أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

مشاركة حاشدة في حفل إشهار كتاب “حتى نفهم المرحلة” للراحل عبد الحكيم مفيد

موطني 48

استضافت قاعة المدرسة “الأهلية الثانوية” في مدينة أم الفحم، مساء اليوم الأربعاء، حفل إشهار كتاب “حتى نفهم المرحلة” للكاتب والإعلامي، القيادي في الداخل الفلسطيني، المرحوم عبد الحكيم مفيد، وغصّ الحفل بالمئات من أبناء قريته مصمص ومدينة أم الفحم ومختلف البلدات العربية.

دعا إلى الحفل وأشرف على رعايته وإصدار الكتاب، لجنة أصدقاء المرحوم، والعائلة، منتدى صحيفة “المدينة” و”إعلام حكيم”.

والكتاب، عبارة عن مجموعة مقالات، كتبها الراحل في وسائل الإعلام والصحافة المحلية، وتناولت أهم الملفات المحلية والإقليمية والدولية.

تولى عرافة الأمسية، الصحفي طه اغبارية، مرحّبا بالحضور، وأكد أن “عبد الحكيم مفيد” جمع الناس إليه في حياته ومماته، عبر إشراقاته وبصماته في مختلف المجالات. وقال اغبارية، إن حفل إشهار الكتاب، كان مقررا في تشرين الثاني عام 2018، لكن وفاة والد عبد الحكيم، الحاج مفيد صالح، حالت دون عقده، وطلب من الحضور قراءة الفاتحة على روح عبد الحكيم ووالديه وأموات المسلمين. ثم كانت البداية بتلاوة من القرآن الكريم للأخ محمود أحمد أبو بكر.

سنبقى على نهجه

كلمة العائلة، ألقاها عمر عبد الحكيم نجل المرحوم، وعاهد فيها والده بالمضي على طريقه ونهجه، في الفكر والحفاظ على الهوية الفلسطينية والعروبية والإسلامية، وتناول بعض المحطات مع حكيم كأب ورب أسرة، رعاها وربّاها على العقيدة وحب الناس والانتماء لهموم شعبنا.

أصابت رؤيته في العديد من القضايا
ثم كانت مداخلة، للأستاذ والباحث صالح لطفي، صديق وزميل المرحوم، وتحدث عن “عبد الحكيم الكاتب المستشرف المتابع لقضايا الساعة، الذي سبق غيره من المتابعين في تسليط الضوء على قضايا وتحديد الرؤية الملتزمة منها”.

وقال إن “حكيم كتب في عدة محاور، منها الداعشية الإعلامية والداعشية العلمانية، والمحور الإيراني وشبكة علاقاتها العلنية والسرية، والمحور الفلسطيني، ووهم الدولة الواحدة، والمحور الإسرائيلي، وتحدث عمّا أسماها “الظاهرة البيرسية، نسبة إلى مدرسة شمعون بيرس السياسية والفكرية، وكان المحور الآخر هو كتابته في الذب عن الدين والمعتقدات والأخلاق والشريعة والتوحيد، كأساس للهوية”.

وأوضح أن “حكيم خرج عن النص السياسي المتعارف عليه، معتبرا أن السياسة يجب أن تستند إلى الأخلاق بعيدا عن شبكة المصالح التي تميز العمل السياسي في وقتنا الراهن”.

وحول رؤية حكيم للنظام العربي، قال لطفي “لخّص حكيم أزمتنا في أنها تبدأ من واقعنا المرتهن، إلى جانب تلخيص سيرورة الأمة منذ سايكس- بيكو إلى هذه اللحظات”.

وأشار صالح لطفي، إلى رؤيته المخالفة لعبد الحكيم في تحليل عدة موضوعات منها “ذهابه إلى ان إيران وداعش وجهان متناقضان لعملة واحدة في خدمة المصالح الأمريكية” وقال “خالفته في ذلك من منطق تعريفاته السياسية التي خطّها بيده، لأنني أؤمن أن داعش وإيران تستندان في نهاية الأمر إلى مرجعيات فكرية وسياسية ويتحركان وفق منطق المصالح السائد والمسيطر في العلاقات الدولية”.

وقال إن القدس والأقصى كانت حاضرة في رؤى حكيم السياسية “وتكهن بالعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، وبما ستؤول إليه الأمور في القدس والأقصى”.

وخلص إلى القول إن “عبد الحكيم مفيد، استند الى عقيدة تدرك أنه من بطن المحنة تخرج المنحة، وكان دائم التفاؤل في أن الغد أفضل بإذن الله تعالى”.

كان مؤسسا في الحركة الوطنية
الكاتب الصحفي سليمان أبو رشيد، قال في معرض كلمته “نجتمع اليوم في حضرة الغائب الحاضر، الحاضر بفكره، القائد عبد الحكيم مفيد، كان مناضلا مدافعا عن قضايا شعبنا في كل مكان، في حيفا، والنقب، والمثلث والجليل، وكان مؤسسا في الحركة الوطنية وابنا للمشروع الإسلامي في آن واحد”.

وأضاف أبو رشيد “اختلفنا معه حول سوريا والموقف من إيران وحزب الله، والحركات النسوية، لكنه أبقى دائما على “شعرة معاوية” مع الجميع، وبهذا تميز، عبد الحكيم بدأ مشواره في صحيفة “الراية” و”الميدان” التابعات لأبناء البلد، كان سيفا على الأعداء وحادا مع الخصوم السياسيين لم يهادن أبدا، ومع ذلك ظل صديقا للجميع وابن الحركة الوطنية وابن فلسطين البار”.

وختم سليمان أبو رشيد بالقول “كان هدفنا مع حكيم واحدا، هو فلسطين، رغم اختلافاتنا، نعاهده أن نبقى متمسكين بنهجه وخطه، رحمه الله”.

قلم عبد الحكيم كان صاحب الإصابة المباشرة
الكلمة الختامية في الحفل، كانت للشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، وبدأها بالقول: “اعتاد العرب أن يكون عندهم احتفاء وابتهاج غير عادي، حينما يولد في القبيلة فارس يحمل سيفا، او يولد شاعر يحمل قلما، أو يحمل لسانا، وبمقدار فرحها بهذا الفارس أو الشاعر، يكون حزنها أكبر إذا ما فقدته”.

وفي صوت تخنقه الدموع قال الشيخ كمال: “فقدنا قلم عبد الحكيم، في أحوج مرحلة لفكرة أو مشروع أو حركة، تكون فيها بحاجة الى كاتب وإلى إعلامي وتحتاج الى صاحب قلم، يدافع وينافح ويرد السهام، نعتز أن في دعوتنا أقلام كثر، لكن لا اتردد بالقول إن قلم عبد الحكيم كان دائما هو صاحب الإصابة المباشرة، دون أن يتلعثم، ولم يكن يجامل أبدا، رفض أبدا أن يؤجر قلمه لأن تأجير الأقلام كثير في هذا الزمان، اختار دائما التجديف بعكس التيار وهذا في غاية الصعوبة لا يتقنه الا السباح الماهر، ولا يقدر على الكتابة بعكس التيار إلا صاحب القلم الجريء وهكذا كان عبد الحكيم”.

وأكد أنه “من مزايا شخصيته، أنك في كل ظرف ومرحلة تكتشف فيه من الخصال، كان مثل المنجم يعطي دائما ويزيد في العطاء، آمن بالمشروع الوطني دون أن يقزّم انتماءه لعروبته، وآمن بالمشروع القومي دون ان يقزم حبه للمشروع الإسلامي، وجمع بين هذا كله ولا تناقض في ذلك أبدا”.

ولفت إلى سعي عبد الحكيم المفيد الدائم للبحث عن الحقيقة والمعلومة التي ينصر من خلالها قضايا أمته “كتب في شأن البوسنة، وذهب إلى هناك، كتب عن كوسوفو وذهب إلى هناك، كتب عن مخيم جنين وذهب إلى هناك، لكن أكثر ما أدمى قلمه هو ما يجري في سوريا، وقد تفاعل معه بشكل كبير”.
وتحدث الشيخ كمال خطيب، عن صلابة عبد الحكيم في مواقفه، رغم ابقائه على خط العلاقة والصداقة مع الجميع، ممن اختلف معهم في الملف السوري وغيره من الملفات.

وقال إن “ما ميّز كتابته أيضا، أنك كنت تقرأ بين السطور انفعالاته وغضبه، بل كنت تدرك أن كتب هذا المقال وهو في حالة ارتياح، وكتب ذاك وهو غضبان، كما أنه أجاد الدعابة حتى في الكتابة وهي ليست مسألة سهلة”.

وقرأ الشيخ كمال خطيب، مقتطفات من مقالات لعبد الحكيم، تطرق فيها إلى ملفات عدة، من بينها موقفه من داعش والملف السوري، وأضاف “لقد كان كلامه في داعش، امتدادا من رؤية الحركة الإسلامية في قضية داعش”.

وتطرق إلى كتابات حكيم في الشأن الفلسطيني وموقفه من السلطة وأوسلو ووهم “الدولة الفلسطينية”، إلى جانب رؤيته للمخاطر التي تتهدد القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وفي كلمات اختلطت فيها الدموع، أنهى الشيخ كمال خطيب قائلا: “كلنا سنموت في نهاية الأمر، ولكن الأفكار لا تموت ابدا وما تخطه الأقلام سيبقى مخلدا لما يكون القلب صادقا، أقول له اطمئن يا أبا عمر، عهد منّا أن نظل على الطريق رغم الحظر والملاحقة ومحاولة أن تحيد الحركة ورسالتها وفكرها عن الواقع، عهد منا لك، بعد عهدنا مع الله ورسوله، أن هذا الصوت لن ينخرس في اندفاعته نصرة للحق، لا أقول وداعا ولكن إلى لقاء على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

هذا وقام السيد مجدي أبو الحوف، خلال الأمسية، بتقديم درع تقديري لعائلة الراحل عبد الحكيم مفيد، استلمه نجله عمر، ونقشت فيها كلمات مأثورة لعبد الحكيم، وهي: “في العقيدة لا مجال للتفاهم ولا لأنصاف الحلول، لنيل الإعجاب… هذا أغلى ما نملك وبدونه سنصير إمعات على شبكات التواصل نبني أوهاما ولا ننال احتراما”.

وقال أبو الحوف في كلمة مقتضبة “يأتي هذا التكريم من باب الاحترام والتقدير لأستاذنا عبد الحكيم مفيد الذي كان يتابعنا خلال دراستنا الجامعية ويزورنا بشكل دائما ويقدّم لنا الفائدة تلو الفائدة التي جعلتنا نرتقي في فكرنا وحياتنا”.

تجدر الإشارة إلى أن جرى توزيع كتاب “حتى نفهم المرحلة” على الحضور، في نهاية اللقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى