أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

مسلوبة الاعتراف إسرائيليا وراسخة في الذاكرة الفلسطينية.. “صووين” في النقب تفتقر للخدمات الأساسية ومشاريع التهويد تهدد وجودها

ساهر غزاوي
تفتقر 45 قرية، مسلوبة الاعتراف في النقب، بفعل السياسات الإسرائيلية، إلى الحد الأدنى من الخدمات الحياتية الأساسية، ويتعرض أهالي تلك القرى، البالغ تعدادهم نحو 80 ألف نسمة، إلى هجمة إسرائيلية مسعورة لإخلاء بيوتهم والمساومة على أراضيهم في صفقات ما تسمى “سلطة تطوير النقب” وإجبارهم على الرحيل إلى تجمعات التوطين القسري.
قرية صووين، واحدة من تلك القرى، المعترف بها في الذاكرة والراوية الفلسطينية، مسلوبة الاعتراف في الزمن الإسرائيلي، لم تحظ منذ قيام المؤسسة الإسرائيلية عام 1948 بأي نوع من الخدمات وهي تفتقر بشكل كامل، للعيادات الصحية، وروضات الاطفال، والمدارس، ولا وجود لشبكة مياه ومجاري وكهرباء، بالإضافة إلى انعدام الشوارع وغيرها من المؤسسات الخدماتية الأساسية.
تقع قرية صووين، شرق بلدة “شقيب السلام” وغرب قرية “أبو تلول”، مقابل مستوطنة “نفاتيم” المقامة على أراض مصادرة لأهل النقب، وتعكس الخدمات التي تتمتع بها المستوطنة، حجم الظلم والقهر الواقع على أصحاب الأرض الأصليين.
يقطن صووين، نحو 8 آلاف نسمة، وتسكنها عائلات، النباري، الاصلع، الربايعة، العثامين، الوليدي، الحمامدة، الحميدي، ابو مبارك، العفاوي، ابو خطي، ابو عامر وابو قويدر.
يقول خالد الصلعان، رئيس اللجنة المحلية لقرية صووين في حديث لصحيفة “المدينة” إن “عدد سكان قرية صووين يبلغ 8000 نسمة وأكثر من 800 طالب وطالبة من أبنائها، يسافرون كل يوم في السادسة صباحا، بالحافلات والسيارات، عشرات الكيلومترات، حتى يصلوا إلى مدارسهم في قريتي شقيب السلام وأبو تلول التي تبعد حوالي 20 كلم عن القرية، ما يسبب للطلاب إرهاقًا شديدًا يجعلهم لا يستطيعون إتمام يومهم الدراسي.
ويضيف أنه في كل فصل شتاء، وبسبب طريق القرية التي لا تصلح للسير عليها نتيجة عدم إصلاحها من قبل الدولة وتكاد تشبه الطرق الوعرة في الجبال، لا يستطيع الطلاب والطالبات الدوام بشكل منتظم لعدم تمكن الحافلات من الدخول إلى القرية لنقلهم، هذا فضلاً على أن مدارس شقيب السلام استوعبت طلاب من قرى عديدة في المنطقة الأمر الذي زاد من حدة الاكتظاظ في الصفوف وأدى إلى تدهور في مستوى الخدمات التعليمية في المدارس، الأمر الذي ألحق أضرارا كبيرة بالطلاب وصلت حد المس بحقهم في التعليم، كما يقول.
كذلك الأمر بالنسبة للعيادات الصحية، يقول “يضطر الأهالي للذهاب إلى عيادات قرية شقيب السلام وأبو تلول التي تبعد حوالي 20 كلم، أمّا النقص الحاد في مياه الشرب فيقول الصلعان إن “سكان القرية يعانون من النقص الحاد في مياه الشرب حيث يكلفهم جلب المياه مبالغ طائلة، وتكلفة كوب المياه الواحد تقدر بـ 75 شاقل، نتيجة جلبها عن طريق الصهاريج من مسافات بعيدة تقارب على الاقل 7 كلم.

خالد الصلعان
خالد الصلعان

وبسبب قلة توفر المياه وتكلفتها الباهظة، يلفت رئيس اللجنة المحلية في قرية صووين أن كثير من أهالي القرية لا يستطيعون الاستمرار بتربية المواشي وفقط القليلون القريبون من الشارع يستطيعون تربية المواشي في أيامنا هذه لسهولة نقل المياه مقارنة مع البعيدين عن الشارع، كما يقول.
ويشير إلى أن أكثر أهالي القرية لم يعد اعتمادهم في المعيشة على الزراعة والمواشي، إنما صار الكثير منهم يعملون خارج القرية في أعمال التجارة والمصانع وأعمال البناء وغيرها.
ويستدرك خالد الصلعان حديثه بالقول: “صحيح أن معظم الأهالي من عمال ويشتغلون خارج القرية، لكن هناك نسبة ليست قليلة من الأكاديميين المتعلمين من الأطباء والمهندسين والمدرسين وغيرهم”.
وعمّا تتعرض له قرية صووين من ممارسات إسرائيلية ضدها وخصوصا من ما تسمى “سلطة تطوير النقب” يوضح الصلعان، أن المخطط الحالي يهدف لتوسيع الخارطة الهيكلية لمستوطنة “رمات بيكاع” على حساب القرية وقرى أخرى من قرى النقب غير المعترف بها وتجمعات عربية معترف بها، ويقضي هذا المخطط بنسخ منشآت عسكرية وصناعية تحوي مصانع للمعدات العسكرية للجيش الإسرائيلي ومصانع كيماوية تتبع للصناعات العسكرية الإسرائيلية التي من شأنها أن تؤثر على طبيعة الحياة اليومية في القرية، وهي مرشحة لأن تزداد سوءا أكثر مما عليه اليوم، يضاف هذا كله إلى مشروع شارع 6 الذي يهدد القرية بشقها إلى نصفين.
ويبين خالد الصلعان في ختام حديثه لـ “المدينة” أن “هناك ما يقارب من 50 شابا في قرية صووين مقبلين على الزواج لكنهم يعانون من ضائقة سكنية رغم الأراضي الواسعة ورغم امتلاك الأهالي الأوراق الثبوتية بملكية الأراضي، لكنهم لا يستطيعون البناء فيها وفي حال أقدم أحد على البناء فإن الجرّافات الإسرائيلية تهدم بيته وتهدم حاضره ومستقبله، وفوق هذا كله ترغمه على دفع تكاليف الهدم الباهظة غير المقدور عليها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى