مبادرة صحية ومجتمعية لتخفيف معاناة العائدين إلى شمال غزة

للتخفيف من الظروف الصّعبة التي يمرون بها في طريق العودة، أطلقت جمعية “العودة” الفلسطينية مبادرة صحية ومجتمعية لدعم النازحين العائدين إلى محافظتي غزة والشمال.
هذه الخطوة الإنسانية جاءت بعد المعاناة التي عاشها النازحون خلال عودتهم في أول أيام السماح لهم بالمرور من حاجز “نتساريم” الاثنين، فضلا عن فقدان عائلات فلسطينية نحو 50 طفلا خلال عودتهم مشيا على الأقدام قاطعين مسافات طويلة.
طاقم الجمعية يقف في طريق النازحين ويوزع عليهم منشورات تحوي إجراءات السلامة وتحذر من الاقتراب من المخلفات العسكرية التي يكون بعضها قابلا للانفجار.
كما وزع الطاقم علبا من البسكويت على النازحين خاصة الأطفال ليعينهم ذلك على المشي ساعات طويلة وصولا إلى أماكن سكنهم في محافظة غزة أو الشمال.
إلى جانب ذلك، بادر الطاقم بكتابة أسماء الأطفال الذين يرافقون عائلاتهم في طريق العودة إضافة إلى رقم هواتف ذويهم على بطاقة صغيرة ووضعها في أسورة تُثبت لاحقا على معاصم الأطفال من أجل تسهيل التعرف على عائلاتهم في حال فقدانهم.
والاثنين، بدأ عشرات الآلاف من النازحين العودة إلى محافظتي غزة والشمال مرورا بحاجز “نتساريم” عبر شارعي الرشيد الساحلي للمشاة، وصلاح الدين للمركبات بعد خضوعها لتفتيش أمني.
ولليوم الثالث يتواصل تدفق النازحين الفلسطينيين للعودة إلى غزة والشمال رغم حجم الدمار الكبير الذي طالهما وقدره المكتب الإعلامي الحكومي بأكثر من 90 بالمئة.
هذه الخطوة جاءت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي جرى التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
هدف المبادرة
وعن هدف المبادرة، قالت سعاد بكر مشرفة مديري الحالة في جميعة “العودة” الصحية والمجتمعية، إنها تأتي للوقوف مع الفلسطينيين العائدين لغزة وسط ظروف إنسانية صعبة.
وتابعت في حديث معها، أن هذه المبادرة الصحية والمجتمعية تقدم خدماتها للعائدين على عدة مستويات، أبرزها التوعية المجتمعية ضد مخلفات الحرب.
وأكملت: “جزء كبير من النازحين عادوا لشمال القطاع حيث يوجد كثير من المخلفات (العسكرية) التي قد تترك إصابات وشهداء في صفوفهم”.
وأشارت إلى أن المبادرة تشمل “بطاقات تعريفية يتم وضعها على أسورة للأطفال دون سن 12 عاما ولذوي الإعاقة تشمل اسمهم الثلاثي ورقم الهاتف لسهولة الوصول إليهم حال فقدانهم”.
وقالت عن ذلك، إن اليوم الأول من العودة شهد فقدان 50 طفلا وضياعهم عن عائلاتهم حيث تم نقلهم لمستشفى العودة الأهلي.
إلى جانب ذلك، لفتت إلى “توزيع البسكويت على النازحين كمكمل غذائي في ظل الظروف الصعبة كي يتمكنوا من إكمال طريقهم بشكل سليم”.
العائدون إلى غزة والشمال، أشادوا بهذه المبادرة وأهميتها خاصة وأنهم ذاهبون إلى محافظتي غزة والشمال مشيا على الأقدام ودون معرفة ما ينتظرهم هناك.
ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.
المصدر: الأناصول