الشيخ كمال خطيب: يجب إقامة جسم مقدسي نظيف لوقف تسريب ونقل العقارات في القدس المحتلة

طه اغبارية
قال القيادي الإسلامي ورئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، الشيخ كمال خطيب، إن بيع وتسريب العقار في “عقبة درويش” بالقدس المحتلة، بالقرب من المسجد الأقصى، لجمعية استيطانية، يؤكد أن القدس كانت وما زالت وستبقى مستهدفة من الاحتلال وسماسرته، منوّها إلى ما سبق وكشف عنه قبل نحو شهرين، حول تواطؤ شخصيات محسوبة على القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان لشراء عقار آخر في القدس المحتلة بأموال إماراتية، لصالح جهات استيطانية.
واقتحم عشرات المستوطنين، العقار المذكور، والمكون من 3 طبقات، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء الماضي (4/10/2018)، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقاموا بإبراز وثائق تزعم ملكيتهم للعقار، الذي تعود ملكيته في الأصل إلى عائلة جودة الحسيني، وباعته للمدعو خالد محمد عبد الحميد عطاري، الذي باعه بدوره لشركة مسجلة باسم ” “Daho Holdings في جزر الكاريبي تبين لاحقا أنها تعمل كغطاء لجمعية “عتيرت كوهنيم” الاستيطانية.
واعتبر الشيخ كمال خطيب، في حديث لـ “موطني 48″، ما يحدث من عمليات بيع وتسريب عقارات في القدس المحتلة، ضالعة فيها شخصيات فلسطينية نافذة ومقربة من السلطة الفلسطينية، مثل المدعو خالد عطاري، يشي بحجم المؤامرة التي تتعرض لها القدس المحتلة على يد فريق “أوسلو” وضعاف النفوس ممن لا يتورعون عن بيع الوطن من أجل حفنة من الدولارات، كما قال.
وأضاف: “قبل نحو شهرين تحدثت عن محاولات الاستيلاء على عقار بجانب القدس، بأموال إماراتية على يد رجل أعمال محسوب على محمد دحلان، ولم أقصد هذه الجريمة التي كشف عنها النقاب مؤخرا، وإنما واقعة وكارثة أخرى، وحينها تعرضت لعاصفة من الاتهامات والانتقادات من شخصيات وسياسيين، وحتى أن بعض أهلنا في القدس، وأنا سامحتهم وأسامحهم، اتهموني، بسبب عدم كشفي لأسماء الضالعين في الصفقة المشبوهة، بإثارة الفتنة وإضعاف الصف الوطني!!، يومها كانت هناك محاولات للتستر على اولئك المجرمين والسماسرة، فجاءت حادثة فجر الخميس الفائت، والاستيلاء على عقار عائلة جودي الحسيني، لتظهر حجم الكارثة”.
وتابع خطيب: “مما ورد على لسان السيد أديب جودي الحسيني، أنه عرض بيته للبيع وتقدم لشرائه رجل أعمال فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية يدعى فادي السّلامين، وهو محسوب على محمد دحلان!!، لكن ماجد فرج رئيس الاستخبارات الفلسطينية وبإيعاز من “أبو مازن” أبطلوا الصفقة، وقاموا بتسهيل الطريق أمام رجل أعمال يدعى خالد عطاري، وهو من رجالات السلطة وصاحب أملاك وشركات تأمين، فقام هذا بشراء البيت من عائلة جودي الحسيني، ونقل ملكيته بصورة فورية إلى شركة وهمية تبين أنها تابعة للمستوطنين، ووفق المعطيات التي رشحت عن هذه الجريمة، فقد بيع العقار من قبل المدعو عطاري للجهات التي تبين أنها اسرائيلية بـ 17 مليون دولار، بينما اشتراه من عائلة الحسيني بمبلغ 2 ونصف مليون دولار، وهذا يذكر بالواقعة التي تحدثت عنها قبل شهرين، حيث عرض مقابل العقار مبلغ 20 مليون دولار، ما يعني أن الأرقام لا تعني للإسرائيليين شيئا مقابل شراء عقار في القدس المحتلة”.
وأشار الشيخ كمال خطيب، إلى أن تورط أسماء مثل ماجد فرج ودحلان وأموال الإمارات في جرائم مثل هذه، يؤكد أن القدس ليست مستباحة فقط من الاحتلال، وإنما من فلسطينيين مشبوهين، وأصحاب نفوس ضعيفة، مستعدة أن تبيع الوطن كله من أجل جيوبها وأرصدتها، مضيفا: “وهذا الأمر يجعلني اعيد ما سبق وتحدثت عنه، في أنه يجب ان يتم وقف عمليات البيع لعقارات في القدس المحتلة، ويجب إصدار دعوات واضحة بمنع البيع، فما الذي يضطر الإنسان لبيع عقاره وأرضه، إلا إن كان بين الحياة والموت!!، وعليه يجب اعتبار كل عمليات بيع، بأنها مرفوضة ومشبوهة، لأنها تأتي بتوقيت خطير”.
ودعا إلى إقامة “جسم مقدسي نظيف وأصيل وفوق فصائلي، بحيث لا تمر أي عملية بيع أو نقل ملكية في القدس إلا من خلاله، ويكون هذا الجسم بعيدا عن أيدي السلطة الفلسطينية”، كما قال.
وعن سؤال ماذا سيقول لأمثال هؤلاء السماسرة في حال واجههم، قال الشيخ كمال: “لا أتشرف أبدا بالجلوس إلى مجرم وسمسار، ومن هانت عليه القدس من أجل حفنة من الدولارات، هؤلاء يكفيهم في الدنيا أن تسجل اسماؤهم في قائمة العار، وفي الآخرة، نعلم جميعا ما هو مصير من يفرط بذرة تراب من قبلتنا الأولى وبيت المقدس”.
وفي سياق متصل تطرق الشيخ كمال خطيب، إلى ما كشف عنه مؤخرا من حفريات جديدة تجري تحت المسجد الأقصى المبارك، وقال: “ما يجري في القدس عموما وفي المسجد الأقصى على وجه الخصوص، يؤكد أن الاحتلال لا يترك مشاريعه في القدس للحظة، ويستغل أفضل استغلال الظرف العام للأمة، كما يستغل وجود التنسيق الأمني والمتآمرين على القدس من قبل رجالات السلطة الفلسطينية، وبالتالي فإن الحفريات تحت الأقصى لا تتوقف وعملية تفريغه من قبل الاحتلال مستمرة على قدم وساق، بل يكثر الحديث الآن عن ما يسمى “البقرة الحمراء” والاستعداد لذبحها في مرحلة معينة، وتطهير الأقصى من الدنس، كما يزعمون، من خلال هدمه، وهذا يدل أننا بين يدي واقع عصيب جدا ومفاجآت قد تكون صادمة لنا جميعا”.