أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمنوعات

لماذا لا يجب إخفاء حزننا عن الأطفال؟

الأطفال كائنات حساسة وعاطفية، ولديهم القدرة على استيعاب المشاعر ومشاركة الأحزان التي يشعر بها البالغون من حولهم.
وفي مقال نشرته صحيفة غارديان البريطانية، تطرقت الكاتبة هيلين كالتوت لأهمية إشراك الأطفال في أحزاننا من خلال الحديث عن تجربتها الشخصية مع ابنتها.
ففي صبيحة اليوم الذي توفي فيه شقيقها ماثيو، كانت هيلين في حالة صدمة كبيرة، وقد تملكتها مشاعر مضطربة تراوحت بين الصراخ والبكاء والهيجان.
وكانت ابنتها آنذاك تتأملها، وطوال الأيام التي تلت هذا الحدث الأليم، أحست ابنتها بمشاعر الألم والفقد التي كانت تجتاح جميع أفراد العائلة في ذلك الوقت.
العودة إلى طبيعتها
على أثر هذه الفاجعة، حاولت هيلين كالتوت أن تستجمع قواها وتعود إلى حياتها الطبيعية حتى تحمي ابنتها من حالة الحزن التي كانت تمر بها.
لكن انتهى بها الأمر بالنأي بنفسها عن بقية أفراد عائلتها، مما أدى إلى خلق جو عائلي متوتر وغير صحي.
كانت هيلين حذرة ومتحفظة بشأن التعبير عن مشاعر الحزن التي تتملكها أمام ابنتها.
كان قلقها إزاء تأثير هذا الحدث المؤلم على نفسية طفلتها طبيعيا للغاية، لكن أدى قلقها المبالغ فيه إلى خلق حاجز بينهما، وكانت النتيجة أنها باتت تشعر أنها لم تعد تؤدي دور الأم بالطريقة التي تحتاجها ابنتها.
واجهت صعوبة بالغة في العودة إلى طبيعتها المعهودة وأن تكون الأم نفسها التي عرفتها ابنتها.
كما أنها لم تجد طريقة مناسبة لتشرح لها ما حصل. وفي الوقت ذاته، شعرت هيلين أن إظهار ضعفها وهشاشة مشاعرها أمام ابنتها سيكون تصرفا غير مسؤول من جانبها بوصفها أمًّا.
ذكاء الأطفال
الطفل قادر على فهم مختلف الحالات التي يمر بها الوالدان، سواء كان حزنا أو فرحا. لذلك فإن محاولة إخفاء هذه المشاعر تعني عزله عن الواقع الجديد الذي يمر به الوالدان، تقول الكاتبة.
وعلى الرغم من أن الأطفال قد لا يستوعبون بشكل كبير جميع التعقيدات والتداعيات التي تنطوي عليها الحالة التي يمر بها من حولهم، فإنهم يتمتعون بذكاء عاطفي أكثر مما نتوقعه.
وبلغت هيلين مرحلة لم تعد تستطيع فيها أن تتماسك وتكبح مشاعر الحزن التي تحاول إخفائها أمام ابنتها، لا سيما عندما أخبرتها أنها ترى وجه شقيقها ماثيو في القمر، وحينها انهمرت دموعها وبكت بحرقة أمامها.
في تلك اللحظة، احتضنت الطفلة والدتها وحاولت تهدئتها وأخبرتها أن كل شيء سيكون على ما يرام.
اللحظة المهمة
وكان الحديث عن حزنها سببا في عودة التواصل بينهما. وأدركت حينها أن جهودها لحماية طفلتها من الحزن الذي تشعر به لم تكن إلا استخفافا بذكائها، علاوة على أنها كانت تحرمها من مشاركة عالمها.
ولولا تلك اللحظة الحميمة والمهمة التي مرّا بها، لما كان بإمكانهما المضي قدما في حياتهما.
لقد كانت الطفلة هي من بادرت بالحديث عما تشعر به والدتها. وهذا ما أثار دهشة الأم، إذ إن هذا يعني أنها كانت تفكر بوفاة ماثيو وحزن والدتها. وأدركت الأم حينها أن طفلتها قادرة على استيعاب ما تمر به، وأنه لا حرج في أن تحاول تخطي حالتها بدعم من ابنتها.
نحترم قدرتهم
أكدت الكاتبة أنه لا ينبغي علينا أن نفرض حزننا على أطفالنا، ولا إخفاء مشاعرنا أمامهم.
ومن المهم جدا أن نحترم قدرتهم على مشاركة الحزن، وبطبيعة الحال بالحد المسموح به بالنسبة لسنهم ونفسياتهم.
وعلى الرغم من أن مشاركة الطفل للحزن الذي يشعر به والداه قد تكون أمرا محفوفا بالمخاطر، فإنه يمثل طريقة لتعزيز التواصل وتوطيد العلاقة بين الطفل بوالديه.
وفي الواقع، فإن الحزن قادر على استنزاف طاقة الإنسان والتغلب عليه، بيد أنه لا يستطيع كسر الروابط القوية بين الطفل ووالديه.
المصدر: الصحافة البريطانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى