أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

نحو انتخاب مباشر للجنة المتابعة

توفيق محمد

صحيح ان انتخابات الكنيست أسفرت عن مشاركة عربية هزيلة جدا تراوحت حتى الساعة الثامنة والنصف مساء حول الـ 30%، وهي ما تزال الى الآن حديث الناس كل الناس، وملخص هذا الحديث ان مصلحة العرب في الداخل بعيدة كل البعد عن الكنيست، وأنه قد آن الأوان للبحث عن بديل أو بدائل خاصة بعد استفحال العنصرية المتأصلة أصلا في المجتمع اليهودي تجاه العرب والوجود العربي في بلادنا نحن، وان كان نقاشنا أصلا هو حول مبدئية المشاركة في انتخابات الكنيست من عدمها وليس حول الفائدة او الجدوى المرجوة من هذه المشاركة، ولكن ذكر الجدوى من عدمها إنما يأتي في سياق المؤيدات للموقف ليس الا.
بعد ان انتهت هذه الانتخابات وخلال الأسبوع الحالي أيضا تلقيت مكالمات وجمعتني مناسبات مع عدد من المثقفين والمهتمين، وكان ملخص حديثنا حول الجدوى من انتخابات الكنيست وانه لا بد من التفكير في البديل الأنسب لهذه الانتخابات وهو الانتخاب المباشر من قبل الجماهير العربية للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، أحد أولئك الأفاضل يحمل درجة الأستاذية في القانون (بروفيسور) احترمه جدا وأثق بمهنيته واستقامته بات مقتنعا ان المشاركة في انتخابات الكنيست باتت مهزلة وان العرب فيها لا مكان لهم مع تأكيده انه من الممكن ان يسجل أعضاء الكنيست العرب بعض الإنجازات الهامشية التي لا تذكر، وموافقته على ادعائي ان وظيفة عضو الكنيست ليست وظيفة تنفيذية وانما وظيفة تشريعية، وان المهام التنفيذية والميزانيات هي من مسؤوليات الجسم التنفيذي وهو في حالتنا رؤساء السلطات المحلية العربية.
انتخاب لجنة المتابعة العليا كان طرحي الذي وافقني عليه الأستاذ وعدد كبير ممن تناولت وإياهم أطراف الحديث مؤخرا من المهتمين والمسيسين، لكنه سال هل تقصد بانتخاب المتابعة ان تكون حكومة بديلة، قلت هذا كلام كبير، وليس هو المقصود انما المقصود هو ان تنتخب جماهيرنا من ترى نه يجب ان يمثلها في كل نضالاتها وتحدياتها اليومية التي باتت تتكاثر يوما بعد يوم.
ليس سرا ان انتخابات الكنيست لا تعبر عن الحجم الجماهيري الحقيقي لمن يشاركون بها من مجتمعنا في الداخل الفلسطيني بل ان الأصوات التي يحصلون عليها هي أكثر بكثير من حجمهم الطبيعي في أوساط هذه الجماهير وبتنا نرى ذلك من خلال المشاركة الهزيلة في كل النشاط الذي تدعو اليه هذه الأحزاب ومن خلال المشاركة في انتخابات الكنيست الأخيرة، فاذا علمنا ان 30% هم عدد المشاركين الحقيقيين في هذه الانتخابات وان الـ 19% الذين ازدادوا خلال ساعة ونصف يزدادون كما يعلم الجميع من خلال تقاسم الأصوات غير المصوتة أصلا بين المركبات المختلفة داخل الصندوق، واذا علمنا ان 30% من العدد الكلي للمصوتين العرب صوتوا لأحزاب صهيونية فإننا نخلص الى نتيجة مفادها ان 20% هم المصوتون الحقيقيون الذين تقاسمتهم أربعة أحزاب عربية خاضت انتخابات الكنيست الأخيرة، وليس هناك من شك بان هذه النسبة قليلة جدا جدا، ولكن الملفت ان هذه المكونات هي ذاتها من تتركب منها في الغالبية العظمى لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وعليه فإن السؤال الذي يسأل هو الى متى تبقى تتشكل لجنة المتابعة العليا من المحاصصات الحزبية المبنية على توهمات القوى الحقيقية لها في الشارع الفلسطيني في الداخل في الوقت الذي من الممكن ان تكون القوى المنتخبة لهذه اللجنة من قطاعات أخرى اكبر بكثير؟ الم يأن الأوان ان نحترم جميعنا إرادة أهلنا الذين باتوا يمطروننا في هذه المطالبات وبحق؟ ألا يحق لهم ان ينتخبوا ممثليهم لهذه اللجنة كما تفعل كل الشعوب المتحضرة؟
في الانتخابات السابقة أوهمتنا الأحزاب المشاركة في الكنيست بمقولتها ان المشتركة “إرادة شعب” وتبين فيما بعد أنها إرادة مصالح حزبية ومحاصصات مقعدية لا علاقة لها بالشعب ولا بإرادته، بقدر ما لها علاقة بعدد المقاعد الني يطالب بها كل مركب ومكانه في القائمة، لكن الآن هناك إرادة شعبية حقيقية بإجراء انتخابات مباشرة للجنة المتابعة العليا، بل ان عددا لا باس به من المثقفين والحقوقيين الذين تناولت وإياهم أطراف الحديث بات يطالب ان يذهب المتفقون على مبدأ الانتخابات المباشرة الى هذا الخيار بغض النظر عن موقف المعارضين لهذا المبدأ، ورغم محاولات اقناعي لهم بأن هناك ضرورة للتوافق بين الجميع حول هذا الخيار إلا أنهم باتوا مقتنعين أنه في حال تعنت أطراف معينة على موقفها السلبي من الانتخاب المباشر للجنة المتابعة فانه لا بد من الذهاب الى هذا الخيار.
لذلك فان الذي أرى انه يتوجب علينا كلجنة متابعة في هذه المرحلة هو ان نستفيد من كل هذه الطروحات التي باتت تغزو مجتمعنا وأن نحسن الاستجابة السريعة لإرادة الشعب التي تريد الذهاب لانتخابات مباشرة للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، والا فان هذه الجماهير ستلقننا درسا كما فعلت مع الأحزاب التي ادعت أنها تمثل إرادة الشعب قبل أربع سنوات.
لقد آن الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى