أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتدين ودنيامحليات

ترجمه في مرحلة سابقة للغة الإنجليزية… البروفيسور أسعد بصول يترجم معاني القرآن الكريم للغة العبرية

ساهر غزاوي

بتكليف من “مجمَّع الملك فهد” لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة، أتم البروفيسور أسعد نمر بصول، ابن قرية الرينة والمقيم منذ عقود في الولايات المتحدة الأمريكية، مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية، وكان قد ترجم قبل سنوات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية.

حول مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية أجرى “موطني 48” مقابلة خاصة مع البروفيسور أسعد بصول، المتواجد حاليا في قريته الرينة، قبيل عودته مطلع الشهر القادم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

يقول “إن مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية جاء بناء على طلب وتكليف من مجمَّع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة في عام 2012، وفي بداية الأمر تحفظت في قبول هذا التكليف، بسبب وجود ثلاث نسخ للقرآن الكريم مترجمة للغة العبرية قام بترجمتها كل من: يوسف يوئال ريفلين (والد رئيس الدولة الحالي)، وأهارون بن شيمش، وأوري روبين. فقلت بما أن هناك ثلاث نسخ مترجمة فما الذي ممكن أن أضيفه عليها”.

وتابع البروفيسور بصول مستدركا: “بعد أن تصفحت أولاً، ترجمة أهارون بن شيمش صُعقت كثيرا حينما وجدت التحريف والتزوير المتعمد في ترجمته للقرآن الكريم مثل: آية (كنتم خير أمة أخرجت للناس) ترجمها إلى (بني عام هسيفر) أي اليهود يقصد، وهناك الكثير من التزوير والتحريف لمعاني الآيات بشكل متعمد، وفي ترجمة ريفلين وجدت فيها إلى جانب التحريف والتزوير أنها مترجمة بلغة تلمودية صعبة جدا لا يمكن للقارئ العادي أن يفهمها، هذا عدا أن ثلاثتهم كان منطلقهم في ترجمة القرآن إلى اللغة العبرية أنه من تأليف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وفي حواشي الكتاب والتعليقات وجدت مكتوبا أن محمدا أخطأ هنا وهناك!”.

وأضاف: “لما وجدت هذا التحريف والتزوير المتعمد، تواصلت مباشرة مع مجمَّع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم وعقدنا اتفاقية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية واستغرق هذا المشروع نحو 13 شهرا، وقد مكثت في المدينة المنورة نحو شهرين من أجل مراجعة ومناقشة نسخة القرآن الكريم المترجمة للغة العبرية مع ثلة من العلماء والمسؤولين في مجمع الملك فهد الذين قاموا بترجمة القرآن الكريم إلى 72 لغة ولديهم التجربة والخبرة الواسعة في هذا المجال، ورغم أنهم لا يعرفون اللغة العبرية إلا أن لديهم الاطلاع والمعرفة الكاملة في كيفية التركيز على مواضيع معينة ومناقشتها في الترجمة”.

أما عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية فيُبين البروفيسور أسعد بصول أنها جاءت “بناءً على طلب من مجموعة من الطلاب الأجانب الذين كنت أدرسهم في الولايات المتحدة، وبعد أن كنا نستعمل ترجمات إنجليزية للقرآن الكريم كانت ضعيفة ركيكة مليئة بالأخطاء، قبلت هذا الطلب مع علمي أنه ليس بالأمر السهل وهو شاق جداً، لا سيما وأنها مسؤولية وسنحاسب عليها أمام الله وأي خطأ لا سمح الله سيتحمل مسؤوليته المترجم وليس القارئ، لأن القارئ يقرأ وكله ثقة بنا ولو كان يعرف اللغة العربية ما كان ليقرأ النسخة المترجمة للإنجليزية. والحمد لله أتم مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية سنة و2011 وهي الترجمة الأولى”، كما يقول.

ويضيف البروفيسور بصول في هذا السياق: “قمت بترجمة آلاف الأحاديث النبوية الشريفة، واخترت منها ألف حديث وجمعتها في كتاب يشتمل على 72 بابا، لكن ترجمة الأحاديث النبوية كانت أسهل بكثير من ترجمة القرآن الكريم، ويكفي أن آية واحدة كانت تستغرق ترجمة معانيها ساعات طويلة من التفكير وكيفية نقلها للغة الإنجليزية، وكنت أقف كثيرا عند كل آية وليس فقط ترجمة حرفية للكلمات إنما ترجمة المعاني، لذلك استغرق معي مشروع ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية 5 سنوات وقد ساعدني نحو 30 طالبا أجنبيا مسلمين وغير مسلمين بالقراءة والتعليق حتى أن أحد الطلاب الباكستانيين (توفي لاحقا) وجد أن لغة القرآن المترجم صعبة جدا فأعطيته نسخة وطلبت منه أن يضع علامة على المواضع التي يستصعب قراءتها وفهمها وبعدها عملنا مرة أخرى على تبسيط اللغة وترجمة معاني القرآن الكريم بمساعدة مختصين في هذا المجال”.


من هو البروفيسور أسعد نمر بصول؟

وُلِدَ البروفيسور أسعد نمر بصول، لعائلة عربية، مسلمة، وهو واحد من عشرة أطفال، أربعة إخوة، وستّ أخوات، وله ابن واسمه نمر، وبنت واسمها لطيفة. نشأ وتربّى في أحضان المجتمع القروي المحافظ، في الرَّيْنة، قرب الناصرة.

عام 1954 أنهى تعليمه الابتدائي، في المدرسة الابتدائية الرسمية في الرينة، وأنهى تعليمه الثانوي، في المدرسة الثانوية البلدية، في الناصرة سنة 1958. وحصل على شهادة البكالوريوس، في الأدب العربي القديم، والتاريخ الإسلامي الحديث ـ الجامعة العبرية، القدس سنة 1964، وشهادة الماجستير، في الأدب العربي القديم، والحضارة الإسلامية ـ الجامعة العبرية، القدس سنة 1966. وفي سنة 1974 حصل على شهادة الماجستير في علوم المكتبات ـ جامعة كاليفورنيا، بيركلي، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نفس السنة حصل أيضا على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية ـ جامعة كاليفورنيا، بيركلي، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية.

ودرَّس البروفيسور أسعد نمر بصول اللغة العربية وآدابها، والحضارة الإسلامية في كل من: جامعة كاليفورنيا، بيركلي، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، جامعة ولاية كاليفورنيا، سان دييجو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، جامعة منيسوتا، منيابلس، منيسوتا، الولايات المتحدة الأمريكية، كلية ليك كاونتي، في ضواحي شيكاغو، إلينوي، الولايات المتحدة الأمريكية، كلية ليك فورست، في ضواحي شيكاغو، إلينوي، الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة الشرق والغرب، شيكاغو. ومنذ عام 1982-2014 عمل أستاذاً، ورئيساً لدائرة الدراسات العربية، في الكلية الأمريكية الإسلامية، شيكاغو، إلينوي، الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالإضافة إلى المقالات العلمية، في الدراسات الإسلامية، وبعض القصص القصيرة بالعربية والعبرية، والمحاضرات المختلفة في المؤتمرات العلمية في شمال امريكا، ألَّف وترجم عددًا كبيرًا من الكتب باللغتين العربية والإنكليزية، يدور غالبيتها في دائرة المنافحة عن الإسلام وإيصال رسالته إلى الكافة. غير أن أهم مشروع له هو ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والعبرية، وهو الوحيد في العالم الذي ترجم معاني كتاب الله العزيز إلى اللغتين معاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى