الإعصار إرما يضرب الباهاما وكوبا ويتجه صوب ولاية فلوريدا
ضرب الإعصار إرما كوبا وجزر الباهاما مع اتجاهه صوب ولاية فلوريدا الأمريكية الجمعة، بعدما اجتاح شرق الكاريبي برياح قوية مدمرة أدت إلى مقتل 21 شخصا وخلف وراءه دمارا هائلا.
ومع اقتراب أحد أقوى عواصف المحيط الأطلسي خلال مئة عام، دعا ريك سكوت حاكم فلوريدا السكان إلى ضرورة الخروج إذا كانوا ضمن مناطق الإخلاء.
وقال سكوت للصحفيين: “الوقت ينفد. إن كنتم في مناطق الإخلاء فينبغي عليكم الابتعاد الآن. هذه عاصفة كارثية لم تشهد ولايتنا مثلها من قبل”.
وأضاف أن آثار العاصفة ستنتشر من ساحل الولاية الشرقي إلى ساحلها الغربي.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان مصور الجمعة، إن الإعصار إرما “له بالقطع قدرات تدمير تاريخية”. ودعا الناس إلى مراعاة كل توصيات المسؤولين الحكوميين وجهات إنفاذ القانون.
وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير الجمعة، إن إرما وصل إلى مسافة 360 كيلومترا تقريبا من شرق الكاريبي عند ساحل وسط وشمال كوبا، ويبعد نحو 610 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من ميامي.
كان الإعصار اجتاح في وقت سابق جزر تيركس اند كايكوس، بعدما غمرت الأمطار المصاحبة له السواحل الشمالية لجمهورية الدومنيكان وهايتي.
وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، إن شدة العاصفة “البالغة الخطورة” انخفضت من الفئة الخامسة النادرة، وهي أعلى مستوى على مقياس الأعاصير، إلى الفئة الرابعة صباح أمس الجمعة، لكنها لا تزال تحمل رياحا قوية تصل سرعتها إلى 250 كيلومترا في الساعة.
ومن المتوقع أن يتسبب الإعصار في ارتفاع الموج لما يصل إلى ستة أمتار بجنوب شرق ووسط الباهاما، وإلى ثلاثة أمتار في مناطق من شمال كوبا قبل أن يضرب جنوب فلوريدا يوم الأحد.
وعرض التلفزيون الكوبي صورا لمياه البحر، وهي تضرب بلدات ساحلية في إقليمي جوانتانامو وهولجوين بوسط البلاد بأمواج يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار.
وأُغلقت المدارس ومعظم الشركات وجرى إجلاء مئات الآلاف من الناس، وألغيت خدمات القطارات والحافلات والنقل الجوي المحلي في أرجاء كوبا.
وفي جزر الباهاما أجلت الحكومة معظم الناس من الجزر الجنوبية قبل وصول العاصفة، ونقلت نحو 1200 شخص جوا إلى العاصمة ناساو.
ويقترب إرما من ضرب الولايات المتحدة بعد أسبوعين من الإعصار هارفي، الذي ضرب تكساس وأودى بحياة نحو 60 شخصا، وسبب أضرارا في الممتلكات تقدر بما يصل إلى 180 مليار دولار في تكساس ولويزيانا.
وفي سلسلة مقابلات تلفزيونية صباح الجمعة، ناشد حاكم فلوريدا سكان الولاية مغادرة المناطق التي طلبت السلطات إخلاءها.
وفي منطقة ميامي-ديد كاونتي قال رئيس البلدية إن السلطات أمرت أكثر من 660 ألف ساكن بترك المنطقة، مضيفا أنها أكبر عملية إجلاء يتذكرها في المنطقة.
ويملك ترامب منتجع مار الاجو في بالم بيتش بفلوريدا، المطل على واجهة مائية. وقالت وسائل إعلام إنه تم إصدار أمر بإخلائه. ويملك أيضا منشأة على الجانب الفرنسي من جزيرة سان مارتان الفرنسية الهولندية التي دمرتها العاصفة.
وقال ناثان ديل حاكم ولاية جورجيا، إن من المقرر البدء في عملية إخلاء إجبارية يوم السبت على سواحل جورجيا المطلة على المحيط الأطلسي. وضم تيري ماكوليف حاكم فرجينيا ولايته لقائمة المناطق التي أعلنت حالة الطوارئ.
الإعصار هوزيه يصل للفئة الرابعة
برياح بلغت سرعتها حوالي 290 كيلومترا في الساعة، دمر الإعصار إرما جزرا صغيرة في شمال شرقي البحر الكاريبي، بينها باربودا وسان مارتان والجزر العذراء الأمريكية، حيث أسقط أشجارا وسوى منازل ومستشفيات بالأرض.
وفي الوقت الذي يتصدون فيه للدمار الهائل، يواجه سكان الجزر التي ضربها إرما تهديد إعصار كبير آخر وهو هوزيه.
وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير أمس الجمعة، إن هوزيه المتوقع أن يصل إلى شمال شرقي الكاريبي يوم السبت إعصار شديد الخطورة من الفئة الرابعة، وهو مصحوب برياح سرعتها 240 كيلومترا في الساعة.
وزاد عدد قتلى الإعصار إرما مع تمكن خدمات الطوارئ من الوصول إلى مناطق نائية.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولوم، الجمعة، إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم بينما فقد سبعة على الأقل، وأصيب 112 شخصا في سان بارتيليمي والشطر الفرنسي من سان مارتان.
وقالت فرنسا إنها تنشر مئات من الشرطة وأفراد الطوارئ في الجزيرتين في إطار تعزيز جهودها لمواجهة الدمار.
ورفعت الحكومة الهولندية تقديراتها بشأن الضحايا في الجزء التابع لها في سان مارتان إلى قتيلين و43 مصابا.
وقال متحدث حكومي إن أربعة لقوا حتفهم في الجزر العذراء الأمريكية، كما تضرر مستشفى رئيسي بشكل كبير.
وقال رئيس وزراء باربودا، إن الجزيرة تحولت إلى “ركام” وإن شخصا واحدا قد قتل.