أخبار عاجلةالضفة وغزة

تحذيرات من “كارثة إنسانية محدقة”: تدهور غير مسبوق في أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال

يشهد الوضع الإنساني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تدهوراً خطيراً، وسط تصاعد شكاوى الأسرى وذويهم والمؤسسات الحقوقية من سياسة ممنهجة تقوم على التعذيب والإهمال الطبي والتضييق المتعمد.

ويؤكد حلمي الأعرج، مدير مركز حريات لحقوق الإنسان، أن الحركة الأسيرة تمر بـ”أسوأ مرحلة في تاريخها”، محذراً من أن استمرار الانتهاكات قد يقود إلى “كارثة إنسانية حقيقية تهدد حياة الأسرى”.

وأوضح الأعرج أن الاحتلال يمارس ضد الأسرى أنماطاً مختلفة من التعذيب، تشمل الاعتداء الجسدي المباشر والتجويع المتعمد والحرمان من النوم، إضافة إلى احتجازهم في زنازين ضيقة ومكتظة تفتقر للتهوية والنظافة، وإجبارهم على النوم على الأرض في ظروف غير إنسانية.

كما أدى الاكتظاظ وانعدام النظافة إلى انتشار أمراض جلدية خطيرة مثل الجرب، وسط نقص حاد في العلاج والأدوية، ما يعكس – بحسب الأعرج – “إهمالاً طبياً متعمداً” بحق الأسرى.

وبيّن أن سلطات الاحتلال شددت إجراءاتها القمعية منذ السابع من أكتوبر، عبر زيادة ساعات التنكيل اليومي، ومنع إدخال الملابس والبطانيات الشتوية، وحرمان الأسرى من شراء احتياجاتهم من الكانتين، الأمر الذي تسبب في خسارة كبيرة لأوزانهم وارتفاع معدلات الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والبرد.

وتتزامن هذه الظروف مع منع زيارات العائلات والحد من وصول الصليب الأحمر، إضافة إلى تضييق واسع على محامي الدفاع، ما جعل عدداً كبيراً من المعتقلين معزولين عن العالم الخارجي تماماً.

وأشار الأعرج إلى ارتفاع عدد الشهداء داخل السجون إلى أكثر من 85 شهيداً منذ السابع من أكتوبر، إلى جانب حالات اختفاء قسري طالت أسرى من قطاع غزة دون توضيح أماكن احتجازهم أو أوضاعهم الصحية.

وتؤكد مؤسسات حقوق الأسرى أن سجون الاحتلال تشهد أسوأ السياسات العقابية منذ عقود، بما في ذلك تقليص كميات الطعام، حرمان الأسرى من الاستحمام، إغلاق مرافق حيوية داخل الأقسام، ومصادرة المتعلقات الشخصية، بالتوازي مع توسع كبير في الاعتقالات الإدارية وارتفاع أعداد المعتقلين من غزة ضمن ظروف مجهولة.

ويصف الأعرج ما يتعرض له الأسرى بأنه “إبادة جماعية بطيئة” عبر التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، في انتهاك واضح لاتفاقية جنيف الرابعة التي تكفل للأسرى الحد الأدنى من الحقوق والرعاية.

ووجه نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتحرك الفوري ووقف هذه السياسات، محمّلاً القضاء الدولي مسؤولية الضغط على الاحتلال، مؤكداً أن غياب المساءلة “شجّع الاحتلال على التمادي”.

وفي السياق، أفاد مكتب إعلام الأسرى بأنه تلقى شهادات جديدة من داخل سجن الرملة تكشف استمرار الانتهاكات بحق أسرى غزة، الذين تعرضوا لتعذيب شديد منذ لحظة اعتقالهم، ولا يزالون يواجهون ظروفاً قاسية تشمل سحب الفرشات، حرمان الملابس الشتوية، وتقديم طعام قليل ورديء، خصوصاً في قسم “ركيفت”، دون أي مؤشرات على تحسن أو تخفيف الإجراءات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى