زيارات ميدانية لعشرات القرى المهجّرة بديلًا عن مسيرة العودة: مئات الفلسطينيين يتحدّون مشاريع النسيان ويجددون عهد العودة

نفّذت عشرات اللجان الشعبية وأهالي القرى الفلسطينية المهجّرة، اليوم الخميس، زيارات ميدانية إلى أكثر من ثلاثين قرية هجّرتها إسرائيل خلال نكبة عام 1948، وذلك ضمن فعاليات بديلة لمسيرة العودة التقليدية التي ألغيت هذا العام.
وشارك في الجولات المئات من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، موزّعين على قرى في الجليل والمثلث والساحل والنقب، في خطوة تهدف إلى مواجهة محاولات طمس الذاكرة الجماعية وشرعنة التهجير المستمر. كما نظّمت بالتوازي زيارات عائلية إلى القرى المهجّرة، شملت المقابر والمساجد والبيوت المهدّمة.
وفي قرية صفورية المهجّرة، اعترضت الشرطة الإسرائيلية إحدى الجولات، وادّعت أنها “مظاهرة غير قانونية”، مطالبة بإنهاء الفعالية على الفور، تزامنًا مع احتفالات إسرائيل بما تُطلق عليه “يوم الاستقلال”.
وفي اللجون، انطلقت الجولة صباحًا بقراءة الفاتحة على أرواح الأجداد، وتوجّه المشاركون إلى المسجد والطاحونة، رافعين شعارات تؤكد على أن “العودة حق لا ذكرى عابرة”. وقدّم د. وجدي جبارين شرحًا حول تاريخ القرية ومكانتها، مؤكدًا أن النكبة ليست حدثًا من الماضي، بل استمرار لمسار اقتلاع شعب من أرضه.
وشهدت قرى مثل مسكة، سحماتا، الكويكات، معلول، البصة وإقرث، حضورًا واسعًا من العائلات، بمشاركة بارزة من الجيلين الثالث والرابع للنكبة.
وقال المُهجّر زياد طميش، الذي هجّر من اللجون عام 1948 وكان حينها في السادسة من عمره: “لن أنسى قريتي أبدًا. هجّرونا من أرضنا الممتدة على 36 ألف دونم، ومنذ 77 عامًا أزورها دون انقطاع”. وأكد تمسكه بحق العودة، قائلًا: “لن أتنازل عنه مهما طال الزمن”.
من جهته، شدّد د. محمد أمارة على أهمية البعد الديني والروحي في تعزيز الارتباط بالأرض، مشيرًا إلى أن المساجد والمقدسات في القرى المهجّرة تمثّل رمزًا لهذا الانتماء، ومؤكدًا ضرورة الوقوف مع المستضعفين، خاصة في غزة، في مواجهة التصعيد والتطرف.
وخلال الفعالية، ألقت الشاعرة تهاني طميش قصيدةً شددت فيها على أن الكلمة والموقف شكل من أشكال المقاومة، داعية إلى مواصلة النضال دفاعًا عن الأرض والهوية.