسكرية أمريكية تخرج منها الطائرات التي تقتل المسلمين، لكن مواقفها أشرف من مواقف هؤلاء الخونة، الذين سقطوا في مستنقع العمالة لأمريكا وربيبتها تل أبيب. يا أخي فلتكن قطر مثل فنزويلا؛ دولة كافرة من أصلاب كفرة، لكنها تدعم قضية الشعب الفلسطيني وتعادي الاحتلال الصهيوني والأميركي. يا أخي لنقل إن قطر نجحت في التمثيل علينا، فمثلوا أنتم علينا وانجحوا في تمثيلكم، أيها الخونة. أما مقولة البشري إن أول دولة إسلامية طبعت مع تل أبيب هي تركيا ولا زالت تتعاون معها إلى الآن، فنقول: نعم، منذ 1949 ارتبطت تركيا الأتاتوركية العلمانية بالكيان الصهيوني بعلاقات واتفاقيات أغلبها سري. فتركيا يوم أقامت تلك العلاقات لم تفعل ذلك لأنها دولة إسلامية ولا حامية الخلافة الإسلامية، بل فعلت تلك الجريمة كدولة علمانية تحارب كل مظهر إسلامي في أراضيها. وكل ذلك بفضل خيانة قبائل العرب في جزيرة العرب، ومنهم آل سعود وآل خليفة وكل الآلات بأشكالهم وأصنافهم وقبائحهم، تلك الخيانة التي أضاعت الأمة يوم تحالفت مع الصليبية والصهيونية لإسقاط الخلافة. فعلاقة تركيا إذن مع تل أبيب، هي من ثمار الحصاد المر الذي بذرتم بذوره أيها البشري وأمثالك من إعلام العار التابع لأنظمة العار. أما أن أردوغان زار تل أبيب أيام حكومة شارون، فنعم، وهذا موجع ومؤلم، وما كان يجب أن يحدث، ولكن ما أدرانا بماذا ربط الأتاتوركيون تركيا من اتفاقيات لا يستطيع أي رئيس حكومة أو رئيس التخلص منها بسهولة. ولكن أن يقال كل هذا عن أردوغان وكأنه هو الذي خان ومارس العمالة، فهذا ما لا يصدقه ذو لب فطن. فالذي يتابع سياسات تركيا اليوم يلحظ تماما كيف تسعى أنقرة إلى التخلص من كل تلك الموبقات التي أغرقها فيها العلمانيون الأتاتوركيون، في الوقت الذي تزحف فيه السعودية والإمارات للارتماء في أحضان الصهيونية. والفرق واضح بين الحالتين، ولكن لا يراه إلا منصفٌ عدلٌ يتبع الحق ولا يميل. وأما اتهام أردوغان بأنه وضع إكليلا من الزهور على قبر هرتسل، فهذه فرية وأكذوبة يرددها خصوم تركيا من العرب بين الحين والآخر، وكأنهم يريدون أن يقولوا إن أردوغان؛ هذا الذي تقولون إنه يريد استعادة أمجاد العثمانيين، وضع الزهور على قبر هرتسل الذي ساهم في هدم بنيان العثمانيين. والحقيقة أن هذا لم يحدث. فأردوغان لم يصل قبر هرتسل أصلا، وما تبثه قنوات الكذب والدجل وتقدمه للجمهور على أنه زيارة لقبر هرتسل هو زيارته لمؤسسة “يد فشم” لضحايا النازية. وشتان بين الأمرين.
أما ما يثير الضحك والشفقة في آن، فزعم البشري هذا أن هؤلاء الفلسطينيين يحملون فكر الإخوان المسلمين (وكأنها جريمة وتهمة) ويأتمرون بأمر حماس التي تأتمر بأوامر إيران!!! وين سمعنا هذا الكلام قبل هيك يا ربي؟!! نعم… لقد حزرتم… في إعلام أشقائهم في تل أبيب… ذلك أنهم يرمون عن قوس واحدة… ويبدو أن الشيخ كمال قد أوجع شماريخ المشروع الصهيوني من أمثال ميخائيل براك ويحيئيل شابي، كما أوجع فراطيش آل سعود أمثال محمد البشري. لقد أوجعتْهُم الحقيقة، حتى أخرجتهم عن طورهم وأفقدتهم اتزانهم، ذلك أن المفلس من لا بضاعة له إلا الكذب والدجل والتحريض، وقلب الحقائق وتزوير التاريخ والعمالة والضحالة والسطحية والخبل وتقيؤ قاذورات الكلام وتوافه إفرازات الأدمغة التي توقف عملها منذ مائة سنة..
وخاتمة القول إن المشروع- الطريق الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، وهو الإسلام، سيستمر وسيبقى شامخا كالجبال الراسيات، وسيتحقق وعدُ الله ومبشرات رسوله صلى الله عليه وسلم، وستزول كل الأدران والثآليل والنتوءات والدمامل أمثال آل سعود وآل زايد وآل خليفة وآل نهيان وآل نبهان وآل شدهان وآل فليحان وآل شديقان، ومعهم ستزول آيات إيران العظمى والصغرى والوسطى، وستزول أنظمة العار العسكرية من آل الأسد والسيسي وبقايا بوتفليقة ومخلفات البشير وجنرالات الإجرام أمثال حفتر، وعصابات القتل أمثال حزب الله والحوثي والحشد الشعبي وسائر مليشيات الدم.. سيشفى جسد الأمة من كل هذه الأوبئة والأمراض، وستتعافى وتنهض كالمارد الذي يسحق كل ما يعيق طريقه. وستختفي من المشهد الإعلامي كل تلك الوجوه القبيحة السمجة التي احترفت الكذب والدجل وقلب الحقائق والافتراء على الشرفاء وخدمة أعداء الأمة. وستكون القدس هي الوُجهة، والأقصى هو العنوان والنهاية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى