أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرشؤون إسرائيلية

هكذا يغير رئيس المخابرات الاسرائيلية وجه الجهاز

يُحدث ثورتين في الشاباك في مجال التكنولوجيا والتنسيق مع شعبة الاستخبارات العسكرية

ترجمة (يديعوت 29/8/2018)

أميرة لم

 

بعد وقت قصير من تعيين نداف ارغمان رئيسًا للشاباك ـ المخابرات، دخل إلى وزارة المالية، وفهم ارغمان بأن رؤياه للشاباك الجديد ـ تكنولوجيا أكثر، مع قوى سايبر فاخرة ـ يتطلب عدة عقول تكنولوجية عليا لامعة يرى نفسه ملزمًا بتجنيدها. وقال لرجال المالية: «في الشاباك لدينا علم ولدينا ناس. ليس لدينا غواصات». «الغواصات من ناحيته هي العقول اللامعة. فالمخابرات تحتاج إلى أكثر من 10 عقول لامعة كهذه، كي تأخذنا إلى الأمام».
فتلقى ضوءًا أخضر للتجنيد، وبالطبع لم يكتف بعشرة.
بعد بضعة أشهر من موعد تسلمه مهام منصبه في أيار/مايو 2016، جمع ارغمان أعضاء قيادة الشاباك وعرض عليهم خطة شاملة لتغيير تنظيمي في عمل الجهاز، وأساس التغيير هو في توحيد كل الجهات التكنولوجية، السايبر والاستخبارات إلى جسم تكنولوجي مركزي واحد. ويقول مسؤول كبير سابق في الشاباك إن «تغييرات بهذا الحجم لم تقع منذ سنين في الجهاز».
ويؤكد آفي ديختر، رئيس الشاباك الأسبق، بأن «التكنولوجيا في عهد نداف ارغمان اجتازت تحولادراماتيكيًا، فقد قام الجهاز بقفزات لدرجات في التكنولوجيا، ليس في التكنولوجيا الكلاسيكية الداعمة للعمليات فحسب، بل في السايبر وفي الاستخبارات الإلكترونية كذلك. ويمكننا أن نقول: «ثورة».
سيتضح من التقرير الشامل الذي سينشر يوم الجمعة، بأنه في نحو سنتين ونصف منذ تعيينه ـ نصف الولاية ـ فإن الثورة التي يحدثها ارغمان في الشاباك ليست تكنولوجية فقط؛ فقسم من التغييرات التي يدخلها ارغمان لا ترتبط بالسايبر أو بالقراصنة الروس أو الإيرانيين، بل بالخصم الأقدم لكل جهاز استخبارات: الأنا.
على مدى غير قليل من السنين، لعبت الأنا دورًا مركزيًا في العلاقات العكرة بين الشابات وجهاز الاستخبارات العسكرية «أمان»، التي تضمنت صراعات قوى ونزاعات على مجالات المسؤولية وقطاعات العمل.
وتسبب هذا التوتر في أفضل الأحوال بتبذير المقدرات، وفي الحالات الأقل جودة بالمس في القدرة العملياتية. فبعد وقت قصير من تعيينه، دخل ارغمان إلى مكتب رئيس «أمان» في حينه اللواء هرتسي هليفي، وقال: «أردت أن أفتح صفحة جديدة. وروى ارغمان لمقربيه فقال: في كل ما يتعلق بالنشاط مع أمان، لم ينجح الأمر. كانت دومًا جدالات، والمعلومات لم تنتقل، وجرت أمور مزدوجة. وهذا بالطبع أضر جدًا بالعمل». على مدى أشهر طويلة أدار ارغمان، وهليفي، وفريق عنهما، محادثات كانت نتائجها اتفاقًا مفصلاهو الأول من نوعه يرسم التعاون بين «الشاباك» و«أمان». «التغيير الأكبر كان حين توجه ارغمان إلى رئيس أمان وقال له: «اسمع، سأعقد بعد شهر اجتماعات لكل مديري الشاباك، وأريدك أن تأتي لتتحدث إليهم»، هكذا روى مسؤول عسكري كبير جدًا.
كما أن رئيس الأركان غادي آيزنكوت تابع الربيع الذي تفتح بين الجهازين، وهو يقول: «نداف هو رجل وقائد شجاع، حاد وجسور، يتقدم ببسالة في اتخاذ خطوات مسؤولية». ويضيف: «التعاون بين الجيش والشاباك هو ذخر للجهازين ولأمن إسرائيل».
ارغمان، 58 عامًا، قضى معظم حياته المهنية في شعبة العمليات في الشاباك، وشارك في غير قليل من أعمال الإحباطات المركزة، بينها محاولة تصفية محمد ضيف، وتصفية القاتل من العملية في كيبوتس متسار سرحان سرحان، وتصفية «المهندس» من خلال تفجير الجهاز الخلوي الخاص به، وتصفية «رئيس أركان حماس» أحمد الجعبري. ذات مرة سئل ارغمان إذا كان يخشى من أن يصاب جراء هذا العمل أبرياء، فأجاب: «لو أن الجعبري كان يستقل سيارة عمومية، وكان واضحًا أن سائق السيارة سيقتل هو أيضًا، فالعملية مع ذلك كانت ستنفذ، إذ إن هناك أثمانًا ينبغي دفعها أحيانًا».
وكان ارغمان قال ذات مرة إن حماس لا تتوقف عن تنفيذ العمليات من الضفة داخل إسرائيل، وقد أحبط الشاباك أكثر من 500 محاولة اختطاف وعمليات انتحارية، وقبض على أكثر من 3 آلاف فرد كهؤلاء قبل الأوان. بعض من الأعمال الوقائية جاءت كنتيجة للتحسين التكنولوجي، إضافة إلى عمليات وقدرات استخبارية أخرى.
يهتم ارغمان في الأشهر الأخيرة بغزة أساسًا. وهو يتبنى نهج السلطة الفلسطينية في وجوب أن تكون جزءًا من كل تسوية مع حماس، «فمصلحة إسرائيل أن ترى السلطة تعود إلى غزة والواقع الاقتصادي يتحسن وتقل البطالة بين الشباب». وقد درج على القول إنه «بغياب كل هذا ومع أزمة الكهرباء والأمراض المنتشرة كنتيجة تلوث المياه الجوفية، فإن حماس تقود نحو أزمة تجر إلى التصعيد».
ولكن بالتوازي، هناك موضوعان يشغلان بال ارغمان، الأول هو الإرهاب اليهودي، إذ يمكن أن يحدث كما حدث في دومه. ويقول إن «فتيان التلال بأفكارهم المجنونة، الذين يفعلون ما يروق لهم بدءًا باقتلاع أشجار الزيتون وانتهاء بإلقاء الزجاجات الحارقة، هو من التحديات».
وذات مرة سئل إذا ما كان يغئال عمير جديد سيظهر هنا، فأجاب: «بالتأكيد يمكن أن يظهر مضطرب كهذا، ويمكن أن يفعل شيئًا ما.
أما الموضوع الثاني فهو التجسس ضد إسرائيل، ويقول: «دومًا تثور لدي الأفكار بأن هناك جاسوسًا في مرتبة عليا لم أكتشفه». ثم يقول لمقربيه: «ومع هذا أذهب للنوم في الليل».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى