أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

رغم تصريحات نتنياهو..”هآرتس”: أسئلة استراتيجية إسرائيلية حول قرار ترامب بالانسحاب من سوريا

كتب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرئيل، أن قرار ترامب يعتبر ذا أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لسورية ودول الشرق الأوسط، بما فيها الأردن والسعودية، وعلى معركة النفوذ بين واشنطن وموسكو.

ورغم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد صرح، يوم الأربعاء، أنه علم بهذا القرار، مطلع الأسبوع، في محادثة مع الرئيس الأميركي، إلا أنه أضاف أن إسرائيل تدرس هذا القرار، وتعمل على الحفاظ على أمنها، رغم خيبة الأمل الإسرائيلية من القرار.

يشار إلى أن ترامب كان متحفظا من البداية من استمرار وجود القوات الأميركية في المنطقة، عندما تحدث عن “أميركا أولا”، خلال حملته الانتخابية، من خلال تقليص الاستثمار العسكري في الشرق الأوسط. وبعد شهور من تسلمه مهام منصبه، استجاب لطلب قادة الجيش الأميركي، وأبقى القوات الأميركية في سورية، والتي يصل عديدها اليوم إلى ألفي جندي. وقبل نحو شهرين تحدثت تقارير عن مصادقته على مضاعفة عدد الجنود، إلا أنه يعلن الآن أن الدبلوماسيين الأميركيين سوف يغادرون سورية خلال يومين، وأن الانسحاب سيستكمل خلال مائة يوم.

وبرر ترامب قراره بانتهاء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية بعد انهيار التنظيم وانتزاع أكبر مدينتين سيطر عليها، الموصل في العراق والرقة في سورية. وفي المقابل، فإن قادة الجيش، وعلى رأسهم وزير الدفاع، جيمس ماتيس، يعتبرون أن الهدف من تواجد القوات الأميركية في سورية مغايرا، وأنه يجب إبقاؤها كحاجز أمام النفوذ الإيراني في منطقتين أساسيتين: شمال شرقي سورية، ومنطقة التنف القريبة من القاعدة الجوية الأميركية في الجنوب على الحدود مع العراق والأردن، الأمر الذي صعّب على إيران إقامة ممر بري فاعل من أراضي إيران إلى سورية ولبنان عن طريق العراق.

وكان مسؤولون كبار في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد تحدثوا، في الأسابيع الأخيرة، عن أهمية من الدرجة الأولى لبقاء القوات الأميركية هناك، حتى في ظل الضغوطات الروسية على إيران لتقليص عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله عن طريق سورية.

وبحسب هرئيل، فقد كان لنتنياهو، في السنتين الأخيرتين، قدرة كبيرة في الوصول إلى ترامب، وفي التأثير عليه أيضا. واعتبر أن جملة من القرارات التي اتخذها ترامب، مؤخرا، تبدو كأنها مطالب “الليكود”، وبضمنها التعامل المتساهل مع السعودية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران.

وأشار إلى أن إسرائيل اعتبرت تواجد القوات الأميركية في التنف كورقة مساومة، بحيث لا تخرج منها إلا في إطار اتفاق يقضي برحيل القوات الإيرانية من سورية. وفي حال تبين أن انسحاب القوات الأميركية ليس جزءا من اتفاق شامل مع روسيا، فإن ذلك سيبقى الهيمنة الروسية على سورية.

وبالنسبة لإسرائيل، بحسب هرئيل، فإن لذلك معنيين: الأول هو عزلها كما كانت في السابق وانفرادها في الجهود لإبعاد الإيرانيين من سورية، في ظل التوتر القائم مع روسيا منذ إسقاط الطائرة الروسية “إيليوشين 20” في أيلول/سبتمبر الماضي؛ والثاني هو أن ترامب قد اتخذ قرارا يتعارض مع موقف نتنياهو. ليخلص إلى أن ذلك يطرح تساؤلات بشأن المستقبل، خاصة وأن ترامب قلق، في الفترة الأخيرة، من الحرب التجارية مع الصين، ومن الملاحقة القضائية في الداخل بشأن التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص، روبرت مولر، في قضية التدخل الروسي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل سنتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى