أخبار وتقاريرمقالاتومضات

الشيخ كمال خطيب يتحدث لـ “موطني 48” عن تطورات المشهد السوري

• من لا يفرح لفرح السوريين بعودتهم إلى بيوتهم، ومن ينكر عليهم ذلك فهو ليس إلا ظـالم أو جـاهل

• سقوط نظام بشار الأسد سيكون خبرًا سيئًا بالنسبة لإسرائيل، لمعرفتهم أن نظام الأسد منذ العام 1970 هو حارس أمين للحدود

• أنا على قناعة أن الأمور ستتمخض عن خير كثير، بحيث تعرف الأُمّة الأعداء من الحلفاء

طه اغبارية
عبّر الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليًا، عن سعادته بما حققته فصائل الثورة السورية في الأيام الماضية من انتصارات في مقدمتها تحرير كامل لمدينة حلب وتطهير محافظة إدلب من جيوب نظام بشار الأسد وسيطرتهم على مناطق كثيرة في مدينة حماة.

نصير الحرية
يعتبر الشيخ كمال خطيب من أبرز المناصرين للثورة السورية وتحمّل في سبيل ذلك الكثير من الأذى على يد الذباب الإلكتروني التابع لنظام الأسد، كما هوجم من قبل المغرر بهم من أبناء شعبنا ممن يؤيدون نظام الاستبداد في دمشق.

غير أن الشيخ كمال، يقارب المسألة السورية كفلسطيني اكتوى بنار الاستبداد والظلم الإسرائيلي، لذلك تراه يكتب ضد أنظمة الاستبداد في الوطن العربي، ناشدًا الحرية لشعبنا الفلسطيني وسائر الشعوب العربية التي يحكمها الاستبداد بالحديد والنار.

لم يتأخر خطيب عن نصرة الحراك الأخير لفصائل الثورة السورية، مؤيدًا ومفنّدًا لمزاعم المُغرر بهم من داعمي نظام الاستبداد في دمشق، وادّعائهم أنه “نظام ممانعة”، فكتب في آخر منشور له على صفحته الرسمية في مواقع التواصل: “الإعلام الإسرائيلي وعلى لسان مسؤولين إسرائيليين إنهم يقولون: سقوط نظام بشار الأسد سيكون خبرًا سيئًا بالنسبة لإسرائيل، لمعرفتهم أن نظام الأسد منذ العام 1970 هو حارس أمين لحدود إسـرائيل الشمالية. إسرائيل لا تريد سـقوط نظام بشار، وإيران لا تريد سـقوط نظام بشار. فمن يكون بشار الذي ترضى عنه إيران وإســرائيل، وبقاؤه يحقق مصالح إيران وإسـرائيل؟!!!”.

حق العودة
وفي دفاعه عن حق عودة المهجّرين والنازحين السوريين إلى أرضهم وديارهم التي أُخرجوا منها على يد ميليشيات الأسد والاحتلال الروسي والإيراني، كتب خطيب: “من حق أبناء شعبنا الفلسـطيني في غزة أن يطالبوا، بل أن يعملوا من أجل العودة إلى بيوتهم ومدنهم التي هجّرهم منها الاحتلال الإسـرائيلي خلال الحـرب الـدموية الأخيرة على قـطاع غـزة. بل من حقّ أبناء شعبنا الفلسـطيني عمومًا أن يطالبوا وأن يعملوا من أجل العودة إلى قراهم ومدنهم التي هجّـرهم منها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 ولا ينكر عليهم ذلك الحق إلا ظالم.

ومن حق أبناء الشعب اللبناني أن يعودوا إلى قراهم ومدنهم في جنوب لبنان التي هـجّرهم منها الاحتلال الإسـرائيلي خلال حـربه الأخيرة على جنوب لبنان. وبالمقابل فلماذا لا يحقّ لأبناء الشعب السوري أن يعودوا إلى قراهم ومدنهم التي هجّـرهم منها بشار الأسد بدعم الاحتلال الروسي والإيراني وميلـيشياته الطائفية؟ لماذا لا يحقّ لهؤلاء أن يفرحوا بالعودة إلى وطنهم وقد هـُجّر منهم 13 مليون سوري.

للتذكير فإن الشعب السوري هو الذي احتضن المهـجّرين الفلسطينيين وفتح لهم بيوته في العام 1948 بعد النـكبة والتهجير الذي مارسه الاحتلال الصـهيوني، وكان ذلك قبل إذ يولد بشار الأسد وقبل أن يصبح والده حافظ رئيسًا على سوريا، وقبل إذ يكون حزب البعث. وإن الشعب السوري هو الذي احتضن المهجّرين اللبنانيين في العام 2006 بفعل العـدوان الإسرائيلي يومها.

فلماذا يسمى الفلسـطيني الذي يطالب بحقّ عودته إلى بيته ووطنه بطلًا وهو كذلك؟ ولماذا يسمى اللبناني الذي يطالب بحق عودته إلى قراه ومدنه في جنوب لبنان بطلًا وهو كذلك؟ بينما يسمى السوري الذي يطالب ويعمل وقد نجح بالعودة إلى قراه ومدنه إرهـابيًا وتكـفيريًا وعميلًا لأمريكا وإسرائيل؟ من لا يفرح لفرح السوريين بعودتهم إلى بيوتهم، ومن ينكر عليهم ذلك فهو ليس إلا ظـالم أو جـاهل”.

إرادة شعب
في سؤال عن قراءته لتطورات المشهد السوري وسرعة انهيار قوات النظام، يقول الشيخ كمال خطيب في لقاء مع “موطني 48″، إنّ النظام السوري كان في طريقه إلى الانهيار بين عامي 2014-2015، وقد وصل الثوار حينها قريبًا من القصر الجمهوري في دمشق، لكن التدخل الروسي والإيراني واحتلالهما للأراضي السورية وتوفير سلاح الجو الروسي الغطاء الجوي لقوات النظام على الأرض وافتقاد الثوار ولو لطائرة واحدة تحمي وجودهم على الأرض، هذا كله أوقف زحف الثوار ومنع النظام من الانهيار.

وأضاف أنّ “هشاشة النظام كانت قائمة على الدوام فهو يفتقد للحاضنة الشعبية التي تحميه، فكان جلّ اعتماده على أسياده في روسيا وإيران، فلما انحسر الدعم الروسي والإيراني في الفترة الماضية، بسبب انشغال روسيا في حربها مع أوكرانيا وحصول ما حصل لإيران، هذا مكّن فصائل الثورة من استعادة زمام المبادرة، ناهيك أن هذه الفصائل راكمت كما يبدو الكثير من الخبرات والتجارب جعلتها تفاجئ النظام واستخباراته وتقوم بهجومها الأخير. إذًا هي إرادة شعب هُجر من أرضه ودياره وبقي مصرًّا على استعادة حريته وأرضه في ظل ظروف مواتية لذلك”.

مخاض لميلاد جديد
حول توقعاته لمآلات الأمور، يرى خطيب أنّ سوريا في الفترة المقبلة ستكون مركزًا كبيرًا لأحداث ومتغيرات، وأكمل: “أتوقع أن تكون هناك تدخلات للعديد من الأطراف، روسية، أمريكية، إسرائيلية، إيرانية، تركية، عراقية وغيرها، فكل هذه الأطراف ترقب ما يحدث، وبالنظر إلى الفائدة التي يحققها بقاء الأسد للعديد من الأطراف -حتى لو لم تكن متقاطعة- ستحاول بعض القوى وفي مقدمتها إسرائيل التدخل لمنع انهيار النظام، فهو يحافظ على حدود آمنة مع تل أبيب وأثبت أدبه والتزامه بالصمت المطبق خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، لذلك أتوقع أن تكون مرحلة صعبة وتحديات كبيرة تواجه الثوار، ولكن أنا على قناعة أن الأمور ستتمخض عن خير كثير، بحيث تعرف الأُمّة الأعداء من الحلفاء، فنحن هنا نتحدث عن بلد من بلاد الشام التي كثر ذكرها في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تنطوي عليه من خير عظيم. أسأل الله تعالى أن يكون ما يحدث، مخاض لميلاد جديد مبارك إن شاء الله”.

أبواق النظام
وفي سؤال عن استنفار داعمي النظام واتهامهم للثوار بالعمالة، أعرب الشيخ كمال خطيب عن اشمئزازه من هؤلاء بالقول: “هؤلاء أسفهُ من أن يُردّ عليهم، فهم لا يقرؤون السياسة والواقع، وإنما يتحركون إمّا بدوافع طائفية أو حزبية مقيتة أو بدافع التعصب الأعمى، ومنهم من هو مُغرر به. رأينا مواقف هؤلاء في كل ثورات الربيع العربي، حيث وقفوا مع الأنظمة والطواغيت. بعضهم يحرص على النظام بزعم أنه نظام ممانعة، لكن الأحداث الأخيرة كشفت حقيقة هذا النظام، فلم ينبس ببنت شفة وكأنه التزم مسبقًا بما أمره به نتنياهو بـ “عدم اللعب بالنار” يوم أعلن وقف إطلاق النار مع لبنان”.

وأضاف: “بعض الأنظمة العربية مثل السعودية والإمارات والتي ادّعت فيما مضى دعمها للثوار ثمّ تخلت عنهم، تحوّلت إلى داعمة للطاغية المجرم بشار الأسد عبر أبواقها الإعلامية ومواقفها السياسية بالمسارعة إلى إبداء الدعم للنظام، وفيهم يصدق قول الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير… بها عرفت عدوي من صديقي. المحن تفضح هؤلاء، والشام المباركة ستكون الفاضحة لهؤلاء”.
“امضوا على ما أنتم عليه”

في ختام لقائه مع “موطني 48″، أبدى الشيخ كمال خطيب، انبهاره بالخطاب الإسلامي والوطني الحقيقي والرزين الذي يخاطب به ثوار سوريا أهل الداخل السوري والمجتمع الدولي -رغم أنهم لا يعوّلون عليه-، وعزا ذلك إلى المراجعات الفكرية الرصينة التي حصلت في السنوات الماضية وهي جديرة بالاهتمام والافتخار -كما قال- وخاطب فصائل الثورة قائلًا: “امضوا على ما أنتم عليه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى