أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلات

مشروع إلكتروني يتيح زيارة فلسطين “بدون حواجز”

– أطلقت الشابة سجى أبو دلال مشروع الواقع الافتراضي للأراضي الفلسطينية انطلاقا من معانتها الشخصية.
– مشروع “Pal Vr” يتيح لأي شخص حول العالم التجول في الأماكن السياحية والأثرية في قطاع غزة أو الضفة الغربية.
– يعتمد المشروع على تقنية التصوير بزاوية 360 درجة ويساعد على حفظ التاريخ والتراث الفلسطيني.
– حصل المشروع على جائزة مسابقة للمشروعات الثقافية التي تخدم القضية الفلسطينية.

 

كخلية النحل، تعمل مجموعة شبابية متخصصة بمجال تكنولوجيا المعلومات والتصوير على تطوير مشروع افتراضي يتيح لأي شخص حول العالم التجول في الأماكن السياحية والأثرية في قطاع غزة أو الضفة الغربية، والتنقل بين شقي الوطن “بدون حواجز”.

أطلقت هذا المشروع القائم على تقنية التصوير بزاوية 360 درجة، الشابة سجى أبو دلال، التي اختارت له اسم “Pal Vr”.

لا يزال المشروع يخطو أولى خطواته، لكنه استطاع جذب الكثير من الداعمين الذي شكلوا مع أبو دلال مجموعة عمل نشطة، تعمل على كسر الحواجز التي تقيّد الوطن.

 

– معايشة الواقع

داخل مسجد السيد هاشم بن عبد مناف، الواقع في حي الدرج أعرق الأحياء التاريخية بمدينة غزة، تلتقط أبو دلال مقاطع فيديو عامة لتركز بعدها على النقوش والتفاصيل المعمارية، ليكون هذا المكان جزءا من الأماكن التي يتاح زيارتها عبر المشروع.

ويعود تأسيس هذا المسجد للعهد المملوكي، وجدده السلطان عبد الحميد عام 1850.

ويعتقد أن هذا المسجد يحتضن قبر جد الرسول (محمد صلى الله عليه وسلم)، وعليه سميت مدينة غزة “بغزة هاشم” نسبة إليه.

وقالت أبو دلال للأناضول، إن إضافة هذا المسجد للمجموعة الدينية في مشروعها “ستكون ثرية وذلك لأهميته الدينية والتاريخية”.

وتعد مدينة غزة من مدن العالم القديمة، حيث خضعت لحكم الفراعنة، والإغريق، والرومان، والبيزنطيين، والمسلمين، وتضم عشرات المواقع الأثرية.

 

– تقنيات التصوير

وفي السياق، أوضحت أبو دلال أن تقنية التصوير بزاوية 360 درجة، تتيح التقاط مقاطع فيديو من كافة الاتجاهات، للأماكن التي تضاف للمشروع.

وأضافت: “حينما يرتدي الزائر نظارة vr (نظارة الواقع الافتراضي) ويشاهد المقاطع التي صممناها وصورناها، يبدو له وكأنه يتجول في المكان من كافة الاتجاهات، فيشعر أنه في قلب المكان تماما”.

وراودت هذه الفكرة أبو دلال انطلاقا من حلمها وواقعها كفلسطينية ممنوعة من زيارة الضفة أو القدس، والتجول في مواقعها الدينية والسياحية.

وعليه، بدأت الشابة الفلسطينية التفكير في كيفية استغلال التكنولوجيا لتحقيق حلمها وحلم فلسطينيين آخرين. سواء المقيمين خارج الأراضي الفلسطينية أو داخلها، لكن جميعهم “محرومون من التجول في أي منطقة بسبب الحواجز والمنع الإسرائيلي”، وفق قولها.

وأشارت أن هذه الفكرة ساعدت في إحياء التراث الفلسطيني، وتعريف الناس سواء فلسطينيين أو عرب أو أجانب، على الأماكن الأثرية في فلسطين.

وتابعت: “ربطنا المدن الفلسطينية ببعضها البعض، لنوصل فكرة أن هذا المشروع يلغي الحدود والحواجز الإسرائيلية التي تفصل بيننا”.

 

ـ مراحل العمل والطموح

وقالت أبو دلال إنها حصلت على تمويل لتطوير واستكمال العمل على فكرتها بعد فوزها في ديسمبر/ كانون الأول لعام 2021، في مسابقة للمشروعات الثقافية التي تخدم القضية الفلسطينية.

ولكنها اعترفت أن عملية تنفيذ المشروع تأخرت، إثر تأخر وصول المعدات اللازمة للتصوير، والتي تدخل إلى قطاع غزة بـ”صعوبة بالغة”.

وأكدت أبو دلال أن توفير المعدات اللازمة للتصوير كانت من أبرز التحديات والصعوبات التي واجهها فريق العمل.

وتبين أن مراحل العمل تبدأ من تصوير المكان المستهدف من كافة الاتجاهات، والتعليق الصوتي عليه لشرح تفاصيله ومعلوماته التاريخية، ثم إخضاعه للتصميم والمونتاج، ومن ثم إتاحته للمشاهد.

وأشارت إلى أن فريق العمل مكون من 6 أشخاص، بينهم اثنان من الضفة ومدينة القدس، حيث يعملان على توثيق المناطق السياحية والأثرية التي تقع فيهما.

وتابعت: “لم نصل للطاقم بسهولة كنا نبحث عن أشخاص محترفين في التصوير ويمتلكون كاميرات متخصصة لتصوير الواقع الافتراضي بزاوية 360 درجة، لتوثيق أبرز المواقع هناك وإعادة إحيائها في ذهن المشاهد الفلسطيني والعربي”.

 

– قناة يوتيوب للمشروع

وعن الأشخاص الذين لا يمتلكون هذه النظارات التي تدعم التقنية الافتراضية، أوضحت أبو دلال أنه يمكن لأي شخص التجول في هذه الأماكن عبر قناة المشروع على يوتيوب.

ونوهت إلى أن جميع المقاطع المصورة تتضمن تعليقا صوتيا يشرح للمشاهد تفاصيل الأماكن، وأبرز القصص التاريخية عنها.

وعبرت أبو دلال عن طموحها في الوصول لكافة الأماكن السياحية والأثرية في فلسطين لتوثيقها بمقاطع فيديو، وإتاحتها للناس من كافة دول العالم.

واختتمت قائلة: “أتمنى أن يوصل صوتنا وصوت المشروع لكل العالم، بما يحفظ التاريخ والتراث الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال طمسه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى