أخبار رئيسيةشؤون إسرائيليةعرب ودولي

نتنياهو يسلك مسارًا جوياً استثنائياً إلى نيويورك لتجنب خطر الاعتقال

ابتعد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المسارات الجوية الأوروبية المعتادة في رحلته إلى نيويورك، متجنبًا المرور فوق دول موقعة على ميثاق روما خشية تعرضه للاعتقال، وذلك قبيل مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأفادت القناة 12 العبرية، اليوم الخميس، بأن نتنياهو اختار مسارًا طويلًا وجنوبيًا عن المعتاد، بعيدًا عن الدول الأوروبية التي قد تُلزمها التزاماتها القانونية بمذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بحق نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، بتاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وتشير المصادر إلى أن فرنسا كانت من بين الدول التي أثارت القلق الأكبر، لكنها ليست الوحيدة، فكل الدول الموقعة على الميثاق ملزمة بتنفيذ أوامر الاعتقال إذا حدث هبوط اضطراري للطائرة.

وليس هذا التجنب الأول؛ فقد تجنّبت طائرة نتنياهو أجواء كندا في فبراير/شباط الماضي أثناء توجهه إلى واشنطن، كما منعته المذكرة من دخول أكثر من 120 دولة حول العالم، تشمل 39 دولة أوروبية و30 دولة أفريقية و24 دولة في الأمريكيتين.

وجاءت هذه الإجراءات في ظل موجة اعتراف دولية متصاعدة بالدولة الفلسطينية؛ حيث أعلنت 11 دولة، بينها بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا، الاعتراف بفلسطين خلال ثلاثة أيام، ليصل الإجمالي إلى 159 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.

وعند مغادرته مطار بن غوريون، جدد نتنياهو عزمه على منع إقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا أن حكومته ستواصل تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة رداً على هذه الاعترافات الدولية. وقال: “سأدين أولئك القادة الذين بدلاً من إدانة القتلة يريدون منحهم دولة في قلب إسرائيل. هذا لن يحدث”.

وأشار نتنياهو إلى أن هدف لقائه بالرئيس ترامب سيكون مناقشة “الفرص العظيمة” التي أتاحتها الانتصارات العسكرية الإسرائيلية، والتي تتضمن إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة وهزيمة حركة حماس، بالإضافة إلى “توسيع دائرة السلام” وفق وصفه، مستندًا إلى الانتصارات التي حققتها إسرائيل في عمليات سابقة، أبرزها “عملية الأسد الصاعد” على إيران في يونيو/حزيران الماضي.

وأكدت جهات إسرائيلية أن اختيار المسار الجوي الجنوبي لم يكن مجرد مسألة تقنية، بل جاء بعد دراسة دقيقة لتقليل المخاطر القانونية على نتنياهو، مع مراعاة التزامات الدول الأوروبية الموقعة على ميثاق روما، والتي تفرض عليها تنفيذ أوامر اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، في حال وقوع أي هبوط اضطراري للطائرة.

كما يوضح هذا التحرك مستوى القلق في تل أبيب من التصعيد السياسي والدولي على خلفية الاعترافات بالدولة الفلسطينية، وهو ما يجعل أي خطوة مفاجئة أو حادث طارئ خارج نطاق السيطرة محفوفة بالمخاطر القانونية والدبلوماسية بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى