أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

يوم الكنيست ويوم بلفور.. وانحياز Google

الإعلامي أحمد حازم

 

في يوم انتخابات الكنيست الثلاثاء الماضي، اتصل بي مقدم برنامج إذاعي، وطلب مني تحليلًا عن سير الانتخابات ووجهة نظري فيما يجري في ذلك اليوم. فقلت له أن لا مانع عندي من تقديم تحليل من وجهة نظري كمقاطع لانتخابات الكنيست، وأستطيع أن أتكلم طويلًا حول ذلك. فشكرني، ليس على مقاطعتي للانتخابات، بل على صراحتي، وطبعًا فهم المتصل “أن المكتوب يقرأ من عنوانه” يعني لا يناسبه أبدًا سماع صوتي المعارض لصوتهم.

لفت انتباهي أن الانتخابات جرت في الأول من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر أي مباشرة قبل يوم واحد من وعد البريطاني بلفور للحركة الصهيونية بإقامة دولة لليهود. وللتذكير فقط، فإن البريطاني آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا في تلك الفترة، أصدر وعده المشؤوم (Balfour Declaration) في الثاني من شهر نوفمبر عام 1917 في رسالة بعث بها إلى الصهيوني اللورد ليونيل والتر دى روتشيلد، يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

طيلة يوم الانتخابات يوم الثلاثاء الماضي كان محرك البحث (Google) يضع صندوق انتخابات في منتصف اسم المحرك وعليه علم إسرائيل. يعني محرك جوجل داعم كليًا لإسرائيل لدرجة أنَّ علم دولة قانون القومية توسط اسم المحرك وحرف G الأول والرابع باللون الأزرق لون العلم الإسرائيلي. وهل يوجد بعد أي دعم أكثر من ذلك؟ لم نر علم دولة عربية يتوسط اسم المحرك لحدث سياسي ما. وهذا يعني أن “الدولة اليهودية” لها مكانة خاصة مميزة لدى جوجل، بل أعتقد أكثر من مكانتها لدى أقطاب اتفاق أبراهام. بنظري لم يكن اختيار يوم انتخابات الكنيست في الأول من هذا الشهر أمرًا بالصدفة، بل له خلفية سياسية مقصودة ملتصقة بيوم الثاني من الشهر نفسه للتذكير بما فعله لهم صديقهم (وعدونا) بلفور.

في مطلع هذا الشهر تهافت عرب الكنيست لتجميل وجه الاحتلال والعنصرية، حيث وصلت الوقاحة ببعضهم الى مطالبة الناس بالتصويت أو بالأحرى استجداء الناس، للحصول على ما أسموه “حقوقهم”.

والسؤال المطروح: هل تحصيل حقوقنا هي فقط من خلال المشاركة في الكنيست؟ أي عاقل يصدق هذا؟ وهل تحصيل حقوقنا يأتي من خلال المشاركة في ائتلاف مع اليمين؟ أي إنسان وطني يقتنع بذلك؟ عرب الكنيست يتجاهلون عن قصد قانون القومية الذي اعتمدته إسرائيل، والذي ينصّ على أن هذه الدولة هي دولة اليهود. يعني نحن أصحاب الأرض غير موجودين عمليًا في حساباتهم. ولا أستطيع أن أفهم كيف أن انسانا يتمتع بعقل سليم يذهب لصناديق اقتراع برلمان دولة لا تعترف به من ناحية عملية.

والأنكى من ذلك أن “شيخا” قال في مقال له إنَّ عدم الذهاب لصناديق الاقتراع يعني “الرضا بسياسات الاعداء القاتلة”. ثم يسترسل الشيخ في عبقريته بالقول في إشارة منه لمواجهة اليمين: “ونحن نعلم ان الامر بأيدينا من خلال ممارستنا حقنا الديمقراطي والذي هو الحق الوحيد الذي بقي متاحا لنا”.

أكتفي بالقول للشيخ: إن التجني على مقاطعي الكنيست عيب، وعليه احترام الرأي الآخر، ولا أدري عن أي حق ديمقراطي يتحدث “الشيخ” في وقت تقول فيه دولته الموقرة انها دولة اليهود.

نقطة أخرى مهمة لفتت نظري: وهي ان بعض عرب الكنيست وصلت بهم الوقاحة وقلة الحياء الى استعمال مكبرات صوت مساجد لمناشدة الناس والتوسل اليهم للذهاب لصناديق الاقتراع. لهذه الدرجة وصلت بهم قلة الأدب لإقحام المساجد في الدعوة لانتخابات كنيست صهيوني. فعلًا إذا لم تستح فافعل ما تشاء.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى