أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةشؤون إسرائيلية

“هآرتس”: نتنياهو يحشر في الزاوية مرة أخرى ويضطر للتراجع وهو المسؤول عن التدهور الأمني

طه اغبارية

قال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، استغل ما وقع في السفارة الإسرائيلية للخروج من المأزق الذي تسبب به في المسجد الأقصى بوضع البوابات الإلكترونية، وحمل هرئيل، نتنياهو المسؤولية عن تدهور الأوضاع والتخبط في موضوع البوابات، مذكرا بحوادث سابقة لحكومات نتنياهو تسبب فيها بالحرجة للمؤسسة الإسرائيلية مثل: محاولة اغتيال خالد مشعل واضطراره الاستجابة للضغوط الأردنية وتحرير الشيخ أحمد ياسين وارسال “الترياق” الذي يبطل مفعول السم الذي هاجم به رجال الموساد خالد مشعل.
وقلّل هرئيل من أهمية المحادثة التي اجراها نتنياهو أمس مع رجل الأمن الإسرائيلي قاتل الأردنيين، لتهنئته بالسلامة، في خفض الاصوات الناقدة لإجراءاته السريعة لحل الأزمة مع الأردن، وقال إن محاولة نتنياهو من خلال المحادثة كسب نقاط تأييد داخلية، بعد تراجعه في موضوع البوابات، لن توفق كثيرا.
وقال إن متابعة مناورات نتنياهو ووزير الأمن الداخلي خلال الأيام الأخيرة، قد تسبب صداعا للشخص العادي مضيفا “قالوا لنا في البداية إن البوابات حيوية وضرورية للحفاظ على الأمن، ثم زعموا أن المخابرات والجيش يبالغون في تخوفهم من تداعيات تركيب البوابات بخصوص عمليات قادمة، ولما وقعت العمليات، اعتبروا أن الأمر صدفة وغير مرتبط بالأحداث في “جبل الهيكل” (المسمى الاحتلالي للأقصى)، وحين أزالوا البوابات قالوا إن ذلك لم يتم بناء على طلب الأردن، والآن يقولون لنا يمكن الاكتفاء حاليا بتواجد شرطي معزز في منطقة الحرم للحفاظ على الأمن!!”.
وأشار هرئيل إلى أنها ليست المرة الأولى التي يضطر فيها نتنياهو للتراجع والانكفاء في نهجه السياسي، الذي يفضل أن يسوقّه كمتشدد لجمهوره في الداخل، وهذا حدث كثيرا خلال الأيام الماضية، كما حدث في السابق، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لخالد مشعل عام 1997، وحدث مرة أخرى عام 2010 في احداث سفينة مرمرة عندما دفعت الحكومة تعويضات لعائلات قتلى السفينة التركية بعد فشل العملية العسكرية لوقف السفينة ومنع تقدمها.
ونوّه المحلل العسكري لـ “هآرتس” إلى أن مناورات ومحاولات الالتفاف والمراوغة التي قام بها نتنياهو ووزير الأمن الداخلي، كانت هي السبب هذه المرة للتراجع والانكفاء وليست اخطاء في التقدير لدى الاذرع الأمنية والجيش، مضيفا “صحيح أن الشرطة وافقت على نصب البوابات ولكن كل ما حدث بعد ذلك من تدهور يتحمل مسؤوليته نتنياهو وإردان، عندما رفضا توصيات الجهات الأمنية بضرورة إزالة البوابات قبيل صلاة الجمعة الأخيرة” مشيرا إلى أن “رئيس جهاز الأمن العام الحالي، نداف ارغمان، والذي وصفته الوزيرة ميري ريغيف “مهلوس” بسبب موقفه بضرورة إزالة البوابات، هو من أرسله نتنياهو أمس لحل المشكلة مع الأردن بعد حادث السفارة”.
وقال هرئيل إن المهمة الآن، بعد ازالة البوابات، هي العمل على خفض التوتر والاحداث في القدس، مشيرا إلى أن “جهات فلسطينية مثل حماس والحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا التي تبنت شعار “الأقصى في خطر” سيعملون على اشعال الأوضاع وافشال جهود التهدئة”.
وتحدث عن خطورة ما وقع في الأقصى لأنه عزز البعد الديني في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبيّن ان التلاعب في موضوع “الستاتوسكو” بالأقصى يسرّع دائما من إشعال الأوضاع وتفجيرها.
ولقت هرئيل إلى أن اليسار الصهيوني سيحاول استغلال الخلاف بين نتنياهو والأذرع الأمنية وخاصة المخابرات والجيش، وسيسعى في الفترة القادمة إلى إبراز هذا الخلاف، واظهار الجنرالات ورجال المخابرات كمعارضين للتوجهات السياسية للحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى