أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

سمعت عن تبرع قريبتها الحاجة نعمة للمشفى….. الحاجة حُسن صرصور (86 سنة) تتبرع لمشفى النور في أم الفحم بمبلغ 69 ألف شيقل

طه اغبارية
دأبت الحاجة حُسن صرصور (86 سنة) من مدينة كفر قاسم، على بذل ما وفرته من أموال من “تأمين الشيخوخة” وقطعة أرض باعتها لغرض التبرع لأعمال خير، وتحديدا المساجد التي تبنى في كفر قاسم والبلدات العربية في المثلث الجنوبي، لكنها بعد أن سمعت من بناتها عن تبرع جارتها وقريبتها الحاجة نعمة صرصور (96 سنة) قبل نحو شهر ونيّف، لمشفى طبي في أم الفحم، قالت لابنها “خذ هذا المبلغ- وهو 69 ألف شيقل-، وتبرع به لهذا المشفى”.
لم يتأخر الحاج عثمان صرصور، نجل الحاجة حسن، عن تلبية رغبة والدته، وزار وزوجته وابنه واخته، السبت الأخير، مدينة أم الفحم، وقدموا مبلغ التبرع لإدارة مشفى النور الطبي، التي شكرت الحاجة حسن وأبناءها على هذا العطاء الجزيل.
لم تكن هي المرة الأولى التي تلحق صدقة بصدقة في التنافس على فعل الخير والتبرع لمشفى النور الطبي، وبدأ الأمر مع تبرع السيد محمد عبد اللطيف دعدوش (حنتوشي) وإخوانه من أم الفحم، وتبنيهم لمشروع “الأسرّة” في القسم التمريضي التابع لمشفى النور، وقرأ عن هذا العطاء في صحيفة “المدينة” الصادرة بأم الفحم، الحاج عبد الحميد تحاوخو من قرية كفر كما، فقدم لمشفى النور متبرعا بمبلغ 339 ألف شيقل، ثم سمعت الحاجة نعمة صرصور (96 عاما) من مدينة كفر قاسم بتبرع الحاج تحاوخو، فأصرت أن تأت بنفسها إلى مدينة أم الفحم لرؤية مشفى النور الطبي، ورافقتها 3 محسنات أخريات من كفر قاسم قدّمن التبرعات للمشفى من باب الصدقة الجارية وفعل الخير، وها هي الحاجة حسن، جارة وقريبة الحاجة نعمة، توفد أبناءها لأم الفحم من أجل التبرع، بعد أن حالت صحتها دون قدومها بنفسها.
يقول الحاج عثمان صرصور في حديث لـ “موطني 48”: “كانت الوالدة تحتفظ بمبلغ من المال من أجل التبرع لأحد المساجد التي تبنى لدينا في المدينة، وحين سمعت واخواتي عن مشفى النور الطبي وقيام جارتنا وقريبتنا الحاجة نعمة بالتبرع للمشفى ورأينا صوره على الإنترنت، قلت لوالدتي إن التبرع للمشفى لا يقل أهمية وقيمة في الاسلام عن التبرع للمسجد، فاقتطعت مبلغا من المال من أجل المشفى”.
وحول انطباعه بعد زيارة المشفى، يتابع الحاج عثمان: “في الحقيقة لقد كانت سعادتي بالغة حين رأيت مثل هذا الصرح الطبي في وسطنا العربي، فعلا شيء يرفع الرأس ويثلج الصدر، بارك الله بكل القائمين والمتبرعين لهذا المشفى”.
وأضاف: “بعد الزيارة والوقوف على مرافق هذا المشفى العظيم، أيقنت أن الخير في شعبنا أصيل، وأدعو كل أهل العطاء والخير إلى التبرع بأموالهم من أجل اتمام هذا الصرح على أحسن وجه، في بلداتنا العربية تكثر المساجد مع قلة المصلين والتبرع لبناء مسجد هو شيء عظيم ومبارك، ولكن التبرع لدعم مشفى أو مؤسسة تخدم الناس في الكثير من شؤون حياتهم، لا يقل أهمية ولا قيمة في الاسلام عن التبرع للمساجد”.
من جانبه أكد السيد محمد محاميد، مدير مشفى النور الطبي، أن المشفى يستقبل التبرعات من أهل الخير، بين الفينة والأخرى، ما يعزز أهمية الصدقة الجارية وحب العطاء لدى الأهل المحسنين، بصرف النظر عن حجم التبرعات.
وقال محاميد في حديث لـ “موطني 48”: “أشكر الحاجة حسن وأبناءها على هذا العطاء المبارك، فجزاهم الله خيرا وجعل تبرعهم هذا في ميزان حسناتهم.
تجدر الإشارة إلى أن مشفى النور الطبي (بالقرب من المدرسة الثانوية الشاملة)، يستقبل المرضى بعد إعداد الطبقة الأولى من المشفى المكون من 5 طبقات، بالأجهزة الطبية اللازمة، فيما أفادت إدارة المشفى أن الفترة القادمة ستشهد افتتاح الطبقة الثانية والثالثة، وتضم عيادات تخصصية و”قسم تمريضي”، وقد وصلت تكلفة مشروع “مشفى النور الطبي” إلى نحو 50 مليون شيقل، تبرع بها أهل الخير في أم الفحم والمنطقة وجمعيات أهلية محلية.
وتشمل خدمات المشفى في طابقه الأول: غرفة طوارئ، ومختبرا طبيا وتصوير أشعة و”رينتغن”، و”ماموغرافيا” لكشف سرطان الثدي المبكر. وهو يعمل على مدار 24 ساعة.
أما باقي المرافق في المشفى: ستضم الطبقة الثانية عيادات في مختلف التخصصات الطبية مثل: القلب والأسنان، والعيون والعظام والأمراض النسائية، فيما أعدّت الطبقة الثالثة لتكون “مستشفى تمريضي” بحيث يستقبل المرضى من ذوي الاحتياجات العلاجية الدائمة لا سيما من كبار السن، للمبيت دون التقيد بفترة زمنية محددة.
وستكون التغطية المادية للرعاية الطبية المقدمة في “القسم التمريضي” بشكل كامل من قبل وزارة الصحة وفق الاتفاقيات المبرمة بين إدارة المشفى والوزارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى