جمعيّة الثقافة العربيّة تنظّم يومًا تطوعيًا في يافا

نظّمت جمعيّة الثقافة العربيّة، يومًا تطوعيًا في مدينة يافا، بالشراكة مع حركة الشبيبة اليافيّة، مركز كرامة لمناهضة العنصرية، مسرح السرايا العربي، وجاليري المطحنة.
انطلق اليوم من مسرح السرايا العربي، الذي شكّل نقطة التجمّع والانطلاق، ليكون محطةً رمزيّةً وثقافيّةً تعبّر عن صمود المدينة وأهلها.
توزّع المشاركون والمتطوعون إلى مجموعات عدّة، حيث خصّصت مجموعة أعمالها داخل مسرح السرايا العربي لترتيب وتنظيف وصيانة بعض مرافقه، فيما انخرطت مجموعة أخرى في أعمال تطوعية في جاليري المطحنة، كما نفّذت مجموعات أخرى نشاطين فنيين تمثّلا برسم جداريتين تحملان رسائل الهوية والانتماء في مقر الحركة الشبيبية اليافية.
إلى جانب ذلك، نُظّمت جولتان ميدانيتان لرصد “فنّ المحو” لتوثيق محو الفلسطيني، كفعلٍ رمزيّ لمقاومة سياسات المحو والإقصاء التي تطال الذاكرة الجماعية الفلسطينية في المدن الساحلية التاريخية، وعلى رأسها يافا.
أكد مدير جمعيّة الثقافة العربيّة، مصطفى ريناوي، في كلمته أن: “هذا اليوم التطوعي في يافا هو فعل وطني ورسالة إنسانية. نحن نؤمن أن العمل التطوعي ليس فقط خدمةً للمكان، بل هو أيضًا تعزيزٌ للانتماء والصمود، وتعبيرٌ عن إصرارنا على حماية ذاكرتنا الجماعية من المحو والنسيان، من خلال العمل الجماعي المُشترك بين مؤسسات العمل الأهلي التي تحمل مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعها وجمهورها”.
كما شدّد منسّقا برنامج المنح الدراسيّة في الجمعية، عز عودة ولورين كنعان، على أنّ: “المبادرات التطوعيّة كهذه تشكّل مساحة حقيقية لتعزيز القيم المشتركة بين الشباب، وربط العمل اليومي بالهوية والانتماء الوطني. هي لحظة للتذكير بأنّ دور الشباب ليس محصورًا في التعلّم الأكاديمي فقط، بل في المساهمة في المجتمع ومواجهة تحدياته بالوعي والعمل”.
اختُتم اليوم التطوعي بالعودة إلى مسرح السرايا، حيث عُرض فيلمٌ يوثّق معاناة غزة تحت الحرب، مع تسليط الضوء على الدور البطولي والخطير الذي يضطلع به الصحفيون الفلسطينيون في غزة. تلا العرض حلقة نقاش موسّعة شارك فيها المتطوعون، لتبادل الانطباعات والآراء حول أهمية الفعل التطوعي وربطه بالقضايا الوطنية والإنسانية.
اختارت الجمعية مدينة يافا لتنظيم هذا اليوم التطوعي انطلاقًا من الرابط الوجداني العميق بينها وبين غزّة، بوصفهما مدينتين ساحليتين حملتا معًا على مدى عقود قصص الصمود والنكبة والذاكرة الفلسطينية، وبما يشكّلان من مساحة رمزية للمقاومة الثقافية والتاريخية.
وأبرز المشاركون أن هذا اليوم لم يكن مجرّد نشاط خدماتي أو فني، بل هو رسالة واضحة بأنّ الثقافة، التطوع، والفنّ أدوات أساسية في معركة الوجود والبقاء. وقد عكس الحضور الكبير من الشباب والفنانين والفاعلين الاجتماعيين، التصميم الجماعي على الاستمرار في مشاريع تُعيد الربط بين الناس، المكان، والذاكرة.
يذكر أن برنامج المنح الدراسية قائم منذ عام 2007 في جمعيّة الثّقافة العربيّة بدعم من مؤسسة الجليل – لندن ويهدف لبناء طليعة طلابيّة مبادرة وفعّالة من خلال برنامج تثقيفي وأكاديمي مكثف وسنوي يجمع ما بين الورشات التثقيفيّة والتدريبات الأكاديميّة وجولات “هذه بلادي” والأيام الدراسية ومبادرات الطلاب في البلدات المختلفة.



