أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةرياضة

محاذير السياسة وأزمات الملاعب.. تحديات تواجه مصر قبل أمم أفريقيا

أزمات عديدة تواجه المسؤولين عن الرياضة المصرية قبل استضافة كأس أمم أفريقيا في يونيو/حزيران المقبل، تتقدمها المخاوف من تبعات القضايا السياسية في البلاد والمتاعب التي تواجه كرة القدم المصرية على المستوى المحلي.
ونجحت مصر الأسبوع الماضي في الفوز بتنظيم كأس أمم أفريقيا 2019 بعد سحب التنظيم من الكاميرون لعدم جاهزية الملاعب، واعتذار المغرب عن الاستضافة، حيث نافست مصر جنوب أفريقيا على الفوز بالملف، ونجحت بـ16 صوتا مقابل صوت واحد لجنوب أفريقيا.
لكن ضيق الوقت المتاح استعدادا لهذه البطولة الكبيرة التي تقام بعد ستة أشهر، أظهر أزمات متعددة تحاول الحكومة حلها حاليا.
خوف من السياسة
مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية رفض نشر اسمه، قال في تصريحات خاصة للجزيرة نت إن جميع الملاعب الرسمية المصرية مطابقة لاشتراطات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من الناحية الأمنية، وقال “تم إرسال لجنة من الفيفا بعد أحداث بورسعيد وتأكدت من الاشتراطات الأمنية في جميع الملاعب، وذلك قبل استئناف المباريات التي توقفت بسبب الحادث”.
وقتل ما يقرب من 72 مشجعا ينتمون للنادي الأهلي في فبراير/شباط 2012 خلال مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي في بطولة الدوري الممتاز.
المصدر أكد أن الحكومة المصرية أرسلت خطابا رسميا مدعما من رئاسة الجمهورية يفيد بالتعهد الكامل واللازم لتأمين سلامة البعثات والجماهير ومقرات إقاماتهم وتنقلاتهم.
وبسؤاله عن مسألة غياب الجماهير، قال المصدر إن “الحكومة المصرية تخشى تحول الملاعب إلى ساحات للهتافات السياسية، حيث تخشى مجرد سماع شتائم بحق شخصيات عامة أو اعتبارية، حتى لا يمتد ذلك لرأس الدولة والمطالبة بسقوط النظام، كما حدث قبل ذلك في مباراة للنادي الأهلي خلال أحداث محمد محمود 2011 حيث هتفت الجماهير بسقوط حكم العسكر”.
الحكومة لا تخشى ذلك فقط، فوفقا لكلام المصدر الأمني، هناك تجربة حدثت العام قبل الماضي، حيث سمحت السلطات لجماهير الزمالك بحضور مباراة فريقها أمام أهلي طرابلس الليبي في دوري أبطال أفريقيا، وفور تجمع الألتراس هتفوا “الشعب يريد إعدام مرتضى منصور”، وتحوّل ملعب برج العرب الذي استضاف المباراة إلى ساحة للعراك، مما دفع مرتضى لرفع الحذاء في وجه جماهير فريقه.
كما استشهد المصدر الأمني بمباراة الأهلي وحوريا كوناكري الغيني في دوري أبطال أفريقيا قبل أشهر، حيث شتمت جماهير الأهلي الرئيس السابق للهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ، الأمر الذي أدى إلى اندلاع أزمة وحرمان الفريق الأحمر من جماهيره في كل مباريات الدوري حتى الآن.
واختتم المصدر بالقول إن “الخوف من الهتاف ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي أو سياساته هو السبب الوحيد في عدم استقبال الملاعب للجماهير، لا يوجد أي معضلة أخرى”.
استهداف الصعيد
رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم عامر حسين قال في تصريحات صحفية إن البطولة ستقام على ستة ملاعب (القاهرة والسلام والإسكندرية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد)، وهو ما يعني استبعاد محافظات الصعيد من تنظم البطولة.
وهو ما برره المتحدث الرسمي باسم اتحاد كرة القدم أحمد مجاهد بقوله إن البطولة ستقام في الصيف، وطبيعة الجو الحار في الصعيد لن تساعد على استضافة مباريات، إلى جانب أن ملعب أسوان صغير ولن يكون مناسبا لاستقبال مباريات البطولة.
هذا التصريح أثار استفزاز مشاعر مواطني صعيد مصر، ودفع النائب ياسين عبد الصبور إلى إصدار بيان عاجل لوزير الشباب والرياضة، يطالبه فيه بضرورة تخصيص مجموعة من مجموعات البطولة لمحافظة أسوان، مضيفا “أسوان تمتلك ملعبا على أعلى مستوى يتسع لنحو 25 ألف متفرج وملاعب للتدريب وفنادق سياحية متميزة”
واعتبر عبد الصبور أن استبعاد الصعيد “شيء قمة في الاستفزاز، حيث اعتاد الأفارقة على الأجواء الحارة، وتُلعب البطولة كل مرة في دولة أفريقية، حيث تكون الأجواء حارة والرطوبة عالية، على عكس أسوان، فلماذا يوجد تمييز وعنصرية؟”.
واتهم اتحاد الكرة بالتسبب في اندلاع أزمة دون داع وستثير نعرات عنصرية، مشيرا إلى أن استضافة أسوان للمباريات ستنعش السياحة.
إغلاق بالملاعب
اللجنة المنظمة للبطولة قررت وضع ملعب برج العرب في الإسكندرية ملعبا بديلا في البطولة في حال الاحتياج له، سواء في نصف نهائي البطولة أو أي مباراة إقصائية ذات جماهيرية كبيرة فقط.
لكن كيف ستتم صيانة الملاعب، خاصة مع استمرار بطولة الدوري التي يلعب فيها الأهلي على ملعب السلام، في حين يعلب المصري والإسماعيلي على ملعب الإسماعيلية، والاتحاد على ملعب الإسكندرية، وبتروجيت على ملعب السويس الجديد؟
رئيس لجنة المسابقات عامر حسين قال للجزيرة نت إن 15 يوما قبل بداية البطولة كافية لإغلاق تلك الملاعب من أجل الصيانة، وأوضح أن الإغلاق المبكر لتلك الملاعب قد يحدث مشكلة كبرى في جدول مباريات الدوري المصري.
تصريحات عامر تتنافى مع حديث وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي الذي قال في وقت سابق إن “المسؤولين عن الصيانة أكدوا أن الملاعب يجب أن تغلق بداية من 30 يناير/كانون الثاني حتى موعد البطولة من أجل صيانتها”.
إلغاء الدوري
هذه الأزمة دفعت الجماهير للتساؤل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إمكانية إلغاء الدوري لإتاحة الفرصة للتنظيم الجيد وتحضير الملاعب بما يناسب البطولة الكبيرة، وهو ما أحدث مناوشات وسخرية متبادلة، خاصة وأن الزمالك متصدر الدوري حاليا، وأمامه فرصة لاقتناص البطولة الغائبة عنه لسنوات طويلة.
وحسم وزير الشباب والرياضة هذا الأمر بقوله “لا إلغاء لبطولة الدوري، سيتم إيقاف البطولة مؤقتا خلال الفترة من منتصف يونيو/حزيران وحتى منتصف يوليو/تموز”، موضحا أن الدوري سيستمر حتى منتصف شهر أغسطس/آب المقبل، ومن الممكن أن يتم تقديم موعد نهاية البطولة حسب الظروف.
المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى