العربيّة لغتنا

د. رضا اغبارية- رئيس مبادرة “العربية لغتنا”
(2)
أَنُلْزِمُكُمُوهَا
جملة وافية المعنى في كلمة واحدة؛ إنه إعجاز اللغة وجماليّتها. يقول الله تعالى، على لسان نوح عليه السلام: “قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ” سورة هود، آية 28.
نعم، إنّها كلمة “أنُلْزِمُكُمُوهَا”؛ ففيها من الإعجاز والبلاغة ما فيها؛ حيث أنّ فيها ثلاثة ضمائر: المتكلم (نحن، مستتر) والمخاطب (أنتم، ظاهر- الكاف) والغائب (هي، ظاهر- هي)؛ وهي مكوّنة من حروف وفعل وضمائر:
1) الهمزة للاستفهام الإنكاري. بديل هل.
2) النون حرف دليل للمضارعة للمتكلّم الجماعة. نحن. (نوح).
3) نلزم: فعل مضارع. وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن. (نوح).
4) الكاف: مفعول به أول. (الكافرون).
5) الميم: دلالة جمع المذكر.
6) الواو: للإشباع: مدّ الضمّة على حرف الميم، وإشباعها حتّى تصير واوًا.
7) الها: مفعول به ثان. (البيّنة).
هذا كلّه بمعنى: هل نلزمكم، أيّها الكافرون، بقبول البينة. فانظر، أعزّك الله، هذه الفصاحة والبلاغة والإعجاز والإيجاز. إنّنا لا نجد مثيلا لها في أيّة لغة من لغات العالم. إنّها لغتنا العربيّة!


