أخبار رئيسية إضافيةمقالات

“وانك لعلى خلق عظيم”

د. علي خليل جبارين  (نائب رئيس بلدية ام الفحم مسؤول ملف التربية والتعليم)

بمناسبة افتتاح العام الدراسي 2023-2024 أتقدم بأحر التهاني القلبية  والتبريكات لكل القائمين على جهاز التربية والتعليم في بلدنا, لمديرينا مديراتنا, معلمينا ومعلماتنا, طلابنا وطالباتنا  وللأهل الكرام  راجين لكم سنة مليئة بالعطاء, النجاحات والإنجازات العلمية المميزة.

كما تعلمون فإن ظاهرة  العنف  قد استشرت  في مجتمعنا  وراحت تحصد أرواح أبنائنا دون رحمة.  هذه الظاهر الخطيرة هي مؤشر لأزمة أخلاقية عميقة انعكست سلبا على كل مناحي حياتنا.  لذلك نهيب بكم جميعا من مربين ومربيات و مسؤولين عن جهاز التربية والتعليم في بلدنا ومدارسنا ان  يكون شعارنا لهذا العام الدراسي الجديد في كل مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية  قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

 

“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”

علينا العمل على تذويت القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس طلابنا لأن صلاح الفرد والمجتمع يبدأ وينتهي بصلاح الاخلاق.  والأخلاق بمكارمها ومحاسنها وقيهما النبيلة قد حظيت بمكانة مرموقة في الإسلام.  يكفي الاخلاق شرفا ان الله عز وجل اختارها كأجمل  وأحسن الصفات لوصف رسوله الكريم حين قال “وانك لعلى خلق عظيم”.  يكفي الاخلاق فخرا ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خصها كثمرة نهائية لرسالة الإسلام والتي لا يكتمل الإسلام بدونها حين قال: “انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق”.  يكفي الاخلاق عزا ان تتقدم على كل الصفات وتكون الأقرب لرسول الله  حين قال:  “ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا”. هذا غيض من فيض لتبيان المكانة المميزة للأخلاق في ديننا الحنيف.  وحظيت الاخلاق بمكانة سامية في الشعر والادب العربي أيضا  حيث قال الشاعر احمد شوقي:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت         فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و إذا أصيب القوم في أخلاقهم      فأقم عليهم مأتما و عويلا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه      فقوم النفس بالأخلاق تستقم

صلاح الأمم, المجتمعات  والافراد لا يتم ولا يكتمل الا بصلاح الاخلاق. القيم المبادئ الأخلاقية الحميدة الثابتة هي المادة اللاصقة التي تربط أجزاء المجتمع مع بعضها البعض وتمنع تفكك الأسر والمجتمعات.  يتعذر الكلام  عن اي  معاملات سياسية, اقتصادية أو اجتماعية سليمة  بعيدا عن الاخلاق! يتعذر الكلام عن وحدة الصف ووحدة الكلمة بعيدا عن القيم الأخلاقية النبيلة.  المجتمعات التي تعتريها و تتغلب عليها الازمات الأخلاقية العميقة تؤول الى الزوال. صلاح الاخلاق هو الذي يؤدي الى التغيير المنشود.  يقول تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم”. ربط صريح بين  صلاح الاخلاق وإصلاح النفوس لاحداث نقلة نوعية في حياة الفرد.

تكون الاخلاق اما  فطرية مجبولة  موروثة  أو مكتسبة منقولة. فعلى مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية ان تأخذ دورا فاعلا وحقيقيا في تذويت القيم والمفاهيم التي من شأنها ان تعزز مكانة الاخلاق في نفوس طلابنا وتكسبهم  القيم النبيلة. الإدارات الفاعلة المؤمنة بدور الاخلاق في اصلاح النفوس وصلاح المجتمع عليها ان تسعى لتأهيل المعلمين والمعلمات والمربين والمرشدين القائمين على دروس التربية, الدين الإسلامي والفعاليات والبرامج اللامنهجية من اجل اكساب طلابنا مكارم ومحاسن الاخلاق.  يجب وضع خطط تعليمية عملية ارشادية واضحة  قابلة للتطبيق والتقويم والقياس لتذويت مفاهيم أساسية  من شانها  اكساب طلابنا قيما أخلاقية حميدة.

من اهم المفاهيم التي يجب العمل على تذويتها والتي تعتبر جوهر الاخلاق واساسها هي التالي:

مفهوم التوحيد في الإسلام,  معني التوحيد, اخلاص التوحيد, مكانة التوحيد في الإسلام, كون التوحيد جوهر واساس دعوات الرسل الى الله, انعكاس التوحيد على توحيد الكلمة والعمل في سبيل رفعة مجتمعنا…..

سيرة الرسول محمد  صلى الله عليه وسلم ومعنى ” وانك لعلى خلق عظيم” وكيف ان حياة الرسول وسيرته  عكست مكارم ومحاسن الاخلاق………..

مفهوم الحلال والحرام  الذي غاب عن المجتمع و عن المناهج التعليمية…التمييز بين الحلال والحرام, معنى الكسب الحلال, معنى الاجتهاد والمثابرة في العمل الحلال……..

قيمة الصدق وان الانسان المؤمن لا يكذب,  دور الصدق  في نجاة, نجاح و  فلاح الفرد…….

معنى حفظ الأمانة وان نتقي الله في حقوق الناس……

معنى صلة  الارحام  و حق الجيران…………

على المستوى الاجتماعي البيئي:

الحفاظ على بلدنا خضراء, نظيفة وامنة …………..

ان التشبيك والعمل المشترك بين مدارسنا, مؤسساتنا الدينية والمدنية لترجمة هذه المفاهيم بمناهج  علمية عملية تلائم الشرائح العمرية المختلفة وتطبيقها ضمن خطة عمل واضحة ومحكمة سيكون له بالغ الأثر في تحصين بلدنا على المدى الابعد  من اثار الظواهر السلبية التي تعصف بنا.

سلم الله بلدنا وحفظ أبنائنا ومجتمعنا  من كل سوء

والله الموفق والمستعان

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى