أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

في هولندا.. فلسطينيون يكافحون لنقل هم وطنهم رغم سطوة اللوبيات

يحملون همّ قضيتهم الوطنية، رغم بعد المسافات، وصلف القوانين والتشريعات، وسطوة اللوبيات.

هناك في هولندا 25 ألفًا من الفلسطينيين يتركزون في مدينة فلاردينجن يكافحون في طريقين؛ أولهما الانصهار في المجتمع الهولندي وإثبات ذاتهم فيه، أما الطريق الثاني فهو نصرة الوطن السليب وحمل همومه إلى أرجاء المعمورة.

 

الوجود الفلسطيني

الكاتب الفلسطيني المقيم في هولندا نبيل السهلي يقول: إن الوجود الفلسطيني في هولندا يعود إلى عقد الخمسينيات إثر النكبة.

وأضاف -في مقال له- أن هذا الوجود بدأ بالظهور من خلال وصول أعداد بسيطة من الطلاب للدراسة، بالإضافة إلى عدد آخر كان وصوله بهدف العمل.

وقد واجه الفلسطينيون في ذلك الوقت أحوالاً صعبة بسبب تأييد السلطات والأحزاب الهولندية للكيان الصهيوني.

يشير السهلي إلى أنه في مطلع الستينيات وصل فريق من العمال الفلسطينيين من مدينة نابلس إلى هولندا للعمل في شركة تصنيع “السمنة”، وكان عددهم 120 شخصًا سكنوا في بلدة فلاردينجن.

وعلى الرغم من انعزال هؤلاء العمال عن المجتمع الهولندي؛ بسبب انشغالهم بعملهم المتواصل في الليل والنهار، إلا أنهم نجحوا في عام 1966م، وبالتنسيق مع الطلاب في تأسيس رابطة للفلسطينيين في هولندا، التي عملت بنشاط لمصلحة القضية الفلسطينية، لا سيما في مجال الإعلام ودعم منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن هذه الرابطة لم تعمر؛ بسبب ضعف قدراتها المالية، وفق الكاتب السهلي.

وبعد “النكسة” (هزيمة 67) أسست مجموعة من اليساريين الهولنديين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية لجنة فلسطين الهولندية، وبالرغم من نشاطها، إلا أنها لم تكن مؤثرة كثيرا في الرأي العام الهولندي.

وفي عام 1982م تم افتتاح مقر للجالية الفلسطينية في هولندا.

 

ضعف التأثير السياسي

الناشط الفلسطيني في هولندا، محمد العلمي يقول: إنه في أعقاب حرب لبنان 1982 ارتفعت وتيرة هجرة الفلسطينيين إلى هولندا، إلا أن هذا الوجود ظل مشتتًا.

يؤكد أن ثلة من الفلسطينيين جاءت إلى هولندا  في البداية في مصانع السمنة، أما البقية فكانوا طلاباً، وبعد توالي وصولهم اتسعت دائرة نطاق عملهم، فمنهم من اشتغل في مجال الزراعة، وآخرون أصبحوا مهندسين، وأطباء، وفنانين، وصحفيين، ورسامين في هولندا.

يؤكد العلمي أن التأثير السياسي لفلسطينيي هولندا ما يزال محدودًا؛ نظرًا لصعوبة الاندماج في المجتمع الهولندي، إضافة لتأييد الأحزاب الرئيسة الهولندية للمواقف الإسرائيلية علنًا، مثل حزب العمل، والنداء الديمقراطي المسيحي.

وأشار إلى أن هناك أحزابًا تؤيد الحق الفلسطيني مثل حزب اليسار الأخضر، والحزب الاشتراكي، مضيفًا أن هناك هامشًا يسيرًا من التأييد الرسمي الهولندي للقضية الفلسطينية.

وأوضح العلمي أنه رغم ذلك، ففلسطينيو هولندا ليسوا منفصلين عن واقع شعبهم، فإنهم يقيمون فعاليات ووقفات منددة بجرائم الاحتلال في أمكان وجودهم لاسيما في العاصمة أمستردام.

وأوضح كذلك أنه رغم الواقع فإن الفلسطينيين في هولندا نجحوا في تأسيس مؤسسات تعنى بحقوقهم وأوضاعهم، وكذلك حمل هم قضيتهم الأم، ومنها  رابطة الجالية الفلسطينية،  والمجلس الفلسطيني، ولجنة فلسطين الهولندية.

 

نبذة تاريخية

ووفق دراسات عديدة جاء فيها “ما من دولة أوروبية غربية أيدت إسرائيل منذ نشوئها ووقفت إلى جانبها في مختلف المجالات والمحافل مثل هولندا. فقد صوتت لمصلحة تقسيم فلسطين في لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين عام 1947. وعندما أصدرت الجمعية العامة توصيتها بتقسيم فلسطين يوم 29/11/1947 كانت هولندا في مقدمة الدول التي  تبنت تلك الوصية، وبذلت الجهود لإقرارها”.

وأضافت تلك الدراسات: “وقد اعترفت هولندا بإسرائيل وتبادلت معها التمثيل الدبلوماسي، واغتنمت الغرض لتأييدها ودعم مواقفها، لا بل إن هولندا انفردت أكثر من مرة بهذا التأييد من بين دول الأسرة الأوروبية قاطبة”.

“ففي مفاوضات دول السوق الأوروبية المشتركة في بروكسل عام 1966 كانت هولندا الدولة الوحيدة التي أيدت طلب (إسرائيل) الانضمام إلى تلك السوق”.

وجاء كذلك في الدراسات: “كما أنها كانت الدولة الوحيدة بين دول السوق التي قبلت أن يكون مقر مغادرتها في مدينة القدس استجابة للرغبة الإسرائيلية”.

وكان وجود حزب العمل الإسرائيلي مع حزب العمل الهولندي في منتدى الاشتراكية الدولية عاملا بارزا في تطوير العلاقات الهولندية الإسرائيلية وتنميتها على حساب الموقف العربي من القضية الفلسطينية.

 

طرد منسقة “صامدون”

وقبيل أيام، طردت السلطات الهولندية منسّقة شبكة “صامدون” لدعم الأسرى الفلسطينيين، شارلوت كايت، والكاتب وعضو حركة “المسار الفلسطيني البديل”، خالد بركات، لدى وصولهما إلى أمستردام، صبيحة 24 أكتوبر الماضي، بعد التحقيق معهما لساعات طويلة.

ووصل بركات وكايت، إلى أمستردام قادمين من كندا مباشرة، للمشاركة في أسبوع مسيرة العودة والتحرير أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل.

وعلى الفور اعتقلهما أمن المطار الذي حقق معهما لساعات طويلة حول نشاطهما في الحركتَين الفلسطينيّتَين، وحول طبيعة زيارتهما ونيّتهما المشاركة في المسيرة.

وإثر ذلك، أبلغتهما أمستردام أنه “غير مرحّب بهما، وعليهما العودة إلى كندا على متن أول طائرة”.

في غضون ذلك، احتجزت أمستردام جوازات سفرهما، وأبلغتهما أن طاقماً أمنياً سيرافقهما في رحلتهما ولن يتسلّما جوازات السفر إلى حين الوصول إلى كندا.

وطبقاً لما قاله بركات في حديث إعلامي، فإنه “على ما يبدو هناك تعميم صادر عن ألمانيا على كل دول منطقة الشينغين، بموجبها يُمنع دخولنا إلى هذه الأراضي”.

ولفت إلى أن “ترحيلنا سبقه معارك قضائية في برلين وباريس، للتضييق على نشاطنا وعلى الحركة الناشئة في صفوف فلسطينيي الشتات في أوروبا والأميركيّتَين؛ حيث لا سيطرة إسرائيلية على هذه التجمعات”.

ووصف ما حصل بأنه “محاولة لإذلالنا وتخويفنا وإحباط عزيمة المنزوين في الحركات الفلسطينية في الشتات من أجل تخفيف وتليين خطابنا.. ولكننا لا نساوم على حقنا، فنحن جزء وامتداد لفلسطين، ومن حقنا النضال والمقاومة من أجل بلدنا الذي هُجرّنا منه”.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى