أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

أم الحَسَن…. شقيقة الدرب… لقاؤنا عند الرب

أختي صديقتي جارتي نصفي الآخر …. أُم الحسن. تتمثل أمامي صورة تلك الفتاة التي تحملُ في قلبها جذوَة الإيمان وتضج روحها حبًا لله منذ الصغر.

أنعم الله عليَّ بصحبتها منذ كانت وردة غضةً ازهرَ بُرعمها حتى أصبحت على مر الأعوام حدائقَ بهية تأوي إليها قلوب المتعبين فتغدق عليهم من طيبات فؤادها، وتربت عليهم بابتسامتها المشرقة، وتنصت لتساؤلاتهم فتنصحهم بكل حكمة وفطنة.

كنتُ ألمح في عينيها بريقَ شغف السّير إلى الله وتحرّي ما يحبه سبحانه ويرضاه.

أطاعت الله بجلبابها وحجابها فكانت أول من لبسته في بلدنا.. واختارت طريق العلم الشرعي لتسافر الى قلقيلية تطلبه فتعود الى بلدها تعلّم الناس وتدعوهم الى الله عز وجل.

فما فتأت تتعلم وتُعلم حتى في آخر لحظاتها وتسابق الى الله عز وجل فكان شعارها “وعجلت إليك ربي لترضى”.

حياة زاخرة بالأحداث جمعتنا… بحلوها ومرها، بصبرها وتضحياتها، بألمها وأملها، ببكائها وابتساماتها، سِجِّل حافل ينطوي بآخر صفحة عند نقطة النهاية، بمدادِ قلم القدر وتوقيع الموت تختتم الصفحة، تُفرّقنا الدنيا وتجمعنا الآخرة.

من رحم الألم يولد الأمل، وفي الموت حياة، وما الدموع إلا وقود للاستمرارية، وما فراق المحبين إلا دافع لإكمال الطريق الذي ساروا عليه، ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة؛ فوجع الفراق ولّد لديهم القوة والعزم والإصرار لأن يكونوا خير خلف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يحفظوا العهد والميثاق، فما ضعُفوا وما استكانوا وما توقفوا ولكنهم فتحوا البلاد وخاضوا البحار وحملوا الراية جيلًا بعد جيل.

وحملت أم الحسن الراية فما ضعُفت وما استكانت وما توقفت حتى خاطبها القدر أن استريحي.

وهذه رسائل أحببت أن أقولها:
1. إلى بنات وأولاد أم الحسن عندما أراكم فكأني أراها، روحها ممتدة بكم..إنّ برها لا ينقطع ، بل هو ممتد بالصدقة والدعاء لها، وإنها كانت تتمنى أن تسعد بثباتكم على الدين وبنجاحكم وتميّزكم والسير على ذات الطريق، فتوكلوا على الله، زادُكم الصبر وماؤكم الاستعانة بالله، لتكونوا من عباد الله الصالحين، حتى إذا لقيتموها بإذن الله في الدار الآخرة أثلجتُم صدرها وقرّت عينها بكم.
٢. إلى الأخوات في مركز البيان لتحفيظ القرآن وأخواتها في الدعوة في البعينة، أراكنّ فأراها، طيفها يرفرف حولكنّ، فلعلها تكون وقفة لنا من جديد، نجدد فيها النية ابتغاء مرضات الله، نضاعف من جهودنا في دعوتنا ومشاريعنا والسّعي في رفع وعي الأمة والتعاضد والتكاتف والتراحم فيما بيننا.
٣. شيخنا ومربينا الفاضل الشيخ عبد الرحيم… أم الحسن، كانت نِعم الزوجة الداعمة والمشجعة حتى تزدادَ علمًا وإيمانًا وتفيض على طلبة العلم والناس مما علمك الله وتنشر هذا الهدى والنور لرفع الجهل عن أمة الإسلام والقيام بالتربية الروحية لإنشاء فاعلين وداعين لله على بصيرة من أمرهم، فكلنا أمل أنك ستكمل البرامج والدروس كما كانت تحب ذلك وتفرح.
قال التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني: “أيظنُ أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا؟ كلا، والله لنزاحمنّهم عليه زحامًا حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالًا “.

وأقول: فلنتنافس في نشر العلم والدين حتى تعلم أم الحسن أنها خلّفت وراءها نِعم الصحبة، نِعم الأخوات ونِعم البنات.
وأخيرًا: وكأني بأختي أم الحسن تنادي عليّ متمثلة بأبيات من شعر سيّد قطب رحمه الله تعالى:
“أخي إن ذرفتَ عليّ الدموع
وبللّتَ قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع
وسيروا بها نحو مجد تليد
أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا
فروْضاتُ ربي أعدت لنا
و أطيارُها رفرفت حولنا
فطوبى لنا في ديار الخلود

فسلام وسلام على روحك الطاهرة
محبّتك: عالية أبو شيخة- أم محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى