المختص في الآثار والمقدسات د. عبد الرازق متاني: اغيثوا ما تبقى من مقدساتنا

طه اغبارية
رصد المختص في الآثار والمقدسات د. عبد الرازق متاني من مدينة قلنسوة، خلال جولة قام بها مؤخرا، انهيارا كبيرا في جدران مسجد الخانقة الصلاحية في حطين، إلى جانب رصد أضرار كبيرة أخرى في العديد من المقدسات.
وقال متاني في حديث مع “موطني 48”: “في ظل تداعيات الحرب على غزة، تبقى هناك قضايا أخرى يجب أن لا نغفل عنها، ومنها قضية المقدسات في الداخل الفلسطيني والتي تعاني على مدار قرون من التدمير والنبش والتخريب”.
وأضاف: “كشفت الجولة التي قمتُ بها لتفقد المقدسات عن أضرار بالغة وكبيرة طالت العديد من المقدسات في القرى المهجرة. وجاءت هذه الجولة التفقدية للوقوف على أحوال المقدسات بعد العاصفة التي ضربت البلاد لأيام طويلة وهي تندرج ضمن الجولات الدائمة التي أقوم بها منذ أعوام للوقوف على حال المقدسات”.

وتابع “أطلقنا منذ بضع سنين حملة “اغيثوا ما تبقى من مقدساتنا في الداخل الفلسطيني” بعد الوقوف على سوء حال المقدسات، إلا أنه -للأسف- لم يكن هناك حراك أو اهتمام بهذه المقدسات، واليوم -ومن خلال جولاتي التفقدية الحديثة- بات يتحقق ما كنت أُحذّر منه دائما وباتت مقدساتنا تتهاوى الواحد تلو الآخر”.
ودعا متاني إلى “ضرورة الحراك السريع والجاد من أجل حفظ ما تبقى من مقدساتنا قبل أن نفيق ولا يبقى لها أثر”.
من الأماكن التي جرى رصد وتوثيق ما تعرضت له من أضرار، وفق متاني: “مسجد الخانقة الصلاحية في حطين (قضاء طبريا)، ويعتبر هذا المسجد من أكبر وأهم المساجد التاريخية في الداخل الفلسطيني، فهو ليس مجرد مسجد، بل خانقة وكلية عريقة خرّجت العديد من العلماء على مر قرون. وضم هذا الصرح المصلى المركزي، غرف التدريس والمرافق العديدة وقد كان عامرا بالمصلين وتقام فيه الصلاة حتى تهجير القرية عام 1948.
وقد تعرض المسجد للكثير من الاعتداءات وتضرر البناء على مرّ الزمن جراء تعرضه للعديد من الاعتداءات المتكررة والتي شملت نبش الأرضية في ساحات المسجد؛ ورغم عمليات الترميم المحدودة التي تمت لأجزاء من المسجد الى انها لم تشمل كل البناء. من خلال الجولة الأخيرة، تمّ توثيق انهيار الجدار الشرقي للمسجد وإلحاق ضرر بالغ وكبير في البناء مهددا كل البناء”.



