حرائق تلتهم مدرستين في عرابة.. صدمة في أوساط الأهالي وجلسة طارئة للبلدية

ليلة مأساوية عاشتها مدينة عرابة البطوف بعد اندلاع حريقين متزامنين في مدرستين تقعان في الحي الشرقي، ما خلف دمارًا شاملاً وأثار حالة من الذهول والقلق في أوساط السكان.
الحرائق طالت مدرسة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة والمدرسة الزراعية، حيث أتت ألسنة اللهب على مبنى المدرسة الزراعية بالكامل، مدمّرة الجدران والقاعات والمعدات التعليمية بشكل شبه تام، وسط تقديرات أولية تشير إلى حاجة ماسة لملايين الشواكل لإعادة التأهيل.
وفيما لا تزال التحقيقات الجنائية جارية لكشف أسباب الحادثتين، تجري الشرطة وخبراء التشخيص الجنائي عمليات فحص ميداني وجمع أدلة منذ ساعات الصباح الباكر، دون إصدار نتائج حتى الآن.
لكن خلف ألسنة النيران، تطفو على السطح خلافات مزمنة بين سكان الحي الشرقي وبلدية عرابة، تتعلق بأزمة انعدام الربط الرسمي للكهرباء في عشرات البيوت، ما دفع الأهالي منذ سنوات للاعتماد على توصيلات مؤقتة من المدارس المجاورة. وقد حاولت إدارة البلدية مؤخرًا فصل هذه التوصيلات بشكل نهائي، وهو ما خلق حالة من التوتر والاحتقان الشعبي.
حتى اللحظة، لم تصدر تصريحات رسمية تربط بشكل مباشر بين هذه الخلافات والحريقين، لكن غياب البنية التحتية المناسبة ومظاهر الإهمال المرافق لها باتت موضع تساؤل لدى كثير من الأهالي.
وعقدت بلدية عرابة جلسة طارئة اليوم الاثنين، شارك فيها رئيس البلدية، د. أحمد نصّار، وعدد من أعضاء وموظفي البلدية، لبحث تداعيات ما جرى وخيارات المعالجة. واكتفى نصّار بتصريح مقتضب قال فيه: “ما حدث أمر مؤسف وغاية في الأسف”.
وخلال الجلسة، تحدث موظفون عن حجم الدمار الهائل، مؤكدين أن إعادة بناء المدرسة الزراعية ليس بالأمر السهل، نظرًا للتكاليف العالية والوقت الذي قد تستغرقه عملية التأهيل.
من جانبها، أكدت سلطة الإطفاء والإنقاذ أن طواقمها تعاملت مع الحريقين بسرعة، وتم التأكد من عدم وجود إصابات أو عالقين داخل المباني، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر النيران.
الحدث ترك جرحًا عميقًا في وجدان الأهالي، الذين ينظرون بقلق بالغ إلى مستقبل العملية التعليمية في المدينة، في وقت تتصاعد فيه المطالب بمحاسبة الجهات المقصرة، ووضع حد للأزمات المتراكمة في الحي الشرقي.






