أخبار عاجلةعرب ودولي

غليان شعبي في البصرة: بغداد تعزز قوات الأمن والعشائر تهدد

تشهد محافظة البصرة (590 كيلومتراً جنوب بغداد) توتراً أمنياً ملحوظاً، على خلفية مقتل وإصابة متظاهرين على أيدي عناصر أمن، الأحد الماضي، خلال احتجاجات شهدتها البصرة إثر انقطاع الكهرباء والماء وارتفاع معدلات البطالة في المحافظة المطلة على الخليج العربي.

وفي الوقت الذي يستعد تحالف قبلي من عشائر البصرة للتظاهر مرة أخرى في مناطق عدة من المحافظة خلال الساعات المقبلة، بما في ذلك قطع الطرق الرئيسية المتجهة نحو موانئ تصدر النفط على مياه الخليج، أكد ضابط في شرطة البصرة أن القوات العراقية كثفت انتشارها في عدد من مدن وأحياء المحافظة، على خلفية التظاهرات المتكررة التي لم تنقطع منذ أمس الأول الأحد، والتهديدات التي أطلقتها بعض العشائر تجاه قوات الجيش والشرطة، المتهمة بقتل وإصابة محتجين.

وقال المصدر، في حديث صحفي، إن قوات الجيش والشرطة والتشكيلات الأمنية الأخرى استنفرت عناصرها للحيلولة دون حدوث خروقات أمنية مفاجئة، لافتاً إلى أن شرطة البصرة تلقت إنذاراً من بعض العشائر تطالبها بتسليم عناصر أمن متهمين بالاعتداء على متظاهرين، وأن هذه العشائر لوحت باللجوء إلى خيار الشارع في حال عدم الاستجابة لمطالبها.

إلى ذلك، دعا شيخ عشيرة بني منصور، محمد أبو الهيل، السلطات المحلية والقوات العراقية في البصرة، إلى تسليم المتورطين بقتل أحد أبناء العشيرة خلال تظاهرة الأحد، وآمر القوة الأمنية التي أوعزت بإطلاق النار على المتظاهرين، وبخلاف ذلك “فسيتم اللجوء إلى إجراءات تصعيدية”، مبيناً في حديث صحافي، أن التظاهرة التي تعرضت لإطلاق نار من قبل القوات العراقية “كانت سلمية للمطالبة بالحقوق المشروعة”.

في السياق، قال أحد وجهاء عشيرة قتيل تظاهرة البصرة، ويدعى عبد الحسين المنصوري، إن مشاعر الغضب داخل عشيرته وصلت إلى مراحل خطيرة، محذراً، من احتمال انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة إذا لم يتم تلافي الموقف.

وأشار إلى أن التظاهرات ستتواصل، والمواقف ستتصاعد لحين استجابة سلطات البصرة لمطالب عشيرة بني منصور، المتمثلة بتسليم المتورطين بإطلاق النار على المتظاهرين، للاقتصاص منهم عشائرياً، مبيناً أن الجميع يعلم بأن البصرة محافظة ذات طابع عشائري، وأن أي استفزاز لقبائلها سيؤدي إلى تعطيل الحياة وشلّ عمل المؤسسات فيها.

وكان قائد عمليات البصرة، الفريق الركن جميل الشمري، قد اتهم، أمس الإثنين، مجموعة من المسلحين الذين يحملون أسلحة متوسطة وخفيفة بقطع الطريق المؤدية إلى مواقع الشركات النفطية في منطقة الباهلة، شمالي البصرة، مبيناً أن المسلحين منعوا الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم في هذه الشركات، متحدثاً عن فشل قوة أمنية وصلت إلى المنطقة في فتح الطريق.

من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين علي البدري، أن ما يحدث في البصرة يعد مؤشراً واضحاً على اندلاع صراع الدولة مع العشائر، مؤكدا في تصريحات صحافية، أن إصرار العشائر على استلام شخص ارتكب جريمة يمثل سابقة، إن تمت، فان الدولة ومؤسساتها ستكون خاضعة لأعراف العشائر.
وقال إنه “رغم مطالبة الجميع بمحاكمة المتورطين بإطلاق النار على متظاهري البصرة، إلا أن إقحام العشيرة في هذه المسألة سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى