تتزامن مع عدوان جديد.. الذكرى الثانية لمعركة “سيف القدس”

توافق اليوم الأربعاء، الذكرى الثانية لمعركة “سيف القدس” التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأظهرت خلالها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية فشل نظرية الردع الإسرائيلية، كما أظهرت إمكانيات وقدرات عالية لدى المقاومة.
الإنذار الأخير
بعد تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في القدس والضفة المحتلة، في محاولة للاستفراد بالمسجد الأقصى وتهجير أهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم، كانت كتائب القسام ترقب المشهد عن كثب.
ففي الرابع من مايو لعام 2021م، أطلقت الكتائب التحذير الأخير على لسان قائد هيئة الأركان محمد الضيف “أبو خالد”، وجاء فيه: “إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليًا”.
بعد رفض الاحتلال الاستجابة لمهلة المقاومة، وفي تمام الساعة السادسة من مساء الاثنين (10/5/2021)، وجّهت كتائب القسام رشقة صاروخية نوعية تجاه مواقع اسرائيلية في القدس المحتلة، إيذانًا ببدء معركة “سيف القدس”، الأمر الذي شكل مفاجأة صادمة للحكومة الإسرائيلية، التي أخطأت تقدير موقف المقاومة وطريقة تفكيرها.
سيف القدس
11يومًا، تمكنت خلالها كتائب القسام من فرض سيطرتها على مجريات المعركة، من خلال أوامرها للاحتلال، والتي كان أهمها فرض حظر التجول في المستوطنات والمدن على طول امتداد الجغرافيا الفلسطينية.
وفي اليوم الأول، وجهت كتائب القسام ضربة صاروخية لمواقع اسرائيلية في القدس المحتلة، لتؤكد أن المعركة اندلعت من أجل القدس.
كما تمكنت الكتائب في اليوم الثالث من المعركة من استهداف جيبٍ عسكري للجيش الإسرائيلي من نوع “ديفندر” بصاروخ موجه، قرب مستوطنة “نتيف هعسراه” شمال قطاع غزة، وأسفر الاستهداف عن مقتل جنديين وإصابة آخرين، لتعود في اليوم الأخير من المعركة وتستهدف حافلة لنقل الجنود، قرب قاعدة “زيكيم” شمال قطاع غزة.
واستطاعت المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام إدارة المعركة بنجاح، وعملت على ترسيخ معادلات جديدة، أهمها وحدة الأراضي الفلسطينية.
أسلحة نوعية
خلال معركة سيف القدس أعلنت كتائب القسام عن إدخالها أسلحة جديدة للخدمة، كان أبرزها صاروخ “العياش 250″، وقد استهدفت به الكتائب مطار رامون، وجعلت كل نقطة من شمال البلاد إلى جنوبها تحت مرمى الصواريخ.
كما أسدلت الكتائب الستار عن صواريخ SH85 والتي جاءت تسميتها تيمنًا بالشهيد محمد أبو شمالة، وصاروخ A120 الذي سمي تيمنًا بالشهيد رائد العطار، إضافة إلى الصواريخ التي استخدمتها مجددًا من طراز (Q20، M75، J80، J90) ودكّت بها المواقع الإسرائيلية.
وفي تطور نوعي، أعلنت كتائب القسام عن دخول طائرة “شهاب” الانتحارية إلى الخدمة، ونفذت بها عدة مهمات خلال المعركة، من بينها استهداف منصات الغاز الإسرائيلية في عرض البحر قبالة شواطئ ساحل شمال غزة، كما استهدفت مصنعًا وحشودًا عسكرية قرب قطاع غزة.
كما أعلنت عن طائرة الزواري المسيرة، ونفذت من خلالها طلعات رصد واستطلاع لتحديد الأهداف والمواقع الإسرائيلية خلال المعركة، وسميت بهذا الاسم تيمنًا بالشهيد المهندس محمد الزواري.
انتصار المقاومة
بعد 11 يومًا، وضعت معركة سيف القدس أوزارها، وفي تمام الساعة الثانية فجر الجمعة (21/5/2021)، أعلنت غزة انتصارها.
وأجمع محللون سياسيون وعسكريون إسرائيليون على فشل الحكومة الاسرائيلية سياسيًا وعسكريًا في المعركة، ووجهوا انتقادات واسعة للجيش في ضوء نتائجها التي كشفت إخفاقات وهشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وقد أسفرت المعركة عن مقتل 14 إسرائيليا وإصابة المئات. واستطاعت المقاومة أن تلحق خسائر في الاقتصادي الإسرائيلي قدرت قيمتها بـ 7 مليارات شيكل، بالإضافة إلى خسائر عسكرية تجاوزت قيمتها 1.1 مليار شيكل، كما وتم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر مادي.