أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرالضفة وغزةومضات

بعد 20 عاما من الفراق.. عائلة الأسير عبد الله البرغوثي تلتقيه 40 دقيقة من خلف الزجاج

حالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بين الأسير عبد الله البرغوثي وحضن والديه أو تقبيل أيديهما، وذلك بعد 20 عاما من حرمانهما من لقائه، مكتفية بزيارة لم تتجاوز الـ40 دقيقة، ومن خلف حاجز زجاجي وعبر هاتف السجن، وفي غرفة ضيقة لا تتسع لأكثر من شخصين.

وخلال رحلة زيارة عائلة البرغوثي من العاصمة الأردنية عمان وحتى جسر الشيخ الحسين بمنطقة الأغوار الشمالية، وصولا لسجن جلبوع في منطقة بيسان المحتلة الثلاثاء الماضي، حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات تعطيل الزيارة ومنع العائلة من دخول السجن، وذلك في رسالة تعنت ضد الأسير البرغوثي وعائلته، إلا أن تدخل السفارة الأردنية في تل أبيب حال دون ذلك.

وتمت الزيارة بترتيب من قبل وزارة الخارجية الأردنية، وتنسيق من طاقم سفارة عمان في تل أبيب لعائلتي الأسير عبد الله البرغوثي بعد 20 عاما على آخر زيارة له، والأسير ثائر اللوزي بعد 4 أعوام على آخر زيارة. ويشدد الاحتلال الإسرائيلي في ترتيب زيارات لأهالي الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية.

رفع معنوياتنا

“ذهبت لأرفع معنوياته وشدّ عزيمته، لكن عبد الله هو من رفع معنوياتنا”، تقول والدة الأسير البرغوثي للجزيرة نت، مضيفة أن “الأسر لدى الصهاينة لم يؤثر في عبد الله، وما زال كما كان قويا صلبا ضاحكا مقبلا على الحياة، رغم سنوات سجنه التي تعدت 22 عاما”.

وطوال الزيارة وعبد الله يردد أنه “سيغادر السجن قبل نهاية العام الحالي، وأن الفرج قريبا بإذن الله، وكم تمنيت أن أضمه لصدري ضمة قبل مغادرة السجن، لكن قوات الاحتلال رفضت ذلك، ولم تدمع عيني دمعة واحدة خلال مدة الزيارة، رغم أن قلبي يتفطر من الألم، وحتى لا يرى السجان أننا ضعفاء أو مقهورون، وهذه وصية ابني”.

وحول رحلة السفر نحو سجن جلبوع، قالت والدة البرغوثي (70 عاما) “لم أكن مصدقة أنني سأتمكن من زيارته حتى ركبت السيارة وتوجهت نحو الجسر، فخلال الأعوام الماضية كنت أنتظر الزيارة على أحرّ من الجمر، وأجهز أغراضي للرحلة، لكنها لا تتيسر، فتوقعت هذه الزيارة كسابقاتها”.

وفي كل زاوية من زوايا بيت البرغوثي بمنطقة ماركا الجنوبية بعمان، هناك صورة للأسير عبد الله أو سجادة صلاة أو درع تكريم أو تحفة لمجسم المسجد الأقصى، صنعها بيديه خلال سنوات سجنه، وبينها مكتبة تحتفظ فيها العائلة بكتبه التي كتبها في سنوات سجنه في العزل الانفرادي والتي استمرت 10 سنوات، وتتوسط المكتبة الشهادات الجامعية التي حصل عليها البرغوثي، وآخرها شهادة الدكتوراه في تخصص العلوم الاجتماعية والتربوية بدرجة امتياز من جامعة مغربية.

ويحمل الأسير عبد الله البرغوثي الجنسية الأردنية، وولد عام 1972 في دولة الكويت، ودرس الهندسة في جامعة بكوريا الجنوبية، مما منحه معرفة في تصنيع المتفجرات، وعاد في عام 1997 ليستقر في فلسطين ويتزوج من قريبته وينجب 3 أبناء: تالا وأسامة وصفاء.

وبعودته لفلسطين، انضم البرغوثي للعمل العسكري المقاوم ضد إسرائيل، وذلك بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، وتمكن من تصنيع عبوات ناسفة وتفجيرها في حافلات لجنود الاحتلال. ويقضي أكبر عقوبة بالسجن في تاريخ البشرية بعدما حكمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليه بالسجن 67 مؤبدا و5200 عام، متهمة إياه بالمسؤولية عن مقتل 67 إسرائيليا في سلسلة عمليات نفذت بين عامي 2000 و2003، قبل أن يتم اعتقاله في 2003.

زيارات دورية

رائف شقيق الأسير البرغوثي -والذي شارك والديه في الزيارة- شكر الخارجية الأردنية وفريق السفارة على جهودهم في ترتيب الزيارة، داعيا سلطات بلاده لتنظيم زيارات دورية للأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية، وترتيب زيارة لأطباء أردنيين للأسرى هناك لما يعانونه من إهمال طبي بالسجون.

ونقل رائف عن شقيقه عبد الله رسالة لكل أحرار العالم بأن “ظلم السجان الصهيوني الواقع على الأسرى لن يستمر طويلا، وأن ساعات الفرج باتت قريبة، وأن المقاومة ستحقق الانتصار وتزلزل الكيان الصهيوني”.

ويضيف رائف أنه من شدة خوف السجان الإسرائيلي من عبد الله، رغم تكبيل يديه ورجليه، “أحاط به خلال الزيارة 4 من الجنود، ووُجد في الغرفة التي كنا نتحدث فيها معه 3 آخرين يستمعون لما نتحدث عنه”.

وبعد الزيارة أرسل البرغوثي رسالة لعائلته نشرتها وسائل إعلام فلسطينية، ذكر فيها رؤيته لوالديه بعد 20 عاما من الحرمان والمعاناة، وتغيّر ملامح والده (86 عاما) كثيرا، حتى إنه “لم يعد قادرا على رؤيتي، ولم يدرك أنني موجود في هذا المكان، بعدما ابتلاه المولى بفقد البصر والذاكرة”، بحسب الرسالة.

وتابع في رسالته “أما والدتي، قرة عيني، فلم تكن قادرة على الكلام حابسة دموعها كي لا تبكي أمام السجان فتظهر ضعفها وقهرها أمام عدونا وعدوها، وكانت لحظة مؤلمة تلاطمت فيها المشاعر وتداعت إلينا الذكريات الجميلة، وافترقنا على أمل أن نعود قريبا”.

ويوجد في السجون الإسرائيلية 17 أسيرا ممن يحملون الجنسية الأردنية، منهم 8 أسرى محكومون بالمؤبد، وأمضى 10 من الأسرى بالسجون أكثر من 18 سنة، يضاف إلى هؤلاء 34 مفقودا، بحسب لجنة الأسرى والمفقودين.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى