أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

منهم مبتورو الأطراف.. ذوو الإعاقة يشاركون في انتشال ضحايا الزلزال بشمال سوريا

يجلس حسن الطلفاح على أحد الجدران المدمرة في منطقة بسنيا في ريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود السورية مع تركيا بعد أيام متواصلة من مشاركته في انتشال الضحايا وإزالة الركام من المنطقة التي ضربها الزلزال.

وينحدر الطلفاح من مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، وهو متطوع في فريق الدفاع المدني رغم معاناته من إصابة سابقة أدت إلى بتر رجله اليسرى أثناء التخلص من الذخائر العنقودية في مدينته.

وكان الرجل أيضا أحد متطوعي فريق “الخوذ البيضاء” الذين تمكنوا من انتشال عائلات على قيد الحياة في منطقتي بسنيا وملس شمالي إدلب بالقرب من الحدود مع تركيا على إثر الزلزال الأخير.

 

بين الفرح والألم

ويقول الطلفاح “تطوّعت مع فريق الدفاع المدني عام 2014 ورغم الإعاقة التي أعاني منها منذ سنين، رفضت الاستسلام وهرعت لإسعاف الأهالي تحت الركام منذ اليوم الأول للزلزال”.

ورغم أنه يعبّر عن فرحته حد البكاء عند إخراج أي شخص على قيد الحياة، فإنه يقول إن “الأخبار المؤلمة تكون عندما نصل لأحد العالقين وقد فارق الحياة، أو عندما يصلنا خبر وفاة بعض الذين أنقذنا حياتهم بفترات قصيرة”.

وفي اليوم الأول للزلزال، ذهب حسن الطلفاح، الذي يستعين بساقه الاصطناعية، مع فريق المنقذين إلى بلدة ملس في ريف إدلب الشمالي الغربي بالقرب من الحدود مع تركيا، وكانت هناك عائلات تحت الأنقاض، وقال “تمكنّا من انتشال امرأة على قيد الحياة وهذه كانت أحد أكثر الأخبار المفرحة خلال العمل الذي دام طيلة أيام”.

 

تواصل عمليات الإنقاذ

وبلغت إحصائية غير نهائية لضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا 2274 قتيلا وأكثر من 12 ألفا و400 إصابة وفق الدفاع المدني. وتعاملت هذه الفرق مع 2170 حالة وفاة، وأسعفت نحو 2950 مصابا حتى مساء أول أمس الاثنين.

وواصلت فرق الدفاع المدني عمليات البحث تحت الأنقاض وفتح الطرقات المغلقة وإزالة المخاطر في مناطق شمال غربي سوريا، بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.

ووثق الفريق انهيار أكثر من 550 مبنى، بينما تضرر جزئيا أكثر من 1570 مبنى، وتصدّع الآلاف في عموم المناطق التي ضربها الزلزال.

وكانت أكثر المناطق التي تعرضت لدمار كبير في مدينة حارم شمال إدلب على الحدود السورية مع تركيا؛ حيث سقطت مئات المباني فوق رؤوس ساكنيها في حين تصدعت عشرات مئات الأخرى. وكذلك تعرض قسم كبير من المباني في مدينة جنديرس في ريف حلب الشمالي الغربي لدمار واسع؛ حيث يقدّر بأن مئات المدنيين لا يزالون عالقين تحت الأنقاض وسط مناشدات لإنقاذهم.

 

كان يوما تحت أنقاض القصف

في هذه المناطق يعيش عبد الله الحسين (44 عاما) الذي يعاني من شلل في يده جراء تعرضه لطلق ناري منذ أن كان عمره 4 سنوات، وتعززت إعاقته بعد قصف طيران النظام السوري لمنزله وإخراجه من تحت الأنقاض قبل سنوات.

وبعد وقوع الزلزال الأخير شمال سوريا تذكّر الحسين ما جرى له سابقا، وقرر الذهاب لتفقد العالقين تحت الأنقاض والمشاركة في إزالة الركام بعد ساعة من حدوث الكارثة.

و قال الحسين “أعيش في خيمة في منطقة باب الهوى شمال سوريا، ولم يؤثر حدوث الزلزال علينا، لذلك طلبت من ابني توصيلي للمباني المدمرة جراء الزلزال في المنطقة”.

نسي الحسين إعاقته بعد سماع أصوات الاستغاثة، وقال “يدي اليسرى السليمة ظننتها قادرة على أن تحمل جبلا، في كل دقيقة عمل أتذكر لحظات عايشتها أنا وابنتي تحت أنقاض منزلنا قبل سنوات”.

 

مشاركة استثنائية

وتعرضت مناطق شمال غرب سوريا لزلزال عنيف في السادس من فبراير/شباط الجاري تسبب بسقوط الآلاف بين قتيل ومصاب في حين انهارت مئات المباني في ريفي حلب وإدلب.

وقال الناشط الإعلامي محمد الكامل إن الشمال السوري شهد حالة تضامن غير مسبوقة؛ حيث شاركت النساء والمسنون وذوو الإعاقة وحتى الأطفال في عمليات انتشال الضحايا من تحت الركام “لأنه ربما ليس هناك منزل إلا وتعرض لفاجعة الفقد”.

وروى الكامل أنه شاهد الكثير من مبتوري الأطراف يعملون بين الأنقاض ويحاولون إزالة الركام عن ذويهم.

 

المصدر: الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى