أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

في حلقة جديدة من “هذه شهادتي”: الشيخ كمال خطيب يستدعي يوم اعتقاله في هبّة الكرامة.. ويروي تفاصيل من التحقيق معه لدى جهاز المخابرات

طه اغبارية، عبد الإله معلواني

 حذّر الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، من تصعيد السياسات الإسرائيلية المعادية لشعبنا ومقدساتنا في ظل الحكومة المقبلة لبنيامين نتنياهو الذي تسبب باندلاع أحداث هبّة الكرامة في أيار/مايو من العام الماضي. كما قال.

واستعرض خطيب، تفاصيل اعتقاله في هبة الكرامة يوم 14 أيار/ مايو 2021، ومجريات التحقيق معه في أروقة جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، كما تطرق إلى أحداث هبة الكرامة  في الداخل الفلسطيني في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة والمسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح والمدن الساحلية.

جاء ذلك، في حلقة جديدة ضمن سلسلة حلقات برنامج “هذه شهادتي” مع الإعلامي عبد الإله معلواني، الذي يبثُّ عبر قناة “موطني 48” على “يوتيوب” وصفحة الموقع على “فيسبوك” والصفحة الرسمية للشيخ كمال خطيب على “فيسبوك”.

 

اندلاع هبَّة الكرامة

بالعودة إلى اندلاع هبَّة الكرامة في شهر أيار عام 2021، يذكر الشيخ كمال خطيب: “توقع المراقبون حينها أن أمرا ما سيحدث خلال شهر رمضان من العام 2021، ولكن حالة الصلف والغرور التي تصيب- أحيانا- القوي، تجعله يفكر بقوته وعضلاته. إسرائيل أعلنت في رمضان 2021 عن نصب حواجز شرطية في ساحة باب العامود بالمسجد الأقصى، والكل يعلم أنها ساحة تحتضن العديد من النشاطات خاصة في شهر رمضان بعد صلاة التراويح، فنصب الاحتلال الحواجز ومنع الشباب من التواجد في الساحة، ذلك وتّر الأوضاع، ثم تبع ذلك ممارسات الاحتلال في حي الشيخ جراح ومحاولة تهجير عدد من العائلات في الحي، وتزامن ذلك أيضا مع إعلان جمعيات استيطانية عزمها اقتحام المسجد الأقصى يوم 28 رمضان (2021). كل هذه الإجراءات الاحتلالية زادت من منسوب التوتر”.

وأضاف: “في ظل هذه الأجواء، ومع إعلان جماعات الهيكل المزعوم نيتها اقتحام الأقصى يوم 28 رمضان (10/5/2021) تشرفت بمناشدة أهلنا عبر تسجيل مصور، بشد الرحال إلى المسجد الأقصى وألا يتركوه وحيدا. ومع توافد أبناء شعبنا إلى الأقصى حاولت شرطة الاحتلال منعهم وأوقفت الحافلات يوم السبت 8/5/2021 وأمام هبة أهل القدس وأبو غوش بسياراتهم لإقلال الناس إلى الأقصى تراجعت الشرطة وسمحت للحافلات بالتوجه إلى الأقصى”.

وتابع: “يوم الأحد 9/5/2021، توجّهت مثل الآلاف من أبناء شعبنا إلى الأقصى قبل يوم من الموعد المقرر لاقتحام الجماعات الاستيطانية للمسجد، فلما رأت السلطات الإسرائيلية الحشود في الأقصى، تراجعت عن سماحها للمستوطنين بتنفيذ اقتحاماتهم، لكنها قامت هي بالاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى، وقد اعتدي علينا في ضحى يوم الاثنين وأُلقيت علينا قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي ما أسفر عن جرح العشرات واستمر هذا العدوان مدة 4 ساعات، لكنه كان يوما مشهودا بثبات الشباب وعدم خضوعهم لهذا المحتل الظالم. بعد أن هدأت الأوضاع قررتُ العودة إلى كفر كنا ظهر يوم الاثنين (10/5/2021). أحد الأصدقاء يدعى فهمي شبانة من القدس عرض عليّ قبل الرجوع إلى كفر كنا أن أُبدل ملابسي في بيته بعد أن طالها الأذى من رائحة الغاز ووسائل القمع الاسرائيلية، وقد توقعت وصديقي أن اعتقل اثناء خروجي من الأقصى، فلم يُرد أن اعتقل بملابسي التي بت فيها في الأقصى ونالها الأذى. إلا أنني اعتذرت منه فلم أرد أن اعتقل وأنا بملابس نظيفة خاصة أنني كنت كما سائر الناس ضمن من اعتدي عليهم من قوات الاحتلال وظهوري بملابس نظيفة ليس مستساغا، على كل حال قدّر الله تعالى أن لا اعتقل في ذلك اليوم ووصلت إلى كفر كنا مساء الاثنين”.

 

تصاعد الأحداث

تابع الشيخ كمال خطيب سرد الأحداث التي تدحرجت بعد العدوان الإسرائيلي على الأقصى يوم 10/5/2021. يقول: “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والأقصى، جعل المقاومة تحذّر الاحتلال غير أن المؤسسة الإسرائيلية ظلت على صلفها. جرى تسيير حافلات من المستوطنات الى مدينة اللد، واعتدى المستوطنون على المواطنين العرب في اللد، ما أسفر يوم 10/5/2021 عن استشهاد الشاب موسى حسونة وإصابة العشرات من أهلنا في اللد. بعد هذا الحدث تنادت اللجان الشعبية والسلطات المحلية في البلدات العربية إلى التظاهر، وقمنا في كفر كنا بتنظيم وقفة احتجاجية، وبعدها بيوم وصلتني عبر الهاتف رسالة من جهاز الأمن العام (الشاباك) تقول: “تم تشخيصك في الأقصى وشاركت في أعمال عنف وستتم محاسبتك”، كذلك رئيس الحكومة حينها نتنياهو دعا إلى معاقبة من شاركوا في المسجد الأقصى المبارك”.

 

يوم الاعتقال

يتابع الشيخ كمال سرد روايته للأحداث متوقفا عند يوم اعتقاله: “بعد عصر يوم الجمعة بتاريخ 14/5/2021، وكان أول أيام عيد الفطر، وإذ بقوات خاصة إسرائيلية من وحدات مختلفة ومنها غير معروفة، تداهم البيت في صلف ووقاحة وتقوم باعتقالي. في ظل الصخب الذي حدث خلال عملية الاعتقال سمع شبان البلدة ما جرى وتمَّ الصدام بينهم وبين القوات الشرطية والأمنية وجرى الاعتداء عليهم وإصابة العشرات، حالات بعضهم كانت خطيرة.

 

في غرف التحقيق

يكمل الشيخ كمال: “نُقلت إلى التحقيق في معتقل الجلمة حيث أقبية التحقيق التابعة للمخابرات، واستمر اعتقالي 37 يوما. في غرف التحقيق حاولوا الضغط على أعصابي بأن جاءني أحد المحققين وقال “هل انت مبسوط، هناك اكثر من 30 جريحا في كفر كنا من تحت راسك”، ثم جاء آخر- كل ذلك ليلة السبت- وقال “انبسط 5 قتلوا الآن في كفر كنا من تحت راسك”، في الحقيقة ساورني القلق إزاء هذا الكلام، ولكن بعدها في نفس الليلة زارني المحاميان عمر خمايسي وحسان طباجة ومنهما عرفت أنَّ الحديث عن قتلى ليس له أساس”.

وأوضح خطيب أن ساعات التحقيق معه لم تكن سهلة وجرت العديد من المحاولات لكسر إرادته عبر الزج به في زنزانة قذرة، إلى جانب اتهامه بأنه يقف خلف الأحداث وأن تصريحاته هي التي أجّجت الأوضاع.

وأشار إلى أنه “في واحدة من جلسات التحقيق قال لي المحقق “سأُسهّرَك حتى الفجر”، فرددت عليه بالقول “فلتبق أنت و6 آخرين، فأنا على ما أنا عليه ولن تسمعوا مني ما يدينني”.

وذكر أنه التقى بعدد من الشبان خلال اعتقاله، ممن اعتقلوا خلال الاحداث، واستمع إلى معاناتهم وما خضعوا له من تنكيل نفسي، فحرص على طمأنتهم ورفع معنوياتهم، وكان احدهم لا يصلي فطلب منه أن يعلمه الصلاة وقام بذلك.

 

يوم الحرية

تابع خطيب مجريات اعتقاله حتى الحرية، وقال إنه بعد 18 يوما من التحقيق في معتقل الجلمة جرى نقله إلى سجن مجيدو، وخلال ذلك بدأت جلسات محاكمته في الملف في محكمة الناصرة وهي تزال إلى اليوم.

وقال إنه بعد الافراج عنه أُبعد إلى قريته العزير بشروط مقيدة وقاسية، مثنيا على حفاوة استقباله بالعزير ثم بعدها استقباله في كفر كنا بعد العودة إليها.

وأكد الشيخ كمال خطيب في ختام شهادته، أن المؤسسة الإسرائيلية بسياساتها الهوجاء المعادية لشعبنا هي المتسبب الوحيد باندلاع أي احداث، محذرا من استمرار هذه السياسات وتصاعدها في ظل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وشدّد على أن انتصاره للقدس والأقصى وكل قضايا شعبنا لن توقفه الملاحقات السياسية والاعتقال والتضييقات.

 

تشاهدون الحلقة هنا :

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى